Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الأحزاب والزلزال…كأن الزلزال ضرب الأحزاب قبل الأرض

يبدو أن الأحزاب المغربية ضربها الزلزال قبل أن يصب الأرض ويدمر الحجر ويقتل البشر، فقد غابت نهائيا عن المشهد، ونشير هنا إلى أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الرقمية وحتى صحف زعمت أن السلطات تمنع الأحزاب من نقل المساعدات إلى المناطق المنكوبة. وهذا لا ينبغي أن يحدث بتاتا، فدور الأحزاب السياسي ليس هو انتظار الانتخابات ومنح التزكيات.
كان المنطق يفرض أن تكون الأحزاب في طليعة من يقوم بالدعم والإغاثة والمساعدات. فالأحزاب السياسية لديها شبيبات ومنظمات موازية عديدة، ولا شيء يمنع قانونا وعرفا الأحزاب السياسية من لعب دورها في التأطير الاجتماعي، وتحريك الشباب وحثه على القيام بالأعمال التطوعية.
الأحزاب السياسية في المغرب كان لها باع طويل في تأطير الشباب، وفي القيام بالأعمال التطوعية، بل هي طليعة العمل التطوعي ومنها تفرعت جمعيات العمل التطوعي، وكانت الأحزاب السياسية لديها جمعيات موازية خاصة بالكشفية، ودورها هو التطوع، فأين غابت؟
فالأحزاب السياسية وعندما في المغرب حزب واحد أو حزبين شارك الشباب السياسي إلى جانب ولي العهد آنذاك مولاي الحسن، في بناء طريق الوحدة، الشهير، ومن أبرز المشاركين فيها القائد الاتحادي المهدي بنبركة، وكان أغلب المشاركين والمتطوعين من الشباب السياسي سواء كان منتميا أو مناصرا أو حتى لديه مجرد نزوع نحو العمل السياسي.
وعندما قرر الملك الراحل الحسن الثاني تنظيم المسيرة الخضراء قصد استرجاع أقاليمنا الصحراوية من الاحتلال الإسباني، وقفت الأحزاب السياسية إلى جانبه وكانت في طليعة من قام بتأطير المواطنين من أجل المشاركة في المسيرة، فسمي هذا العام بعام الإجماع الوطني، وقام زعماء الأحزاب بالتسويق لوجهة نظر المغرب بالخارج.
لسنا ممن يبكي على الماضي والمستقبل أفضل كما نريد. ولسنا ممن يقف عند الأطلال ولكن نريد ترميم الشروخ التي يعيشها المغرب اليوم.
فالأحزاب السياسية كأنها في عطالة دائمة، ولهذا لا ينبغي أن نستغرب أن نجد أن اغلب لالعمليات التطوعية غير مؤطرة وقادها شباب من الأحياء لا سابقة لهم بالعمل الجمعوي أو التطوعي، لأن الشباب فقد الثقة في العمل السياسي، ولم يعد العمل الجمعوي عنده سوى وسيلة لتحقيق المآرب والطموحات الشخصية.
ولهذا لم نسمع سوى بعض البيانات والجمل الإنشائية في تصريحات بعض الزعماء السياسيين، بينما واقع الحال كان يتطلب أن تكون الأحزاب في الأغلبية والمعارضة صفا واحدا لأن الأمر ليس تنافسيا ولكن تعاونيا وتعاضديا، فالتنافسية تكون في الانتخابات أما اليوم فالأمر يتعلق بالإغاثة الواجبة لإخواننا الذين تضرروا من الزلزال، فما الذي يمنع حزبا جال بقوافله القرى العميقة ليوزع قفة “انتخابية” من أن يؤطر الشباب اليوم في أعمال إغاثية مضبوطة ومدروسة للتخفيف عن الساكنة.
لكن لا حياة لمن تنادي. فلماذا تحصل الأحزاب على الدعم العمومي إن لم تكن تقدم الخدمة العمومية؟

Exit mobile version