Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

“البحث عن غلتير فاراداي” لمصطفى كبير عمي: المصير الرائع لمخطوطة

قام الكاتب الفرنسي المغربي مصطفى كبير عمي باختيار جريء للغاية لروايته الجديدة التي ستصدر يوم 25 ماي عن دار النشر “بروجيكتيل” تحت عنوان “البحث عن غليتر فاراداي“.

في البداية، هناك الاسم الأمريكي للشخصية الرئيسية في الرواية الذي يلفت الأنظار. ثم هناك القصة المثيرة لهذه الشخصية التي يتم قراءتها مع خريطة دقيقة للولايات المتحدة في اليد، وأخير ا، على شاكلة القصص المثيرة، فإن خاتمة السرد تبدو، على أقل تقدير، غير متوقعة.

هذه هي المرة الأولى التي يعبر فيها كبير عمي المحيط الأطلسي ليطلعنا بأسلوب دقيق وواضح عن ملحمة مخطوطة فقدت أثرها منذ أربعة عقود في الجزائر العاصمة ، عندما وجدت حركة الفهود السود الأمريكية ملجأ لها في الجزائر، في خضم سياق طبعته المؤامرات والافتراءات والضربات الدنيئة والخداع.

بالنسبة للقارئ الذي اعتاد على العالم الرومانسي لكبير عمي، هناك بحث قوي عن الهوية، يجسده الراوي الذي قام برحلة من الانعطافات بحث ا عن مخطوطة اعتقدنا أنها ضاعت إلى الأبد. من المفهوم جيد ا أن المخطوطة لها قيمة وجودية. سرعان ما تشدك إليها شخصياتها ، سواء الأمريكية أو المغاربية.

يقوده فريق الراوي عبر الجغرافيا الأمريكية الشاسعة – ومن هنا جاءت الحاجة إلى خريطة للولايات المتحدة – للعثور على غليتر فاراداي، وهو محارب قديم أصبح بلا مأوى ويمتلك مفتاح المخطوطة.

في هذه الرحلة ، يكشف المؤلف على التوالي عن شخصيات نهلت من الواقع التاريخي للولايات المتحدة في أواخر الستينات وأوائل السبعينات ، عندما كان الكفاح من أجل الحريات المدنية في ذروته. هنا مرة أخرى ، ت ظهر لقطة بالأبيض والأسود التي قدمتها لنا الرواية ، في هذا الفصل ، أن الحقائق الاجتماعية لأمريكا العميقة لم تتغير قيد أنملة. اللهم إذا تعلق الأمر بلقطة من العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين والتي قد تكون بالألوان.

إن بوتقة الانصهار التي تعود إلى قرون لم تتغلب على هذا الواقع الكئيب. إن الحرب ضد العنصرية متطابقة تقريب ا ، ويبدو أن هشاشة المجتمع الأمريكي الأسود لا تتغير ولا تزال النخبة في هذا البلد تبحث في مكان آخر. يبدو أن حلقة روزا باركس الشهيرة (شخصية حقيقية جد ا في الرواية) ذهبت سدى.

في الطرف الآخر من المحيط الأطلسي ، كبير عمي لا يتوانى في طرح الأسئلة الحقيقية لإجراء التشخيص السليم والخالي مما تعيشه الجزائر حالي ا، بلد والده.

الراوي ، الذي يمكن أن يكون جزائري ا عادي ا لديه وعي عال بحقائق بلاده بعمق تاريخي واضح ، يتذكر بمرارة أن أسلافه “حملوا السلاح ، من أجل أن تكون الجزائر شيئ ا آخر غير تلك المحمية التي يحرص البعض بشدة، على أن تكون لهم ولأبنائهم ، وكأن بقية السكان مجرد خدم و ل دوا لخدمتهم “.

في الخطاب الأخير قبل أن يسلم الروح تحت التهمة الغادرة لقتلة محترفين ، تجرأ سلام ، الشخصية ذات الألوان التي ستبدو مثل الجزائري غليتر فاراداي الفخور والواثق من نفسه، على القول إن أسياد البلاد الجدد كانوا أيض ا حقيرين كما القدامى (المستعمرين الفرنسيين)، معتبرا أن الثورة الحقيقية يجب أن تكون يوم ا ما للتخلص من هذه الزمرة العسكرية – المدنية التي صادرت م ث ل شعب بأكمله! تبدو هذه الأمنية كخريطة طريق لجزائر أصبحت مصابة بفقر الدم تحت نفوذ المفترسين ما جعل من المستحيل التعرف عليها.

بصفته راوي ا رقيق ا ودقيق ا ، يحرص كبير عمي جيد ا حتى لا تصبح الرواية كتيبا.

Exit mobile version