Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

إضراب عام إنذاري

أعلنت نقابات المنظمة الديمقراطية للشغل والكونفدرالية العامة للشغل و فدرالية النقابات الديمقراطية الاحتجاج في اضراب عام انذاري، السياسة اللاشعبية للحكومة وعلى نتائجها الكارثية على الجميع، مطالبين بالتفاعل الإيجابي مع الملف المطلبي الاجتماعي في شموليته، وفي إطار الحوار الاجتماعي الوطني المسؤول والجاد، دون محاولة إفراغه من جوهره في إطار حوارات قطاعية هامشية وغير مجدية؛ ومعلنين الرفض القاطع للطريقة التدبيرية التي تمت بها ما اصطلح عليه باسم “إصلاح منظومة التقاعد”، على اعتبار أنها إجراءات ترقيعية وغير منصفة؛ و العمل على تفعيل الدعم المخصص في إطار صندوق المقاصة، بما يضمن كرامة المواطن وحمايته من اللوبي المتحكم في بعض المواد الأساسية وفي أسعار المحروقات.

وطالبت النقابات العمل على سن سياسة تسقيف الأسعار، وتفعيل التوصيات المنبثقة على بعض اللجن البرلمانية ومجلس المنافسة، للقطع مع السمسرة والمضاربات؛ و العمل على الرفع من الأجر للجميع، وبدون استثناء، تماشيا مع ارتفاع الأسعار والتضخم، وكذا تحسين معاشات التقاعد؛ و تنظيم قطاع النقل وإخراجه من دائرة اقتصاد الريع والاهتمام بالمهنيين وتحسين أوضاعهم المادية والمهنية، وسن قوانين وأنظمة ملائمة تستجيب لحاجيات العصر ومتطلبات المهنيين؛ مطالبين بإعادة الاعتبار إلى المنظومة التعليمية التي أصبحت متجاوزة ولا تواكب العصر وتنتج التخلف والجهل والعنف، والاستجابة إلى المطالب المشروعة لأسرة التعليم، وعلى الخصوص، مطلب إدماج الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد عبر إدماجهم في أسلاك الوظيفة العمومية، القيام بإصلاح عميق لقطاع الصحة وللعاملين به، أخذا بعين الاعتبار، للوضع الوبائي الذي كشف بالملموس عن عجز السياسات المتعاقبة في هذا المجال.

واعتبرت النقابات، أن قرار خوض الإضراب العام يوم 20 يونيو 2022، هو قرار مفروض علينا بحكم الأسباب والدواعي التي تم التفصيل فيها في هذه المداخلة، وذلك دفاعا على مصالح هذا البلد وشعبه، وتمكينه من كل الإمكانيات المتاحة لينعم بالمواطنة المتعارف عليها دوليا، والمؤسسة على الديمقراطية، والعدالة، والتنمية.

وشجبت النقابات سياسة الحكومة وسابقاتها، التي جعلت من تدبيرها للشأن العام مجالا لتفقير الطبقة العاملة والموظفين والمستخدمين والمأجورين، وعموم الشعب المغربي، وذلك من خلال عدم الاستجابة للملف المطلبي الاجتماعي في شموليته، وفي كل القطاعات الاجتماعية الحيوية: كالتعليم، والصحة، والشغل، والسكن، والنقل، والبحث العلمي، وكل القطاعات الأخرى المساهمة في إنتاج الثروة الوطنية؛
التناقض الصارخ بين دستور البلاد في مجال التنظيم والتأطير وبين الواقع الذي يكرس المنع والتضييق؛
انعدام المقاييس الموضوعية والشفافة التي تضع الجميع على قدم المساواة، بخصوص الدعم العمومي المقدم، كريع للإطارات الحزبية والنقابية، لكي يصبح المشهد السياسي والنقابي مطبوعان بتمثيلية مصنوعة ومفترى عليها؛ الزيادة الصاروخية المتتالية في أسعار المواد الأساسية (الدقيق، والزيت، والسكر)، وكذا الارتفاع المهول في أسعار المحروقات، في ظل انعدام الدعم، وفي ظل استمرار الأزمة، على غرار بعض الدول الغربية وغيرها؛ عدم تفعيل الإجراءات المتعلقة بتسقيف سعر المحروقات؛
العمل على ضمان تدخل الدولة من خلال توفير الدعم عبر صندوق المقاصة، وتصحيح الاختلالات المتعلقة بعدم تفعيل الإجراءات المصاحبة لاستقرار الأسعار وترك استغلال بعض القطاعات الحيوية محصورا في شركات معينة، وفي غياب شروط منافسة حقيقية وشريفة؛ تعميم التغطية الصحية التي تظل شعارا للاستهلاك؛ العمل على اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة حالة الجفاف المستمرة وانخراط الدولة في إيجاد مخارج واقعية تضمن استمرارية العيش الكريم، وتقويم فشل السياسات والبرامج الفلاحية المتعاقبة التي رصدت لها الموارد المالية الضخمة، وعلى الخصوص، برنامج “المغرب الأخضر”، والذي لا نرى من خضرته إلا استفادة كبار الملاكين؛ إيجاد الحلول لمشكل ندرة المياه التي تشكل إحدى المشاكل البنيوية بالمغرب، وما سيترتب عليها من عواقب تتعلق بالهجرة سواء من القرى إلى الحواضر، مما سيضاعف من أحزمة الفقر بالمدن، أو إلى الخارج بطرق شرعية أو غير شرعية (قوارب الموت).

قررت النقابات الاحتجاج في اضراب عام إنذاري، أمام ما اسموه ” الصمت الرهيب بخصوص ما يقع في البلاد، من أوجه الخصاص والفقر والحكرة بمختلف أشكالها وأنواعها وفي مختلف المجالات، سواء المتعلقة بحرية الرأي والصحافة، التنظيم والتوسيع النقابي، الحريات الفردية والجماعية، ناهيك عن الإمعان في ترسيخ ثقافة الريع والمحسوبية والزبونية، وكذا واقع الهشاشة والاحتياج والتسول المستشري في المجتمع، نتيجة نهج سياسات تمعن في التفقير والإذلال، من خلال سن قرارات وإجراءات غير ديمقراطية وتضرب في العمق القدرة الشرائية لعموم المواطنين.

وأضاف بلاغ النقابات، أنه وعلى هذا الأساس، كان لزاما علينا كمركزيات نقابية أن نتحمل جزء من المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا، على اعتبار كوننا نشكل جزء من الفاعلين في هذا الواقع، وفاء للمبادئ التي تأسسنا عليها وقناعاتنا الراسخة بالاصطفاف إلى جانب الجماهير الشعبية في الدفاع على مطالبها وقضاياها العادلة والمشروعة، والمؤطرة بعنوان عريض، ألا وهو “الديمقراطية والتنمية”.

وشددت النقابات، على أن خوض هذا الإضراب يصادف الذكرى 41 للانتفاضة الشعبية المجيدة ليوم 20 يونيو 1981، وكل التضحيات التي قدمها الشعب المغربي، وما صاحبها من عمليات الاستشهاد والاعتقال. لذا، لا بد من الإقرار بكل المسؤولية والصدق، بأن هذه اللحظة هي شبيهة بالأمس، وكل المؤشرات تسير في اتجاه الانفجار، أمام استقرار هش ومستقبل غير واضح المعالم.

Exit mobile version