Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

أعمال رمضانية بعيدة عن هموم وذوق المشاهد

حسناء زوان

يحرص المغاربة أثناء تناولهم لوجبة الإفطار في رمضان، على ضبط أجهزتهم التلفزية على القنوات العمومية، لمشاهدة ما تقدمه هذه الأخيرة من أعمال بتيمة مغربية.
عادة يحرص عليها المغاربة في كل سنة على الرغم من الانتقادات والغضب التي يعبرون عنها في كل مرة على مواقع التواصل الاجتماعي وانتقداهم السنوي للأعمال المعروضة، بل وحتى المطالبة بمقاطعتها تعبيرا منهم عن الرداءة والحموضة اللتين تصر القنوات العمومية على عرضهما في كل رمضان.
وبدروها تحرص القنوات العمومية المغربية، أياما قبيل رمضان على بث وصلات إشهارية لباقتها التلفزية، التي تعد فيها المشاهد المغربي بالجديد والأحسن.
سيتكومات وأعمال درامية، وبرامج، رصدت لها ميزانية تقارب 12 مليارًا، من أموال دافعي الضرائب، تهافتت على اقتسامها شركات إنتاج بعينها تحت إشراف لجنة تضم في عضويتها عددا من الفاعلين يحرصون في كل سنة وبكل سرية على اختيار ما سيشاهده المغاربة، ويقررون في توجيه ذوقهم الفني، فهل سينجحون هذه السنة في اختياراتهم؟ وهل ستنجح برفقتهم القنوات العمومية؟ في إرضاء الجمهور والاستجابة لمطالبه التي يرفعها كل سنة والمتمثلة في الجودة، بعيدا عن شعار “إضحاك الجمهور المغربي”.
إن علاقة المشاهد وما تقدمه القنوات العمومية من أطباق رمضانية، هي قضية قديمة متجددة، وجوهرية، يتحتم الفصل فيها بمقياس صحيح وليس بمقياس تجاري، يروم تحقيق أعلى نسب المشاهدة واستقطاب أكبر الشركات والمستشهرين بشعار “الجمهور باغي يضحك”، والذي يجعل الأعمال الرمضانية حبيسة أعمال فنية هابطة وهزيلة وأسماء مكرورة تستنجد بها هذه القنوات لكسب المشاهد والمستشهر فمثلا: استنجدت القناة الثانية بـ”سلسلة كبور” التي تتكرر فيها نفس المشاهد والحجة، استعادة الجمهور، “سيتكوم جيب داركم” مع الوجه الفني الذي يتكرر كل سنة، عزيز الحطاب وعبد الله فركوس والاعتماد على دنيا بوطازوت وغيرها من الفنانين الذين لا يخرجون عن قائمة الأعمال الرمضانية في كل سنة.
أسماء مكرورة وأعمال ممتدة من سنوات ماضية ومواضيع قيل إنها جريئة، تتناول ظاهرة الرقاة الشرعيين والتسول، والتي يبدو أنها لن تسلم من الانتقادات الحادة، والتي نال حظه منها مسلسل “جوج وجوه” بسبب ظهور شاب يؤدي دور ابن دنيا بوطازوت، بلباس نسوي وأحمر شفاه، وهو ما أثار موجة من الغضب وسط المغاربة بدعوى أنه يروج للمثلية الجنسية.
يذكر أن الجمهور المغربي كان قد عبر خلال المواسم السابقة عن امتعاضه الشديد، بسبب الحموضة والميوعة اللتين طبعتا عرض سلسلة من الأعمال الكوميدية، لأسباب تراوحت بين تكرار نفس المواضيع واحتكار نفس الوجوه لجل البرامج المعروضة، الأمر الذي دفع أصوات عديدة إلى المطالبة بوقف هذا العبث الذي يستنزف أموالا طائلة من جيوب دافعي الضرائب دون تحقيق الغايات المرجوة، فهل ستفلح القنوات العمومية في إرضاء الجمهور المغربي الذي بات يطالبها بأعمال تحاكي مشاكله، أعمال فنيه تشبهه وتعالج قضاياه وتساير التحولات التي يشهدها المغرب في المشهدين الاجتماعي والسياسي، لأن ما يحتاجه المشاهد المغربي اليوم، ليس ما يضحكه فقط، كما يروج لذلك الساهرون على إعداد البرامج الرمضانية في قنوات القطب العمومي، وإنما يحتاج إلى فكاهة اجتماعية وسياسية تجمع بين المتعة الفنية والرسالة المجتمعية.

Exit mobile version