Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

أكبر عينة من كويكب تحط في الصحراء الأميركية

حطت أكبر عينة جمعت على الإطلاق من كويكب، والأولى ضمن مهمة لوكالة ناسا، الأحد في صحراء ولاية يوتا الأميركية إثر عملية هبوط نهائية سريعة جدا عبر الغلاف الجوي للأرض، بعد سبع سنوات على إقلاع المركبة “أوسايرس-ريكس”.
ولجمت مظلتان متتاليتان عملية الهبوط التي تابعها الجيش عبر أجهزة استشعار ما سمح للكبسولة بالوصول إلى سرعة 17 كيلومترا في الساعة المطلوبة عند هبوطها على الأرض .
وبعد حوالى عشرين دقيقة على الهبوط، وصل فريق إلى المكان للتحقق من وضع الكبسولة. وأكدت الناسا أن أي ضرر لم يلحق بها.
وقال رئيس وكالة الفضاء الأميركية بيل نلسون خلال بث مباشر للناسا “تهانينا إلى فريق أوسايرس-ريكس” مؤكدا أن هذه المهمة “حملت شيئا رائعا، أكبر عينة من كويكب تنقل إلى الأرض”.
وشدد على أن هذه العينة من شأنها أن “تساعدنا على فهم أفضل لأنواع الكويكبات التي يمكن أن تهدد الأرض” و”بدايات نظامنا الشمسي”.
بعد انطلاقه قبل سبع سنوات، جمع مسبار “أوسايرس-ريكس” الحجارة والغبار من الكويكب بينو في عام 2020، ليباشر بعدها رحلة العودة.
وتضم العينة حوالى 250 غراما من المواد بحسب تقديرات وكالة ناسا.
وقد لفت الكبسولة ووضعت في شباك رفعتها مروحية لنقلها إلى “غرفة نظيفة” موقتة.
وينبغي تعريض الكبسولة إلى رمال الصحراء الأميركية لأقصر فترة ممكنة، وذلك لتجنب أي تلوث للعينة يمكن أن يشوه التحليلات اللاحقة.
والموقع الذي هبطت فيه العينة بطول 58 كيلومترا وعرض 14 في منطقة عسكرية تستخدم عادة لاختبار صواريخ.
وقبل حوالى أربع ساعات من موعد الهبوط، أطلق المسبار “أوسايرس-ريكس” الكبسولة التي تحتوي على العينة على بعد أكثر من مئة ألف كيلومتر من الأرض (حوالى ثلث المسافة الفاصلة بين القمر والأرض).
خلال الدقائق الثلاث عشرة الأخيرة، عبرت الكبسولة الغلاف الجوي، ودخلته بسرعة تزيد عن 44 ألف كيلومتر في الساعة، مع حرارة تصل إلى 2700 درجة مئوية.
أما المسبار فقد انطلق في رحلة إلى كويكب آخر.
وقالت العالمة في ناسا إيمي سايمن لوكالة فرانس برس قبل عملية الهبوط إن “وصول هذه العينة أمر تاريخي حقا “، مضيفة “ستكون هذه أكبر عينة ننقلها إلى الأرض منذ الصخور القمرية” ضمن برنامج أبولو الذي انتهى في عام 1972.
ومن المقرر نقل العينة الاثنين إلى مركز جونسون للفضاء في هيوستن بولاية تكساس، حيث سي فتح الصندوق، في غرفة أخرى محكمة الإغلاق، في عملية ستستغرق أياما.
وتنوي ناسا عقد مؤتمر صحافي في 11 تشرين الأول/أكتوبر للكشف عن النتائج الأولية.
وسيصار إلى الاحتفاظ بالقسم الأكبر من العينة للدراسة على يد أجيال مستقبلية. وسي ستخدم حوالى 25% منها على الفور لإجراء تجارب، كما سي شار ك جزء صغير مع اليابان وكندا، وهما شريكتان في المشروع.
وقدمت اليابان نفسها لوكالة ناسا بعض الحبيبات من الكويكب ريوغو، والتي أحضرت 5,4 غرامات منها في عام 2020، خلال مهمة المركبة هايابوسا-2. وفي عام 2010، جمعت اليابان كمية مجهرية من كويكب آخر.
وقالت إيمي سايمن إن عينة بينو هذه المرة “أكبر بكثير، لذا سنكون قادرين على إجراء مزيد من التحليلات”.
وتحظى الكويكبات بالاهتمام لأنها تتكون من المواد الأصلية للنظام الشمسي منذ 4,5 مليارات سنة. وبينما لحق تغي ر بهذه المواد على الأرض، بقيت الكويكبات سليمة.
وقال كبير علماء المهمة في جامعة أريزونا دانتي لوريتا إن بينو غني بالكربون، والعينة التي أ حضرت “قد تمثل بذور الحياة التي حملتها هذه الكويكبات في بداية كوكبنا، والتي أدت إلى هذا المحيط الحيوي المذهل”.
ويدور بينو الذي يبلغ قطره 500 متر حول الشمس ويقترب من الأرض كل ست سنوات.
وثمة خطر ضئيل (نسبته واحد من 2700) أن يصطدم بالأرض سنة 2182، وهو ما قد ي حدث تأثيرا كارثيا . وقد يكون توفير مزيد من المعطيات عن تكوينه مفيدا . وفي العام الفائت، تمكنت “ناسا” من ح رف كويكب عن مساره من خلال اصطدام مركبة به.

Exit mobile version