*أحمد الدرداري : رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات,استاذ جامعي
١- المغرب يرفض بيان مجلس السلم و الأمن الإفريقي حول الصحراء.
فالبيان الصادر في كينيا, باعتبارها ترأس المجلس في الدورة 14 بتاريخ 9 مارس الجاري .
حيث ان الرفض جاء على لسان وزير الخارجية و التعاون الإفريقي و المغاربة المقيمين بالخارج السيد ناصر بوريطة وذالك بناء على قرار 693 الصادر عن الإتحاد الإفريقي .
كما أن حضور رؤساء الدول كان ضعيفا و محدودا, و أن البيان لم يتم اعتماده من كل الدول .
وأن الجزائري المنتهية ولايته اسماعيل شرفي ,الذي يدس السم في حقدا في موضوع ليس له فيه نفع و يعادي المغرب جهرا . والكثير من المراقبين يرون أن النص يفتقد للمشروعية ,وليس له اي أثر قانوني لأن البيان متعارض مع قواعد اعتماد البيانات .مادام أغلب الأعضاء لم يصادقو على البيان وبالتالي فاقد للقيمة القانونية ,وقدموا توضيحات تشير إلى وجود خلاف واضح بشأنه. إن الإطار الوحيد لتتبع نزاع الصحراء المغربية هو القرار 693. حيث أن هذا القرار عليه توافق و يؤكد أن قضية الصحراء المغربية هي اختصاص حصري لمجلس الأمن الدولي , ولايمكن لمؤسسة أخرى أن تختص بنفس الموضوع وإلا سيسقط الموضوع في عدم الإختصاص و منازعة مجلس الأمن في اختصاص دون قانون. ويمكن تقديم احاطة حول الموضوع في طرف (ترويكا) الإتحاد . كما يمكن فتح مكتب الإتحاد الإفريقي في العيون ﻹشراك الإتحاد الافريقي في الحل السياسي و إنهاء النزاع.
٢- تطاول البيان يتمثل في الطلب من الأمين العام للأمم المتحدة ابداء رأيه القانوني حول فتح قنصليات في الصحراء المغربية ,متخطيا تأييد 163 دولة لمقترح الحكم الذاتي والإعتراف بمغربية الصحراء واستمرار سيادته على ترابه. كما شجع البيان المبعوث الخاص للإتحاد الإفريقي إلى الصحراء لكي يستأنف على وجه السرعة اتصالاته مع طرفي النزاع . وطلب من رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي تقديم الدعم اللازم للمبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي في الصحراء المغربية .
٣- المكاسب التي حققها المغرب في ملف الصحراء المغربية
منذ عودته إلى الإتحاد الإفريقي و تجاوز وضعية الكرسي الفارغ حيث كانت الطاولة بيد الخصوم ,لكن بالحنكة الديبلوماسية والمحامي المهني وفن الترافع من أجل قضايا المغرب حقق مكاسب مهمة على المستوى الإفريقي ,وعلى المستوى الدولي.
٣- المغرب متشبت بقرار 693 الصادر عن الإتحاد الإفريقي
ومنذ 2007 إلى اليوم تغيرت الكثير من المواقف الدولية لصالح المغرب بحيث 163 دولة كلها تؤيد طرح المغرب وسيادته على صحراءه ، وقرار 2548 الصادر عن مجلس الأمن يكرس موقف الجزائر كطرف رئيسي في النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، وهي طرف رئيسي بمنطوق قرار مجلس الأمن والبوليساريو طرف ثانوي وغير رئسي و إذا كان البوليساريو طرف رئيسي فإن الجزائر طرف ثانوي، والقرار وضع الأصبع على الداء و يكمن في كون نزاع الصحراء المغربية قائم على أطماع جزائرية مع شركائها بخطة صناعة البوليساريو وانتهت القصة بفضحها بالقرار و إقحامها في موضوع النزاع كطرف رئيسي،
كما أن القرار يرغم الجزائر أيضا على التوجه نحوى الحل السياسي و الواقعي و البراغماتي و الدائم ,والقائم على التوافق ,وفي هذا توجيه بالتخلي عن المزايدات والمناوشات و التحرش و التفكير في الحرب من جانب واحد.
القرار يذكر الجزائر باحترام التسوية السلمية و إعمال الحكم الذاتي كحل واقعي ,و اظهار الإرادة السياسية وتنفيد قرارات مجلس الأمن ,وتم تمديد مدة بعثة المينورسو عام واحد في 2021/12/3. ٤- صيغة تجربة الحكم الذاتي.
