Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

البوليساريو منظمة إرهابية

ما وقع في السمارة المغربية يثير بعض الأسئلة. سقوط مقذوفات على ثلاثة أحياء سكنية أدت إلى استشهاد مواطن مغربي وهو الشاب حمزة الجعيفري، الذي كان في زيارة لعائلته. جريمة بشعة مستنكرة إنسانيا ومخالفة للقانون الدولي.
نؤمن أشد الإيمان بأن تأويل أي حدث من هذا النوع يتم وفق قواعد المعركة، ولا يمكن للتأويل بتاتا أن يسبق التحقيق.
السلطات المعنية بالأمر قدمت الأخبار اللازمة، والوكيل العام للملك باستئنافية العيون أمر بفتح تحقيق كلف به فريق متخصص في هذا النوع من الجريمة، ونحن لا يمكن أن نقول أكثر من ذلك، ولكن بما أن جبهة البوليساريو أعلنت في بلاغ رسمي لها وعبر وكالتها للأنباء عن تبني الهجوم الإرهابي معتبرة إياه نصرا مبينا، فإن الأمر يقتضي منا بعض التعليق.
البوليساريو منظمة إرهابية، لكن السياسة أحيانا تغض الطرف عن جرائم ترتكب في حق الإنسانية، وما زال الإسبان يتذكرون الجريمة، التي ارتكبتها الجبهة سنة 1978 في حق صيادين إسبان بمحاذاة لاس بالماس، وما زالت هذه الجريمة دون رد، بل إن بعض مكونات السياسة الإسبانية فتحت المجال للمرتزقة، وظلت هذه المنظمة تمارس القتل في صفوف المدنيين بشكل كبير، والصحراويون المغاربة يعرفون هذا التاريخ الأسود.
لقد كشفت البوليساريو من خلال هذا البلاغ عن وجهها الحقيقي، وأنها منظمة معزولة ولا علاقة لها بالصحراويين، الذين يعيشون بشكل آمن فوق أرضهم، التي عادت إلى حضن الوطن منذ حوالي نصف قرن، وترويع المدنيين جريمة بكل المقاييس، وهذا يؤكد للعالم أن جبهة المرتزقة لا يهمهم شيء سوى البروباغندا التي يبيعونها لمشغليهم، كتعبير عن الاستمرار في الوجود.
هذا التبني يدل على أن البوليساريو خرقت وقف إطلاق النار المنصوص عليه في اتفاق 1991، الذي ترعاه الأمم المتحدة عبر بعثتها “المينورسو”، التي تم التجديد لها مرة أخرى، ووجود المينورسو يعني استمرار قرار وقف إطلاق النار ساري المفعول، وبالتالي تكون جبهة المرتزقة الانفصاليين قد فقدت وعيها إن كان لها وعي وخسرت كل شيء على الأرض أولا، بضربها مواطنين وثانيا بخرقها للقانون الدولي.
لا يمكن لمنظمة تزعم أنها تدافع عن الصحراويين أن تقوم بالهجوم عليهم ليلا وتقتل منهم شابا وترسل اثنين آخرين إلى المستشفى في حالة خطيرة. يوما عن يوم تظهر الادعاءات الزائفة للمتاجرين بقضايا الإنسان الصحراوي، أما من يدافع عن كرامته فهو من يسعى إلى أن تكون مدينته وقريته بالمواصفات المعاصرة، ومن يقرأ تاريخ الجغرافية سيعرف كيف كانت الصحراء عندما تمت استعادتها من المحتل وكيف أصبحت اليوم من خلال المشاريع المهيكلة والاستراتيجية.
البوليساريو تستحق الإدانة ليس من المغرب لكن من المنتظم الدولي، وعلى الجزائر التي تحتضنها أن تتحمل كافة المسؤوليات التاريخية، لكن هذا لا يسمح لهؤلاء المتحدثين عن قضية قيد التحقيق بإطلاق الكلام على عواهنه ونشر الشائعات. هذه معركة وينبغي أن تدار بالعقل.

Exit mobile version