Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الإبراهيمي: “هل مازال منتقدي الإغلاق على رأيهم أم عفوا وصفحوا عنا”

عز الدين الإبراهيمي

تحدث عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بالرباط، في تدوينة نشرها على حسابه الفايسبوكي عن الأحداث المأساوية التي شهدتها ولازالت تشهدها الهند بعد تفشي الفيروس بشكل مفزع.

وكتب الإبراهيمي في تدوينته قائلا: “مع رمضان زايد و تزايد الكثيرون علينا بالمثال الهندي، وحريته الدينية رغم الأزمة، فمع قرار الاستمرار في منع التنقل الليلي في رمضان وما يترتب عنه من عدم إقامة سنة صلاة التراويح، خرجت علينا تعاليق مناهضة لهذا القرار مكفرة و مخونة… متحججة بأن القرار يستهدف الإسلام… مبرهنين على ذلك بكون الهند سمحت لملايين الهندوس ليحتشدوا في نهر الغانج ليؤدوا حجهم الموسمي…. و “أن الهندوس قدرو يديرو الفرائض ديالهوم و نتوما حرمتونا نديرو الشعائر ديالنا” و اليوم و أنا أرى ما يحدث و يقع في الهند و كورونا تجتاح الهند طولا وعرضا، أتسائل هل مازال هؤلاء يقرون بهذا أم عفوا وصفحوا عنا”.

وأضاف قائلا: “قبل أن أقوم بتحليل ما وقع في الهند وأي عبرة لبلد كالمغرب من هذه الوضعية المؤلمة…. أود أن أؤكد و كما قلنا دائما أنه في زمن “حرب الكوفيد” يجب أن نتخندق مع الوطن … وأن نثق بربنا و وطننا و ملكنا… و بقرارات مدبري الأمر العمومي… و لنعقلها و نتوكل… و إذا أحيانا الله … فسنصلي الفرائض و السنن و في المساجد إن شاء الله”.

وتابع الإبراهيمي: “في تحلليلنا للوضعية الهندية، قد نلق المسؤولية على المتحور الهندي الجديد، قد نلوم الحكومة الهندية في عدم اتخاذ القرارات الصعبة والاستباقية… قد نحمل الوزر للسياسيين و الانصياع للمصالح السياسوية …. و لكني أود أن أركز اليوم على دور السلوكيات الشخصية المبنية على الإحساس الزائف بالأمان في مواجهة الفيروس … وكما قلنا دائما فهذا الشعور و الإحساس الزائف بالأمان يؤدي حتما للهلاك”.

وأكد  في التديونة ذاتها أن: “الشّعب الهندي و كغيره من الشعوب نسي الفيروس و دينامية الجائحة… فمع حالة وبائية شبه مستقرة بحلول شهر مارس… بدأ الجميع بالعودة لممارسة حياته الطّبيعية، وحضور الاحتفالات والأعراس، والتردّد على الأماكن والأسواق الشعبية، والعودة إلى العمل… و زادوا على ذلك بتجمعات للملايين لإحياء حجهم السنوي للنهر المقدس و مواسمهم. وقد أدى هذا لنقل الفيروس و تكاثره الأسي في جميع أرجاء البلد حتى البوادي منها و التي لا تتوفر على مناشئ صحية و هي التي كانت من قبل “محمية” من بالكوفيد… و من ذلك ….إلى انفجار “القنبلة الوبائية”…و الموت… و الذي لم يسلم منه هذه المرة لا الشباب و لا الكهول و لا الشياب …و كالنار في الهشيم… انقطع الأوكسيجن عن الهند و بدأ البلد يختنق… وبحرق الجثث، توشحت سماء نيودلهي باللون الرمادي … و لم يعد المواطن يختنق بسبب الكوفيد فقط… بل يختنق بالبكاء والنواح على الموتى… و كذلك بالهواء الملوث الكئيب”.

وأوضح قائلا: “يجب أن نعلم اليوم أنا مايحث في الهند يحدث بالبرازيل و لا يستثني بلدا إذا وجدت الظروف الوبائية السانحة لذلك… يجب اليوم أن نحس بألم ما يمر به إخواننا الهنود…. فكلنا بشر في مواجهة “فيروس خبيث و لكن ديموقراطي” …. يستهدف الكيان الإنساني في جميع أرجاء الكرة الأرضية بغض النظر عن اللون والدين والعرق…. علينا أن نتعاطف مع بعضنا البعض عسى أن يخفف ذلك من وقع المصيبة…. طبيعي أن نتأثر ونتألم لهذه المشاهد الدامية والمآسي …. و نذكر أنفسنا بأن للفيروس ديناميته الخاصة التي تمكنه من قلب حالة وبائية شبه مستقرة إلى كابوس…. و فيلم رعب هندي…. قد يطول”.

Exit mobile version