هناك تجارب الحكم الذاتي موجودة ومعلوم أنه ما عدا السيادة يمكن التفاوض بشأنه بالإضافة إلى أن الديموقراطية تقوم على رأي الأغلبية وهو موجود باحتساب سكان الأقاليم الجنوبية الذين يعشون حياة سياسية و اقتصادية و ثقافية و اجتماعية عادية
فهم الممثلون رقم 1 للأقاليم ,و السؤال هو كيف يمكن تنزيل نظام الحكم الذاتي دون تعاقد سياسي بين تيارات سياسية متعارضة و بشخصيات مختلفة التكوين، وتتطلب الترويض و التدريب على الحكم الذاتي و تكوين نخب لادارة الجهة .
٥- مواجهة تحركات الخصوم:
معلوم ان العلاقات الدولية تقوم على مبادئ كلاسيكية و أخرى معاصرة و جديدة و أن الشرعية الدولية التي تحكمت في القرن العشرين تغيرت بحكم تغيرت موازين القوى، و هناك بدائل داعمة للشرعية الدولية ، من قبيل التحكيم الدولي والوساطة الدولية.
فالمغرب أعاد قراءة التاريخ و استفاد من الدروس و الأزمات ذلك أن انه لم يغير نظامه السياسي بل طوره، عكس بعض الدول التي انقلبت على أنظمتها و حكامها و بعد مدة عادت أدراجها من جديد مع ضياع عمر من حياة الشعوب دون فائدة فالأنظمة العسكرية وأنظمة الحزب الواحد و الأنظمة الديكتاتورية كلها أنظمة مرفوضة من طرف الحرية، و الديمقراطية، و المشاركة الواسعة في صناعة مستقبل الشعوب.
فاليوم تقوم الأحلاف على تبادل المصالح، و هي :
– أحلاف اقتصادية – في شكل تكتلات، اقتصادية .
– أحلاف عسكرية- وبناء الدفاع المشترك – مثل النيتو. (الوكالة الدولية للطاقة الذرية )
– أحلاف حقوق الإنسان.
– أحلاف جديدة صحية بعد كورونا. (الجائحة) فرضت البحث عن أحلاف الحروب الجديدة ذات الذكاء الرقمي و الصناعات العسكرية الذكية، والتي تعتمد على الحروب البايلوجية كنوع من الحروب الذكية، و هي نموذج (جديد رابع) للحروب .
– كورونا أنهت مرحلة سميت بالية، و فتحت الباب على مرحلة جديدة مختلفة عن الصراعات الاقتصادية للقرن العشرين.
و يتجه العالم اليوم نحو اعتماد مؤشرات الذكاء الرقمي المتحكم في الاقتصاد ، و يعتمد على الشبكات الإلكترونية من الجيل الخامس.
– و التسلح الرقمي العسكري الذكي، و الذي يعتمد على الذكاء الصناعي والتحكم الالكتروني.
فالحروب النووية- و الحروب البيولوجية – من أخطر الحروب في القرن 21 حيث أن الحرب البيولوجية ليس لها ساحة حرب،و لا عدد محدد من الضحايا، بل قد تتجه نحو هوية معينة، أو اقتصاد معين أو قومية معينة.
فمنذ 2008 إلى 2019 تم الخروج من صدمة الأزمة المالية الى صدمة الأزمة الصحية التي أغلقت الحدود، و فرضت على الدول مراجعة الحسابات و الإمكانيات و تغيير مفهوم القوة. ٦- الطريق الجديد للمغرب وخياراته الاستراتيجية .
ما دام المجتمع الدولي يفتقر لجهاز تنفيدي يلزم الدول كلها بتنفيذ قرار معين صادر عن الأمم المتحدة، ومادام يفتقر ايضا لقاضي محايد يقضي في النزاعات المعروضة، يبقى دور الأمم المتحدة نسبي و لا يحقق العدالة المطلوبة للشعوب والدول. مما يدفع الدول إلى البحث عن مصادر بديلة للقوة وهي القوة العسكرية والقوة الاقتصادية الشيء الذي يهدد العالم بالانقسام بين أمريكا والصين أو من بين الأقطاب المتعددة بمعايير القوة العسكرية و النووية و البيولوجية. الصين أمريكا روسيا و أروبا…
فالمغرب اختار حلفاءه الذين كانت تربطه بهم علاقات تاريخية مثل الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى تشبيك علاقاته يفرضها تنوع المصالح و العلاقات الاقتصادية و السياسية و التجارية و الروحية والعسكرية .
