إدريس عدار
رحل عبد الحميد أبو النعيم إلى دار البقاء وحسابه على الله…
وليس لنا من حساب سوى هذه القصة التي لا يمكن تجاوزها..أبو النعيم ليس هو ذاك الرجل كث اللحية الذي كان في السجن..ومن غير المجدي البحث في التهمة..لكن هو قصة مختلفة.
نعاه عبد الكريم مطيع، مؤسسة الحركة الإسلامية المغربية المعروفة بالشبيبة الإسلامية..كتب على صفحته في الفيسبوك بشكل مقتضب ” الأخ الشهيد الشيخ عبد الحميد أبو النعيم انتصر على خصومه جميعا . تقبله الله في الشهداء”..
اختزل كثير من المهتمين بشأن الحركة الإسلامية حياة أبو النعيم في الانتماء إلى الشبيبة الإسلامية تم الانتماء إلى التيار السلفي.
وقال في بيان له يوم الثامن من الشهر الجاري “أخونا الشيخ عبد الحميد أبو النعيم صاحب أول لواء للحركة الإسلامية الأم رفع في مدينة فاس العامرة، بعد أن أبلى البلاء الحسن في دروب وأحياء مدينة الدار البيضاء، وأول لواء رفع في المغرب دفاعا عن المساجد عندما اعتدي عليها بالإغلاق السنة الماضية، وأقمنا عليه فجر هذا اليوم في لندن صلاة الغائب”..
لا يمكن لمطيع أن يقوم بذلك إلا لأن الرجل مهم عنده..ومعروف أن أبو النعيم كان ضمن مجموعة الأربعين، التي أسست الجماعة الإسلامية، المنشقة عن الشبيبة الإسلامية..فهل لهذا علاقة بما قاله مطيع: إنه هو من صنع العدالة والتنمية؟ وانبرى أبو حفص ليقول إن ذلك مجرد مزايدات. للأسف الشديد عندما كان مطيع يقوم بما قام به لم يكن أبو حفص في عداد من يعرف شيئا.
أبو النعيم كان رفقة عبد الإله بنكيران أثناء تأسيس الجماعة الإسلامية..كان حاضرا في الاجتماع الذي أقيم بأحد الاصطبلات قرب مديونة. مصادر أخرى تقول إن مطيع وظّف بنكيران في الانقلاب على من شم منهم رائحة عدم الوفاء له..وظلت العلاقة وقتا طويلا إلى أن اشتد عود الزعيم الرباطي لينقلب بدوره على شيخه..
إذا كان مطيع قد نعى أبو النعيم فلماذا لم يفعل ذلك بنكيران وهو شديد الحرص على حضور الجنائز وإلقاء المواعظ في الناس؟ لم تكن بينهما خلافات سوى أن الراحل اختار في وقت من الأوقات الابتعاد عن العمل التنظيمي وممارسة الخطابة في المساجد. الانتماء السلفي راسخ لدي الاثنين. أبو النعيم سلفي مكشوف وبنكيران سلفي “لايت”..انعطف مع “تسامحها” فقهيا حتى أصبح يلبس ربطة العنق والوزرة العصرية بدل “القميص” أو “الكندورة” كما كان عهده..لكن لا خلاف بينهما في “الجوهر”..اختلفوا في “أعراض” الدعوة فقط..الأول تمسك بالشكل والمنهج بينما هرب الآخرون نحو “مفاهيم ممسرحة” حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتسامح وغيرها، من أجل تحقيق منافع فقط..عندما يجد الجد يستيقظ “الجوهر” ويصبح الجميع على قلب رجل واحد..وتمنى بنكيران أن يتم إطلاق سراح “الإخوة السلفيين” ليعلموا الناس العقيدة، وتمنى الرميد لو يكون تلميذا في مدرسة المغراوي على أن يكون وزيرا.
أبو النعيم وبنكيران
