Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

 الأرجنتين تودع مينوتي، مهندس التتويج المونديالي الأول

فقدت الأرجنتين واحداً من أبرز رموزها الكروية، سيسار لويس مينوتي، الذي رحل يوم الأحد عن عمر يناهز 85 عاماً، بعد صراع مع مرض السرطان في المعدة، وفق ما أفادت به وسائل الإعلام المحلية.

مينوتي، الذي عُرف بدعمه للعب الجميل حتى في زمن الديكتاتورية العسكرية، لم يكن مجرد مدرب بل كان رمزاً للمقاومة والإصرار. قاد المنتخب الأرجنتيني إلى فوزه الأول بكأس العالم في عام 1978، على الأرض الأرجنتينية، في مباراة نهائية شهيرة ضد هولندا انتهت بنتيجة 3-1.

عندما منحت الأرجنتين حق استضافة كأس العالم 1978، كان البلد تحت نير حكم الجنرال خورخي فيديلا، الذي جاء إلى السلطة بعد انقلاب أطاح بالرئيسة إيسابيل بيرون. في ذلك الوقت، اتهمت منظمة العفو الدولية النظام بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الإنسانية شملت قتل الآلاف واختفاء العديد غيرهم.

تزامناً مع انعقاد البطولة، تم اعتقال الكثير من المعارضين السياسيين في معسكر “إسما” القريب من ملعب مونومنتال، مضيف المباراة النهائية. على الرغم من التهديدات بالمقاطعة، خصوصاً من الدول الأوروبية، أصر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على إقامة البطولة في الأرجنتين.

مينوتي، المعروف بشجاعته، كان صريحاً في تعليقاته قبل النهائي، حيث قال: “نحن الشعب، ننتمي للطبقة الكادحة، نحن الضحايا. نمثل الشيء القانوني الوحيد في هذا البلد، كرة القدم. نحن لا نلعب لمدرجات مليئة بالضباط والعسكريين، بل نلعب لأجل الشعب، ولا ندافع عن الديكتاتورية بل عن الحرية”.

بفلسفته التدريبية التي تركز على اللعب الهجومي والإبداعي، وشغفه بالتحركات الحرة للاعبين داخل الملعب، لقب مينوتي بـ”إل فلاكو” أو النحيل. ترك إرثاً تدريبياً يمتد على مدار 37 عاماً، شمل تدريب 11 نادياً ومنتخبين وطنيين.

رحيل مينوتي يترك فراغاً كبيراً في كرة القدم الأرجنتينية والعالمية، حيث سيُذكر دائماً كأحد العظماء الذين مروا على هذه الرياضة، ليس فقط بسبب إنجازاته المهنية ولكن أيضاً بسبب شجاعته ومبادئه الثابتة في وجه الصعاب.

Exit mobile version