بينما الجزائر و بكل موضوعية غير مواكبة للتحديات الدولية ولا تتوفر فيها شروط الانخراط الجديدة في التطور العالمي بدليل مثلا فيما يتعلق بشبكة الدول المنفتحة، الموجود مقرها في كندا، تطلب توفر ثلاث شروط للانضمام إليها وهي :
شفافية تدبير الميزانيات العمومية و الخاصة
المشاركة المواطنة – كالانتخابات (التمثيلية السياسية) و (المدنية) الديمقراطية التشاركية.
والحق في الوصول إلى المعلومات
هذه الشروط متوفرة في المغرب لكن الجزائر لا يتوفر فيها أي شرط بل نجد بناء مسجد ب 6 ملايير دولار بيد أن برج خليفة لم يصل إلى هذا المبلغ.
فالمغرب يسير على الطريق الأوروبي فقط نقطة يجب اثارتها و تتعلق بتنميط السياسة الداخلية…. من قبيل الحسم في المسؤوليات السياسية و إصلاح السياسات الاجتماعية خصوصا تنظيف الصحة – التعليم و القضاء من الظواهر المسيئة لكرامة المواطن،
لأن المغرب أعاد تحديد تموقعه على المستوى الدولي و يراهن على الاختيارات الاستراتيجية.
اما الجزائر فهي تحاول أن تلعب بقانون الخسارة وليس الربح و المراهنة على أطروحات بليدة سيزيدها تخلفا وليس تقدما
ترى كيف تم التعامل مع سوريا و ما تزال تتخبط في خطاب الكراهية
و التهديد بزعزعة الاستقرار و الاعتداء على المواطنين في الحدود، و كأن نظام حكم العسكر هو نظام حكم شخص يملك قطعة أرضية مجاورة لشخص يدعي أنها في ملكيته ، ليس هكذا تتخذ الدولة مواقفها.
فالمغامرة و المقامرة تصب كلها في اتجاه الخسارة بامتياز. فالحكم الذاتي في الصحراء المغربية مهم للجزائر و لا يمكنها أن تحل الأزمة بالأزمة المتكررة التي تبقى مضرة بمصالح الجزائر أكثر.
فالمغرب يتصرف بعقلانية و منفتح دوليا و شريك دولي في رصد ومواجهة الأخطار و يتمتع بدبلوماسية ذكية و يستعمل الندية و المعاملة بالمثل متى تبين له ذلك مثل ما حدث مع السفارة الألمانية.
كما أن المغرب اليوم حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية و يحكمه التعاون الثنائي المتعدد القضايا- كالإرهاب-والأمن الحدودي- والمناخ و البيئة-والقضايا الإقليمية مثل ليبيا- والصراع الفلسطيني الإسرائيلي
و هناك تحالف عسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية بحكم أن المغرب أكبر مستورد للسلاح الأمريكي في أفريقيا.
و قد شارك في تدريبات مصافحة البرق هذا الشهر في المحيط الأطلسي بهدف دعم الأمن في المنطقة.
حيث اجريت تدريبات بين المشاة الأمريكية و مثيلاتها المغربية.
ذلك أن المغرب له أهمية سياسية على المستوى المغاربي و العربي و الإفريقي، و قدراته العسكرية قوية و محترفة حسب تصريح كبار العسكريين الأمريكيين .
و يقوم بدور مهم على مستوى الحد من الهجرة في المتوسط نحو اسبانيا. كما أن الصحراء المغربية أصبحت منطقة مهمة و مرتبطة بتخطيط الحلفاء و تأمينها أمر مهم و التصدي لأي اعتداء محتمل هو عمل سيتم بمشاركة الحلفاء، و ليس المغرب لوحده فقط، لأن الاستقرار يتطلب التحالف لتجنب الحرب، و تدريبات مصافحة البرق تبعث رسائل قوية للخصوم لأن الوقت البدل الضائع انتهى.
