أكد عدد من الخبراء، امس الخميس، بمناسبة الاحتفال بيوم السلام والتفاهم العالمي، أن الأمن الغذائي والمائي يشكل عاملا أساسيا لحفظ السلام والتنمية في العالم بشكل عام، وفي القارة الأفريقية الأكثر هشاشة بسبب التغيرات المناخية على وجه الخصوص.
وسلط هؤلاء الخبراء، خلال ندوة حول موضوع “الأمن الغذائي، عامل للسلام والاستقرار”، الضوء على التحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه كوكب الأرض، والتي تهدد السلام والأمن في العالم، لا سيما تغير المناخ والأوبئة والأزمات والحروب، مشيرين إلى أن كل هذه العوامل تؤثر بطبيعتها على سلاسل القيمة العالمية، مما تسبب في حدوث تضخم ونقص، وبالتالي انعدام الأمن الغذائي في البلدان التي تعتمد على القمح الروسي أو الأوكراني.
وبهذه المناسبة، تطرق مولود سافين، وهو مهندس زراعي، إلى إشكالية المياه في المغرب، مبرزا أن نقص المياه أصبح بنيويا، بل أصبح أكثر تفاقما مع التغيرات المناخية (انخفاض كبير في التساقطات المطرية والجفاف).
وبالنسبة لسافين، فإن سياسة التدبير المستدام للموارد المائية في المغرب لا يمكن أن تنجح إلا إذا كانت قائمة فقط على الاستثمارات في البنيات التحتية للتخزين (سدود، ربط، تحويل) وعلى الحكامة الجيدة، أي تماسك الاستراتيجيات القطاعية للتنمية، وإنشاء نظام معلومات موثوق وفعال.
وقال سافين، خلال هذا اللقاء، الذي نظمه نوادي روتاري الرباط دوين، الرباط شالة، الرباط للتميز، الرباط النخيل، سلا باب المريسة، الدار البيضاء مرسى سلطان، إن “الحكامة الجيدة كفيلة بحماية بلادنا من الأخطار المتعددة لأزمة المياه، وستسمح لها بمواصلة زخمها بشكل مستدام نحو التقدم والازدهار”.
ومن جانبها، تطرقت حكيمة الحيطي، الخبيرة البيئية، للعوامل التي تهدد الأمن الغذائي في إفريقيا، خصوصا تداعيات الصراع الروسي الأوكراني الذي ينضاف إلى الفترة الصعبة التي تمر بها القارة بعد الوباء، مشيرة إلى أن الوباء أصاب النظم الصحية والاقتصاديات بالشلل، تماما كما أضعف البلدان النامية، لا سيما في إفريقيا.
واعتبرت أن الصراع الروسي الأوكراني يهدد الأمن الغذائي للأفارقة، بالنظر إلى أن دول القارة كانت تستورد القمح والأسمدة من أوكرانيا.
كما سلطت الضوء على العوامل الأخرى التي تهدد الأمن الغذائي في إفريقيا ، من بينها المشاكل المتعلقة بالحكامة على المستوى القاري وضعف المردودية الفلاحية ، بالإضافة إلى التغيرات المناخية ، وضمنها الإجهاد المائي، والفيضانات، مسجلة أن هذه الأزمة يمكن أن تتمخض عنها فرص لفائدة إفريقيا، القارة الغنية بمواردها الطبيعية ، والتي يجب أن تأخذ مصيرها بيدها ، وتبني نفسها.
من جانبه ، أبرز السيد محمد عمراني، الخبير في السياسات الزراعية بمكتب منظمة الأغذية والزراعة لشمال إفريقيا (فاو)، العلاقة القائمة بين الأزمات والنزاعات وزيادة أسعار المنتجات والمواد الغذائية على المستوى العالمي، الأمر الذي قد تكون له تداعيات اجتماعية واقتصادية سلبية على العديد من البلدان.
وتتواجد منظمة روتاري الدولية غير الحكومية، التي تأسست سنة 1905، في 200 دولة. وتضم مليون و200 ألف عضو. هدفها مهني وأخلاقي لخدمة التفاهم والسلام من خلال القيام بأعمال إنسانية وخدماتية. شعارها : “الخدمة أولا”.
ويتمثل أحد أهداف الروتاري في العمل الدولي والتفاهم المتبادل