Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

أخنوش و العثماني…سياسيون مغاربة في جلباب الشعبوية

أمام المغرب تحديات كبيرة، وأهمها إنجاز المشروع التنموي على المستوى النظري، وتحديات أخرى تتعلق بالتنمية البشرية وإنتاج الثروة ناهيك عن تحديات تتعلق بالأمن القومي وغيرها، لكن هذه التحديات، التي طرحها جلالة الملك محمد السادس في أكثر من خطاب وأكثر من مناسبة، لا توجد في أجندة الأحزاب السياسية، غير المهتمة بالشأن العام بقدر اهتمامها بالشأن الحزبي.
بعد الدخول السياسي، الذي تميز بانطلاق الدورة البرلمانية، وتنصيب حكومة بمواصفات جديدة، كان مفروضا في الأحزاب السياسية، أن تكون منسجمة مع متطلبات المرحلة، وتقوم بالانخراط الكلي والضروري في العثور على الحلول والأجوبة للمشاكل التي يعيشها المغرب، لكن هذه الأحزاب اختارت مسار البحث عن الأصوات الانتخابية.
فعلى مقربة من الانتخابات الجماعية والتشريعية تركت الأحزاب مهمتها الحقيقية وشرعت في التسابق على الأصوات من الآن. كل حزب بما لديهم فرحون ويا ليث لديهم برامج واضحة وقابلة للتنفيذ. أحزاب تسبه زعماءها. واحد يقول إنه كانت تأتيهم التعليمات للتصويت على التجمع. ولم يقل من أين كانت تأتي التعليمات والجهة المصدرة لها؟ والآخر يقول إنه سيكسب المعركة من خلال مائة رحلة إلى مائة مدينة. وثالث استخرج أرشيف بنكيران ليحدثنا عن التماسيح والعفاريت من جديد.
خطاب لا قيمة له سوى أنه يحاول استمالة الناخبين. لكن بأية طريقة؟ فبعد الحكومة الرابعة بقيادة العدالة والتنمية يخرج علينا العثماني بخطاب بئيس عن التماسيح، وعن الخصوم الذين هزموه باستعمال المال. نعرف أن الانتخابات لا تقوم إلا بالمال وفق ما يحدده القانون، لكن إذا كان يقصد المال الحرام فلماذا لم يطعن في النتائج؟
لنفترض حقا أن هناك تماسيح وعفاريت، لكن دعنا نناقش ببساطة ونرجو من رئيس الحكومة أن يأخذنا على قد عقولنا. أنت زعيم حزب لديه 125 برلماني. أنت الذي فرضت المادة التاسعة من قانون المالية، التي ستكون سببا في اصطدام المقاولات مع الإدارة العمومية، فأي تماسيح فرضوا على الحزب التصويت على هذه المادة بل الدفاع عنها؟
حزب العدالة والتنمية كان بمقدوره أن يواجه المادة التاسعة، لكن هو اعتبرها إنجازا. هذه المادة لا تضر فقط بالمقاولات ولكن بالشعب. لأن المقاولة تعني مناصب شغل. والسنة الماضية أغلقت 12 ألف مقاولة أبوابها ومع تطبيق المادة المذكورة سيرتفع الرقم. أليس هؤلاء هم التماسيح والعفاريت؟
أما عزيز أخنوش صاحب المائة مدينة فقد قال إن رئيسة جهة تنتمي لحزبه تمتلك مفاتيح الحلول المستعصية، وهو نفس الكلام الذي قاله محمد أوجار، الوزير السابق والقيادي في التجمع، في لقاء بألمانيا عندما قال إن أخنوش يمتلك مفاتيح حل الأزمة.
لكن لماذا لم يطرح هذه المفاتيح الآن والمغرب يعيش الأزمة؟ لماذا تركها حتى ل2021؟ يعني عين الحزب على الانتخابات وليس على المغرب. أما صاحبنا الذي قال بالأوامر فإن السياسة رجولة وقوة وشجاعة وليست اختباء وراء مصطلحات غليظة.

Exit mobile version