Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

أكاديميون يجمعون على تطوير الإعلام المغربي لمواجهة الحروب الجديدة

فكك باحثين جامعيين وأكاديميين مغاربة، مفاهيم حوار وصدام الحضارات في علاقتها بوسائل الإعلام، خلال ندوة نظمت بمبادرة من الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، تحت عنوان “بين حوار وصدام الحضارات: هل يتحول إذكاء النزاعات إلى أصل تجاري لوسائل الإعلام؟”، حيث سلط الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، في مداخلته بالندوة الضوء على الإشكاليات المتعلقة بأدوار الإعلام في النزاعات في ارتباط بحوار الحضارات، وتوقف بوصوف عند الأهمية التي تحظى بها مدينة فاس وخاصة جامعة القرويين كمنارة علمية في حوار الحضارات والتقارب بين الثقافات، وهي الجامعة التي يعود إليها الفضل في تعزيز الاستقرار الديني والسياسي الذي يتمتع به المغرب إلى اليوم بفضل تكوينها لأكبر رجال الحركة الوطنية، ونخبة العلماء المغاربة.

وأبرز بوصوف أن تطور الاعلام ارتبط بتطور النزاعات، واستعرض في هذا السياق محطات تاريخية من العلاقة المشتركة بين الإعلام والنزاعات مثل تطور الإذاعة مع الحرب العالمية الثانية وقدرتها على اختراق حدود العدو بما تبثه عبر موجاتها، ودور القنوات التلفزيونية في التمهيد وتأجيج النفسيات لتبرير التصعيد في النزاعات.

وشدد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، على أن الإعلام الموضوعي والملتزم بأخلاقيات المهنة ليس هو من يؤجج الصراعات والانقسامات والحروب، ولكنها أدوار يضطلع بها الإعلام الذي جعل نفسه أداة في يد السلطة السياسية أو المالية لخدمة أجنداتها.

وانطلق المفكر والأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد العبادي، في عرضه بسؤال محوري “هل يتحول إذكاء النزاعات إلى أصل تجاري؟”، ليقول أن جانبا من العالم الإسلامي كان عنده وعي عميق بالتراكم الحضاري وسعى لبلورة المهارات والكفاءات القادرة على مقاربة هذا الموضوع الحيوي، وأضاف العبادي أن الغوص في حضارة من الحضارات يقتضي بناء المهارات والقدرات التي تمكن من ذلك تفاديا للاختزال وترويج أحكام مسبقة.

وأكد العبادي ضرورة تأسيس التجارب الفضلى المحلية لتكون تجارب ملهمة في الاضطلاع بدور اعلامي إيجابي يعزز كفة الحوار بين الحضارات كمطلب وظيفي.

وقال مدير التواصل والعلاقات العامة مصطفى أومدجار في كلمة نيابة عن وزير الشباب والثقافة والتواصل، إن المغرب حرص على توفير أرضية قانونية وتنظيمية، تضمن ممارسة إعلامية سليمة ومحصنة ضد خطابات الكراهية والعنف، وأضاف مصطفى أومدجار أنه تم تعزيز الوقاية من هذا النوع من الخطابات من خلال آليات ربط الممارسة الإعلامية السليمة، باحترام أخلاقيات مهنة الصحافة، والتي تنص على ضرورة التقيد بعدد من الضوابط المهنية التي تسمح بالنأي عن جعل الإعلام أداة لنشر الكراهية.

ومن جهته، أبرز رئيس جهة فاس مكناس، عبد الواحد الأنصاري، أن الخطاب الإعلامي اليوم يتصدر كل الخطابات المؤثرة في المجتمعات ولدي الشعوب، بل وحتى لدى الكثير من صانعي القرار على المستوى العالمي، وشدد على أن الجميع مدعو للإسهام في تعزيز الوعي الإعلامي لمحاربة التصورات الخاطئة والأحكام المسبقة، والخطاب المحرض على الكراهية، وكذا تثمين جهود الصحافة الموضوعية والمحايدة، التي ترتكز في أداء واجبها المهني على مبادئ وأخلاقيات المهنة.

وأشار رئيس الفدرالية المغربية لناشري الصحف نور الدين مفتاح في كلمة تقديمية، إلى أن الندوة تنظم بالموازاة مع المحطة الثامنة لتأسيس فرع جهة فاس مكناس للفدرالية، ويتماشى موضوعها مع خصوصية الجهة بثقلها الروحي والثقافي.

