Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

إنها المرأة المغربية يا سادة !

لطالما سمعنا في أيام قد خلت ، أن المرأة لها خرجتان ، واحدة عندما تخرج من دار أبيها لدار زوجها ، و الخرجة الثانية عندما تخرج من بيت زوجها إلى المقبرة !
المرأة المغربية حاليا قلبت الموازين ، فبالفعل لديها خرجة من دار زوجها لكن لتعبد طريقا تسلك به إلى الجنة قبل أن تصل إلى المقبرة ! نتكلم هنا عن طريق العلم و التحصيل و المعرفة ، فبعدما كان سن التمدرس بالنسبة للبنات :7 سنوات, وسن مغادرة المدرسة : 13عاما في سنة 1942 فقد اتسعت حركة تعليم البنات بشكل مدهش حيث أنهن منذ سنة 1945 تجاوزن سن التمدرس الذي أقرته السلطات الوطنية ، ونجحن في الدخول إلى المعاهد الثانوية وكان الملك هو محمد الخامس الذي فاجأ البلاد بأكملها حين قدم إلى الأمة أبنته الأميرة للا عائشة لكي تخطب بوجه مكشوف.
فبعد أن كانت المرأة في خطوة جريئة منها ترتاد كتاتيب محاربة الأمية ، أصبح طموحها لا حدود له ، فأصبحت ترتاد الجامعات المغربية بعد حصولهن على باك حر ، لا يثنيهن لا الزواج الذي كان يعد في الأمس القريب نهاية لمحطة الفتاة في مواصلة التعليم ، و لا ممارسة دور الأمومة ، و لا السن ، حيث أصبحنا نلاحظ ظاهرة اجتماعية جدا ملحوظة ، تكمن في ارتياد الأمهات بل و حتى الجدات صفوفالجامعات المغربية العامة ، وحتى الخاصة ، المهم عندهن هو نهل العلم و إتقان دور الأمومة بحذافره ، قد يتساءل القارء ، ما علاقة الدراسة بالأمومة ؟ و الإجابة جدا بسيطة ، هي أن المرأة هي نصف المجتمع ، و هي التي تربي النصف الآخر ، فكيف ستربيه و ليست لديها تلك الآليات البيداغوجية و لا العقلانية و لا الثقافة الكافية التي ستخول لها أن تكون تلك المدرسة التي إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق ؟!؟مؤخرا فطنت المرأة و لله الحمد دور العلم في إمكانها تأسيس أسرة طيبة ، مثقفة ، منبتة نباتا حسنا ، يعطي أكله كل حين ، فتصبح جيناتها تحمل امتدادا للعلم الذي هو خير سلاح للحياة و خير ذخيرة بعد الممات و أفضل إرث يمكن أن تورثه لأبنائك. فقد أصبحت تسمع كثيرا ، النساء تردد عبارة ” لا أريد أن أموت و ليس بحوزتي شهادة جامعية أو شهادة دكتوراه ، فبعدما كانت الشهادات هي السبيل الوحيد لتعلي مراتب عليا في مجال العمل ، سواء في القطاع العمومي أو الخاص ، لم يعد الهدف المتوخى من ورائها إتاحة فرصة عمل ، نظرا للسن الذي بدأت السيدات تتخذن فيه هذا القرار بحزم ، و كيف لا و هي المرأة التي تعطي دائما أولوية راحة زوجها و أولادها على مصلحتها الخاصة ، وتنتظر حتى ترسي عائلتها و أطفالها على بر الأمان و تطمإن على حالهم بولوجهم إلى المدرسة ، بل هناك من تنتظر حتى أن يكون الإبن أو البنت عائلته! عند ذلك تستأنف محطتها الدراسية بكل طاقة و رباطة جأش ، إنها المرأة المغربية يا سادة !
و بما أن التعميم لغة الجهلاء ، فلا نقول كل ، لكن نقول البعض ، أو الأغلبية الساحقة ، للأمانة ، يحاولن بشتى الطرق، ثني زوجاتهن في ممارسة حقهم المشروع ، حق متابعة الدراسة و تحقيق ذواتهن …، السبب غير معروف ، هل هو بدافع الغيرة ، أم هو بدافع الخوف من توعية المرأة و استخدام عقلها الذي كرمها الله عز و جل به، مثلها مثل الرجل ،أم هو تحقير للمرأة التي لا زالت في المجتمعات الذكورية يعتبر ” ضلعا أعوج ” ، بل و حتى أكبر الفلاسفة كانوا يقللون من شأن المرأة و
لعلّ أوّل تعبيرٍ في تاريخ الفلسفة يعود إلى سقراط حين قال «النساء يولّدن الأجساد، أما الفلاسفة فيولّدون الأرواح»
ويتبنى كذلك نيتشه المعروف بمزاجه الشرس أقصى حدود التطرف تجاه المرأة؛ إذ يقول في كتابه “هكذا تكلم زرادشت”، إنّ “المرأة نصف البشرية الضعيف، المضطرب، المُتقلِّب، المتلوّن، إنّها بحاجة إلى ديانة للضعف تقدس الضعفاء، والمحبين، والمتواضعين، أو لعلها تحول القوي إلى ضعيف وتنتصر عندما تنجح في التغلب على الرجل القوي.ويتجلى كذلك كره “نتشه” واحتقاره للنساء في مقولته الشهيرة؛ “إذا زرت امرأة لا تنسى أخذ السوط معك”!
أما الفيلسوف الألماني ٠آرثر شوبنهاور”فكان يُبدي كرهاً غير معقول للمرأة، التي تحدث عنها قائلاً : “لا يجب أن يكون في العالم سوى ربات بيوت، تُحسن التنظيف والطهي، وبنات شابات لا يحلمن إلا أن يكنّ كذلك. ولا يجب تدريبهن على الغطرسة ولكن على العمل والخضوع”.
أما بالنسبة لأرسطو، يقول في كتاب «السياسة»: «إن طبيعة العلاقة بين الذكر والأنثى، هي أن الذكر متفوق والمرأة متدنية، ما يجعل من الذكر قائداً، فيما تكون الأنثى تابعة».

