Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

أماسي رمضان بنواكشوط ..بين واجبات العبادة ومنافع الرياضة

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2018-05-30 15:01:27Z | | Lÿÿÿÿ

(عبد الله البشواري)
لا يصعب على المرء بنواكشوط رصد مظاهر الفرح بشهر رمضان الفضيل، بالعودة الى الاحتفال به بما يستحق من تعظيم وتكريم، لاسيما بعد الحرمان من الأجواء المصاحبة له السنتين الماضيتين مع شبح جائحة كورونا.

ولا يخفى أيضا ما يتميز به المجتمع الموريتاني في الاحتفال بالمناسبات الدينية، عموما، ورمضان، خاصة، بما يليق به من تقدير في أجواء روحانية واجتماعية تظهر للعيان عبر جولات بنواكشوط من خلال خيام منصوبة بجل أحيائها، حيث يتم إحياء أماسي رمضانية، ذكرا وموعظة، ومحاضرات ذات بعد ديني، تتنافس “المحاضر” ( جمع محظرة، وهي مؤسسة تعليمية أهلية تشبه نظام الكتاتيب) والجمعيات المهتمة، في استضافة علماء أجلاء لتنشيطها.

وبالإضافة الى العادات والتقاليد والطقوس الرمضانية الفواحة بروح الأصالة، والتي ورثها الموريتانيون عن الأجداد، الحريصون أشد الحرص على الحفاظ عليها من الزوال، لا يمكن إلا تسجيل دخول متغيرات جديدة على المجتمع الموريتاني، لها أيضا ميزاتها.

وهنا يسترعي الانتباه بنواكشوط، خاصة، مشهد آخر، والمتمثل في الإقبال الكبير على ممارسة الرياضة، على نحو فردي أو جماعي، بالفضاءات المفتوحة لا سيما المركب الاولمبي بنواكشوط.

فبعد صلاة التراويح، التي يؤديها غالبية عشاق الرياضة داخل مسجد الملعب الأولمبي، تنطلق فترات الرياضة التي يمارسها المهتمون من الموريتانيين ومن جنسيات مختلفة داخل فضاءات الملعب و فضاءات أخرى موزعة على أنحاء العاصمة (…).

وما يثير الإنتباه بشكل أكبر، وفق ما أكده كل من التقتهم وكالة المغرب العربي، هو الإقبال الكبير للنساء، بالملحفة (الزي التقليدي) الموريتانية، على ممارسة رياضة المشي وبشكل يومي، هذا طبعا دون الحديث عن القاعات الرياضية المختصة.

” رمضان ، عموما، يخصص للعبادة والإحسان للفقراء، هذا ما نحافظ عليه، والليالي الرمضانية بموريتانيا في معظمها تخصص لصلة الأرحام والقيام، إلا أن هذا لا يمنع من مزاولة الرياضة على اعتبار أنها شيئ ممتع وصحي في الآن ذاته، لاسيما وأن الطقس هذه السنة معتدل وملائم جدا، كما أنها نوع من الترفيه عن النفس” ، هذا ما أجمع عليه من القتهم الوكالة.

من جهة أخرى أرجع البعض هذا الإقبال الى تأثير البرامج الصحية التي تدعو الى الاهتمام بالصحة خلال هذا الشهر ، وكذا رغبة من النساء في التخفيف من أعباء تحضير الإفطار بالبيوت، استعدادا لوجبات العشاء والسحور.

في هذا الإطار أكد الإعلامي والباحث، أحمدو ولد النباش، أنه وإلى جانب البعد الروحي، يخصص الصائمون بنواكشوط بعد الإفطار وقتا لممارسة رياضة المشي أو أنشطة رياضية أخرى على مستوى الملاعب والساحات العمومية، “في تطبيق عملي لنصائح معظم الأطباء والمختصين في مجال الصحة البدنية الذين ينشطون، مع فقهاء وعلماء بارزين، ندوات وبرامج يتم بثها طيلة شهر رمضان عبر وسائل الإعلام السمعية البصرية”.

وروحيا، يبرز الإعلامي أن شهر رمضان “يشكل في موريتانيا، وبالضبط في نواكشوط، موسما سنويا للإكثار من العبادات من خلال الحرص على قيام الليل والصدقات لا سيما من خلال الإفطار الجماعي لصالح أئمة ورواد بيوت الله وشيوخ وطلاب المحاظر والكتاتيب القرآنية وتوزيع وجبات الإفطار على المستشفيات والمراكز الصحية ودور كفالة الأيتام”…..

Exit mobile version