و سلط الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، الضوء على الإشكاليات المتعلقة بأدوار الإعلام في النزاعات في ارتباط بحوار الحضارات في مداخلة بمدينة فاس في إطار ندوة حول الموضوع نظمتها الفدرالية المغربية لناشري الصحف يوم السبت 8يناير 2022.
وفي مداخلته خلال هذه الندوة التي ترأسها الدكتور عبد الوهاب الرامي، الاستاذ بالمعهد العالي للاعلام والاتصال، توقف بوصوف على الأهمية التي تحظى بها مدينة فاس وخاصة جامعة القرويين كمنارة علمية في حوار الحضارات والتقارب بين الثقافات، وهي الجامعة التي يعود إليها الفضل في الاستقرار الديني والسياسي الذي يتمتع به المغرب الى اليوم بفضل تكوينها لأكبر رجال الحركة الوطنية، ومعظم العلماء المغاربة.
وأبرز بوصوف على أن تطور الاعلام ارتبط بتطور النزاعات، واستعرض في هذا السياق محطات تاريخية من العلاقة المشتركة بين الإعلام والنزاعات مثل تطور الاذاعة مع الحرب العالمية الثانية وقدرتها على اختراق حدود العدو بما تبثه عبر موجاتها، ودور القنوات التلفزية في التمهيد وتأجيج النفسيات لتبرير التصعيد في النزاعات مثل دور قناة فوكس نيوز الامريكية في حرب العراق، وقناة الجزيرة في اعطاء نظرة مغايرة..، مشددا على أن الإعلام الموضوعي والملتزم بأخلاقيات المهنة ليس هو من يؤجج الصراعات والانقسامات والحروب، ولكنها أدوار يضطلع بها الإعلام الذي جعل نفسه اداة في يد السلطة السياسية أو المالية لخدمة اجنداتها.
وخلال حديثه على المرحلة الحالية في العديد من الدول، خلص بوصوف إلى أن الأصوات المسموعة أكثر في وسائل الإعلام هي تلك التي تشجع على التطرف وعلى التقسيم، مشيرا إلى أن الاعلام يتحمل جزءا من المسؤولية في ذلك لأنه يضخم هذه الاصوات ويجعاها وكأنها تمثل الأغلبية. وفي هذا السياق عرج بوصوف على اشكالية استعمال الاعلام في صراع هوياتي من أجل ادكاء الصدام والصراع داخل المجتمع الواحد مثما هو الشأن عليه الآن في الحملة الرئاسية الفرنسية حيث يقوم مرشح ذو توجه يميني متطرف بالاعتماد على قدراته الاعلامية ووسائل اخبارية من أجل بث الكراهية والتفرقة في المجتمع ويجعلها اساس برنامجه الانتخابي الذي يفتقد لمشروع مجتمعي ولا يحمل حلولا للإشكاليات المختلفة التي يعرفها المجتمع الفرنسي.
وحول النقاش المطروح حول حوار الحضارات الذي بدأ في مجمع كاثوليكي قبل عقود، اعتبر بوصوف أنه يعاني من الكثير من الاعطاب ولم يؤدي إلى النتائج المطلوبة لانه لم يبنى على أسس مثينة، ولأنه لا يعتمد على معرفة حقيقية بالآخر ولكن على التصروات التي يحملها كل طرف على آخر، وقد ساهمت في هذا التجاهل المشترك بحسب نفس المتدخل، تحول إلى الاعلاميين وخريجي العلوم السياسية الى مراجع علمية، بدل المفكرين والاكاديميين الذين يعتمدون على مناهج علمية وفكرية دقيقة؛ وهو ما أصبحنا نستشعره في النقاشات بين الاسلام والغرب على سبيل المثال.
وشهدت الندوة الفكرية مداخلات لكل من الامين العام للرابطة المحمدية للعماء، محمد العبادي، الذي ركز على ضرورة تفكيك عناصر الحضارة من أجل استشراف وسائل وتقنيات الحوار الحضاري، وعلى أهمية التكوين والتوثيق من أجل تأسيس التجارب الفضلى محليا من اجل التأسيس لحوار عام؛ بالإضافة الى الباحث عز العرب الحكيم بناني، الذي ركز على الحدود بين حرية التعبير والجانب القانوني وحقوق الانسان، وكذا مداخلة لرئيس النقابة الوطنية للصحافة عبد الله البقالي الذي أعطى وجهة نظر مهنية حول تناول الصحافي للقضايا المرتبطة بالنزاعات.

و اعتبر المشاركون في الجمع العام التأسيسي لفرع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف لجهة فاس مكناس، أن أي تصور حول الإعلام لا يأخذ بعين الاعتبار الصحافة الجهوية سيكون بدون أفق، وأكدوا في البيان الختامي للجمع العام الذي انعقد أمس أن إدماج هذا المكون الذي ينهض بأدوار إعلام القرب يتطلب أيضا من الفاعل الإعلامي الجهوي أن يعمل على التكاثف ونبذ التفتيت المقاولاتي والمساهمة في مجهودات التحصين والتطوير في أفق التأهيل.

وجاء ذلك في ختام الجمع العام الذي جرى بإشراف من المكتب التنفيذي وبحضور فعلي لأعضاء المجلس الفيدرالي وجل ناشري الجهة، ليكون ثامن فرع منذ انطلاق الورش الكبير لإعادة هيكلة الفيدرالية على المستوى الوطني، ولاحظ الجمع العام باستياء ما تعانيه الصحافة المحلية في جهة فاس مكناس من هشاشة اقتصادية تطال المقاولة الصحافية الجهوية وتنعكس على الأداء المهني وعلى الأوضاع الاجتماعية للعاملين بالقطاع، وعلى الدور الذي من المفروض أن تساهم به هذه الصحافة في التنمية المحلية.

Exit mobile version