إن المغرب اليو اصبح رقما صعبا و تحالفه مع أمريكا لأزيد من 244 سنة مبرر للتعاون المثمر وفق الأبعاد الإستراتيجية و الدبلوماسية الكبرى. و أن أي وضع قتالي سيكون بمشاركة الحلفاء.(فالحروب المعاصرة قصيرة).و التهديد بزعزعة الاستقرار و الاعتداء على المواطنين في الحدود، و لأن نظام الحكم هو نظام حكم شخص يملك قطعة أرضية مجاورة لشخص يدعي أنه يضايقه، ليس هكذا تبلغ الدولة مواقفها.
فالمغامرة و المقامرة تصب كلها في مياه الخسارة بامتياز. فالحكم الذاتي في الصحراء المغربية مهم للجزائر و يمكنها أن تحل الأزمة بالحل وليس بالأزمة المتكررة التي تبقى مضرة بمصالح الجزائر أكثر.
فالمغرب يتصرف بعقلانية و منفتح دوليا و شريك في مواجهة الأخطار و يتمتع بدبلوماسية ذكية و يستعمل الندية و المعاملة بالمثل متى تبين له ذلك مثل ما حدث مع السفارة الألمانية.
المغرب اليوم حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية و يحكمه التعاون الثنائي المتعدد القضايا- الإرهاب-الأمن الحدودي- المناخ و البيئة-القضايا الإقليمية مثل ليبيا- الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
و هناك تحالف عسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية بحكم أن المغرب أكبر مستورد للسلاح الأمريكي في أفريقيا.
و قد شارك في تدريبات مصافحة البرق هذا الشهر في المحيط الأطلسي بهدف دعم الأمن في المنطقة.
تدريبات بين المشاة الأمريكية و مثيلاتها المغربي.
ذلك أن المغرب له أهمية سياسية على المستوى المغاربي و العربي و الإفريقي، و قدراته العسكرية قوية و محترفة حسب كبار العسكريين USA.
و يقوم بدور مهم على مستوى الحد من الهجرة في المتوسط نحو اسبانيا.
كما أن الصحراء المغربية بها منطقة مهمة و أصبحت مرتبطة بالحلفاء و تأمينها مسألة مهمة و التصدي لأي اعتداء محتمل هو عمل الحلفاء، و ليس المغرب فقط.
لأن الاستقرار يتطلب التحالف لتجنب الحرب، و تدريبات مصافحة البرق تبعث رسائل قوية الخصوم لأن الوقت البدل الضائع انتهى.
إن المغرب اليوم رقم صعب و تحالفه مع أمريكا لأزيد من 244 سنة مبرر للتعاون المثمر وفق الأبعاد الإستراتيجية و الدبلوماسية الكبرى. و أن أي وضع قتالي سيكون بمشاركة الحلفاء.(فالحروب المعاصرة قصيرة).
فالجزائر ماتزال قابعة في الصراع الخلدوني . و زعزعة الاستقرار في المنطقة لا يضر بالمغرب بل يضر بالمجتمع الدولي .
و المغرب اذا لم تفرض عليه الحرب لا يمكنه أن ينساق وراءها.
فمنطقة الكراكرات حقق فيها المغرب تفوقا مهما أبان عن الاحترافية في التدخلات العسكرية الحاسمة و منطقة العرجة تتعرض للاعتداء و أن المخابرات الجزائرية تتحيس لمعرفة طريقة رد المغرب و الإستمرار في الاستفزاز امر مألوف، ذلك أن الجزائر ليس لها ما تخفيه كنقطة قوة.
و عليها أن تقرأ المعادلات و السيناريوهات بشكل دقيق فالسلم يقابل بالسلم، و الحرب إذا كانت ضرورية فهي مغامرة نسبية النتائج وسهل بدأها لكن صعب التحكم فيها وكفى من الكذب على الشعب الجزائري الأبي ، وكفى من ابعاد النخب الجزائرية الكفؤة و التي تستحق أن تقود الجزائر بلغة معاصرة و بمذهب سياسي مدني و حر ، و يعيد العسكر الى حمايه الحدود و المشاركة في عمليات السلام الأممية.
ان الاستقرار سواء هددته ايران او التنظيمات الإرهابية او غيرها فهو تهديد لامريكا و حلفاء المغرب .
ذلك أن خير وسيلة للحفاظ على الأمن هو أن تكون مستعد للحرب، فمنطقة غرب المتوسط أصبحت منطقة مهمة مثل منطقه الشمال الأطلسي .
و هذه الأهمية تعود بالنفع على المغرب و كل دول العالم .
البصمات المكشوفة للحقد الجزائري في مجلس السلم والأمن الافريقي كمحاولة للانتقاص من المكاسب المحققة