وفي هذا الصدد جاءت الكاتبة الكبيرةفاطمة المرنيسي بعدة مواضيع ،حيث تطرقت الى تحليل موضوع المرأة ،وتحريرها ثم المساواة بين الجنسين، مما أدى إلى تغير نظرة المجتمع الدونية للمرأة وأصدرت كتبا كان من أبرز أهدافها إسماع صوت المرأة المكبوت ، ورفع الحيف والقهر والظلم عنها.
وأصرت غير ما مرة أن مسألة المرأة و علاجها من مختلف الزوايا مفتاح الحل لكثير من العقد الأخرى”
كما أنها قالت في إحدى المرات أن المستوى العلمي غدا يشكل ضرورة ويوفر وضعا حيويا يوازي الجمال. و كما أشرنا في مقال سابق كان تحت عنوان “الإستثمار في العقل بدل الجسد” فلله الحمد أصبحت جل المساء المغربيات لا يحسسن بطعم الجمال إلا بعد تجميل عقولهن بالعلم و المعرفة و تمكنهن من المشاركة في حوارات و نقاشات هادفة و لو حتى مع أقاربهن ، و أصبحن لا يحسن بجمال منازلهن حتى يكون لديهن و لوحتىركن صغير في البيت مزين بكتب و مجلدات وموسوعات قيمة ، وبالتالي لم يعد بالنسبة للمرأة المغربية معيار الجمال الخلقي كافيا إذا لم يضف إليه الجمال الأخلاقي و الثقافي الذي لا يتأتى إلا بطلب العلم .

وتضيف الكاتبة فاطمة المرنيسي في نفس الصدد “… ونظرا لأن التمييز بين الجنسين يكمن أساسا في عزل النساء, فإن تجول بعض الفتيات بهدوء في الشارع وهن يحملن الحقائب المدرسية كاف ليزعزع التوازن النفسيلمجتمع بأكمله”.

سناء البوعزاوي
كاتبة و مختصة في التنمية الذاتية و باحثة في علم الإجتماع

Exit mobile version