Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

البوليساريو الكبرى… الجزائر ملزمة بالجلوس على طاولة المفاوضات مع المغرب

ليست المفاهيم ذات طابع إنشائي ولكنها تعبير عن تحولات الواقع. عندما يتحدث المغاربة عن بوليساريو الكبرى والصغرى فإن القضية تتعلق بتحديد دقيق للخصم الحقيقي، حيث لم يعد اليوم بالنسبة للمغرب تعني البوليساريو، أي حركة الانفصاليين، أي شيء، ولكن الجزائر، التي تمثل البوليساريو الكبرى، أي أنها الخصم الحقيقي ولو قررت رفع يديها عن الملف لانتهى بسهولة، وبما أنها لا تريد رفع يدها عنه فالمغرب يطالب بحوار مباشر معها يتم فيه وضع الأوراق على الطاولة، لمعرفة ماذا تريد هذه الجارة الشقية، ولماذا تصر على استئناف المؤامرة ضد المغرب؟ وهي مؤامرة انطلقت في زمن الحرب الباردة التي انتهت منذ ثلاثين سنة لكن برودة النظام العسكري جعل من يتحكم في الملف لا يتذكر إلا ذلك.

وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، ناصر بوريطة، كان واضحا وهو يقف جنب وزير الخارجية السينغالية بمدينة الداخلة. نقطتان رئيسيتان اليوم في الملف. الأولى مطالبة مجلس الأمن بتحديد المسؤول عن خرق وقف إطلاق النار، الموقع منذ سنة 1991 وتشرف على مراقبته بعثة المينورسو والثانية هي ضرورة جلوس الجزائر على طاولة المفاوضات مع المغرب كطرفين معنيين بالملف.

المغرب يرفع السقف عاليا جدا ويطالب بالتحقيق في المسؤول عن خرق وقف إطلاق النار. لم يوجه الاتهام للبوليساريو، وهو يعرف أن الجبهة هي من خرقت ذلك، ولكن يريد من مجلس الأمن أن يفتح تحقيقا محايدا وفق المعطيات المتوفرة ويعلن بنفسه نتائج التحقيق، وهذا هو التحدي الكبير الذي يرفعه المغرب في وجه الخصوم حتى لا نقول الأعداء ونحن تجمعنا الجغرافية معهم أما التاريخ ففيه نظر.

ما معنى خرق وقف إطلاق النار؟ أي من أطلق الرصاصة الأولى؟

نعود إلى الماضي القريب جدا، وبالضبط عندما قامت عصابة من مرتزقة البوليساريو بإغلاق المعبر الحدودي الكركرات، وهو المعبر الذي يربط المغرب بإفريقيا وتمر منه عشرات العربات القادمة من إفريقيا والمتوجهة إلى أوروبا والعكس أيضا، واستمر الإغلاق 25 يوما، وبعد أن أقام المغرب الحجة والدليل على خرق القانون الدولي أقدم على تحرير المعبر من العصابة التابعة لجبهة البوليساريو في حرص تام على عدم الاصطدام بهم بما في ذلك الاصطدام الجسدي.

بعد تحرير المعبر جن جنون البوليساريو الصغرى والكبرى، وشرعت في إطلاق النار على القوات المغربية، التي تصدت بما يلزم لمصادر النيران، لكن المغرب لم يطلق رصاصة خرقا لوقف إطلاق النار، وفي كل الشرعات يعتبر البادي أظلم، ووكالة أنباء الجزائر (البوليساريو الكبرى) شاهدة على أن البوليساريو هي من خرق وقف إطلاق النار، حيث ظلت تنشر بيانات مهاجمة القوات المغربية ردا على تحرير معبر الكركرات وهذا وحده دليل على أن البوليساريو هي من خرقت القرار الأممي لكن المغرب يريد تحقيقا موضوعيا ومحايدا وسيقبل بنتائجه لأنه ليس لديه ما يخشى منه.

اليوم نحن أمام موضوع واضح، البوليساريو الصغرى خرقت وقف إطلاق النار، بأمر من البوليساريو الكبرى، والمغرب يطالب بالحوار مع المسؤول عن الصراع لا الوكيل الصغير.

Exit mobile version