Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

التجمع يتبنى “جود” بالواضح

ما كان مستورا أصبح واضحا. حزب التجمع الوطني للأحرار يؤكد من خلال فريقه البرلماني أن جمعية “جود” تنتمي للحزب ولقادته. ويبدو أن عزيز أخنوش لم يخرج فقط الذباب الإلكتروني وتوزيع شريط مصنوع لهذا الغرض قصد مواجهة كل من يواجه استغلال العمل الخيري لأغراض سياسية، ولكنه أخرج أيضا قيادة الحزب وبرلمانييه لرمي كل من يعارضه بالحجر.
وهكذا أخرج البرلماني مصطفى بايتاس والوزير المتخلى عنه في حكومة العثماني الثانية، للهجوم على كل من عارض ما تقوم به جمعية “جود”. لكن “انقلب السحر على الساحر” كما يقال. في البداية خرج أخنوش ليرد على ما صدر عن المعارضة البرلمانية، لكنه لم يعلن انتماء الجمعية للحزب، ولكن حاول الالتفاف بالقول إنه هو ومجموعة من رجال الأعمال قاموا بذلك، غير أن كثرة الكلام أسقطت قيادة التجمع في الاعتراف والإقرار بما يعتبر ممنوعا قانونا: “جود” منا نحن التجمعيين.
هذه هي الخلاصة التي خرج بها كل من تابع الجلسة البرلمانية مساء أول أمس الإثنين، حيث انبرى البرلماني بايتاس للدفاع عنها مكررا الكلام الذي قاله أخنوش في الفيديو المدعوم، وهو أنه “اللي مقدرش يخدم يخلي الناس يخدمو”، غير أن البرلمانيين احتجوا أمام وزير الداخلية على أن العملية تتعلق بقدرات غير متوفرة لكافة الأحزاب مجتمعة، لأن المبالغ المرصودة لتوزيعها خلال هذا الشهر تفوق ما يمكن أن يتصوره أصحاب العمل الإحساني الرمضاني.
حجم العملية ضخم للغاية ولا يمكن أن ينافسه فيها أحد من الأحزاب السياسية. فليس من حق الأحزاب السياسية استغلال المشترك بين المغاربة من أجل الدعاية الانتخابية. قد يقول قائل فالعمل الخيري مفتوح للجميع وبالتالي من حقهم قانونا فعل ذلك. نعم العمل الخيري مفتوح للجميع وفق الضوابط القانونية، بغض النظر عن العملية الإحسانية الفردية. لكن المشكل ليس في العمل الإحساني، ولكن المشكل في ظهور قادة الحزب في خضم العملية وتبينها واستغلال المعطيات الشخصية، ناهيك عن مجموعة من الأعمال التي تمت باسم الجمعية لكن كان يقال للناس: هذا فضل من فلان. وهذا ما قلناه سابقا عن أئمة المساجد لما يشاهدوا رفقة مرشحي البيجيدي.
جود أزعجت الأحزاب لكن أصابت أخنوش بهستيريا القول، ولأنه لا يستطيع مواجهة الإعلام لوقت طويل، أخرج محمد أوجار للحديث عن التجمع والدفاع عن عملية خرق القانون، المتمثلة في “جود”. أوجار محسوب على الجيل الثاني من قيادات التجمع، ولهذا من غير المبرر كيف ينبري للدفاع عن رئيس للحزب جاء إليه رئيسا عبر الباراشيت؟ ولا يكل من تبييض وجهه في كل لحظة وحين بل “كفر بالوطن” وهو يتحدث عن هذه المعجزة الكبيرة المتمثلة في الرئيس أخنوش، حيث قال في إيطاليا إنه يملك مفاتيح إخراج المغرب من أزمته، وقال في ألمانيا إننا إذا فزنا “مع السي عزيز” بانتخابات 2021 سندخل للمغرب صناعة الطائرات والسيارات “ماشي هاذ الخشيبات اللي كاينين دابا”، في إشارة مغرضة إلى المشاريع الملكية المتعلقة بصناعة السيارات والصناعة المرتبطة بالطائرات. وزاد أخيرا قوله إننا نهيئ للمغاربة مفاجأة كبرى، والكل يعرف أنه ليست هناك أية مفاجأة نهائيا، ولكن أوجار يستعمل لغة “التشويق”، ناسيا أن الذاكرة الجماعية للمغاربة أصبحت مختلفة في زمن تسجيل وتوثيق كل شيء، بما أن كل مفاجآتهم كانت من هذا القبيل فبالمنطق الرياضي هذه المفاجأة الأخيرة التي أعلن عنها خاوية ومجرد لغو كلام غير مقنع، لن يغطي على فضيحة “الجود السياسي”.

Exit mobile version