Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

إفريقيا كما يراها جلالة الملك

استقبال ملكي لم يكن كغيره من الاستقبالات. استقبال جماعي لوزراء ثلاث دول لها خصوصيات. وزراء خارجية مالي وبوركينا فاسو والنيجير، وهي الدول الثلاث التي تربطها اتفاقيات متعددة. ثلاث دول أصبحت في الآونة الأخيرة تتحرك بشكل مشترك.
صورة أبلغ من كل الكلمات، التي يمكن أن يكتبها الكاتبون. جلالة الملك محمد السادس صاحب فكرة “كفى نهبا لإفريقيا” وخيرات إفريقيا للإفريقيين و”رابح-رابح” في علاقات الجنوبيين مع بعضهم، يستضيف ثلاث وزراء يمثلون ثلاث دول توحدت في إطار سياسي يهدف إلى ضمان السيادة الوطنية لهذه البلدان.
لا يمكن أن يحمي السيادة إلإ الفكرة التي تنتمي إلى التيار السيادي الإفريقي الذي يقوده جلالة الملك.
ثلاث وزراء بثلاث كلمات، كل واحدة تؤكد أن خيار إفريقيا هو هذه المبادرة الملكية، التي تقوم على انفتاح القارة على العالم من خلال المبادرة الأطلسية، التي تربط إفريقيا بقارات العالم، وتمكن الدول غير المطلة على المحيط الأطلسي من منفذ على البحر وهو منفذ على العالم. وقد نوهب الكلمات الثلاث بالمباردة:
تراوري، وزير الشؤون خارجية بوركينا فاسو: إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس “كان على الدوام مدافعا كبيرا عن التعاون جنوب جنوب “.
وزير خارجية نيجريا: المبادرة الملكية لتشجيع ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، “نعمة للدول الثلاثة الحبيسة”.
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية مالي، عبد الله ديوب: “لقد عبرنا عن تقديرنا للمبادرة الملكية الرامية إلى تسهيل ولوج بلداننا الثلاث إلى المحيط الأطلسي لتنويع ولوجنا إلى البحر، وكذا تعزيز السلم والأمن”.
وعندما أعلن جلالة الملك محمد السادس عن المبادرة الأطلسية كتبت الصحافة العالمية “المبادرة الأطلسية لمحمد السادس.. حجر زاوية جديد للدبلوماسية المغربية؟”، وأجمع المتتبعون حينها على أن المغرب يرغب في منح بلدان الساحل إمكانية الوصول إلى المحيط الأطلسي، لا سيّما عبر بنيته التحتية الضخمة التي يجري بناؤها حالياً في الصحراء المغربية. وهي فكرة جريئة وإستراتيجية.
ويذكر أن المبادرة الأطلسية مشروع قدمه جلالة الملك محمد السادس إلى دول منطقة الساحل، بوركينا فاسو والنيجر ومالي وتشاد، في شهر دجنبر عام 2023 بمراكش، ويهدف إلى تسهيل الوصول إلى بلدان الساحل غير الساحلية إلى المحيط، وفي نهاية المطاف إنشاء منطقة للتنمية الاقتصادية والتبادلات التجارية بين دول غرب أفريقيا وبقية دول العالم.

ومنذ البداية عبر المغرب عن استعداده لإتاحة الطرق والموانئ والسكك الحديدية والبنية التحتية الصناعية لدول الساحل الأربع، والتي رحبت جميعها بهذه المبادرة. وقد قامت هذه الدول بالفعل بتشكيل فرق العمل الخاصة بها، من أجل تنظيم المناقشات الدبلوماسية وإطلاق دراسات الجدوى الأولى.
وهذه المبادرة تندرج ضمن الرؤية الملكية لإفريقيا، التي عمل جلالته على إنجاحها منذ توليه العرش، حيث زار عشرات البلدان الإفريقية، مبشرا بإفريقيا ذات سيادة متعاونة ومتظافرة الجهود من أجل بناء قارة يعيش فيها أبناؤها بكرامة وشرف.

Exit mobile version