Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

التصدي لكورونا وإرادة الملك

حسم جلالة الملك محمد السادس الجدل حول كلفة لقاح فيروس كورونا المستجد، وأعطى تعليماته السامية للحكومة قصد إقرار مجانية التلقيح ضد الفيروس لجميع المغاربة، بغض النظر عن مستواهم الاجتماعي، وبالتالي يكون جلالته أغلق الباب أمام أية جهة كانت تتطلع لتحويل اللقاح إلى تجارة، فالدولة هي من تتكلف بثمن اللقاح وتقوم بتطعيم المغاربة مجانا.
ليس ذلك غريبا والمنصف والحصيف كان ينتظر ذلك قبل أن يتم الإعلان عنه في بلاغ للديوان الملكي، لأن جلالته أبان عن بعد نظر في التعاطي مع الجائحة منذ ظهور الحالة الأولى في الثاني من مارس الماضي، حيث أمر الحكومة باتخاذ كافة الإجراءات من أجل حماية الشعب المغربي من غلواء الفيروس.
أولى الخطوات كانت فرض حالة الطوارئ الصحية لمدة ثلاثة أشهر، مكّنت من ترتيب البنيات الكفيلة بالمواجهة، كما علمت المواطنين التعامل بجدية مع الفيروس وتفادي السخرية منه، وأعطى جلالته تعليماته للحكومة بإنشاء صندوق محاربة الجائحة، الذي تم دعمه من تبرعات المواطنين والشركات والمقاولات، حيث تم منح تعويض مالي للأسر التي فقدت دخلها سواء كان المستفيد مسجلا في الضمان الاجتماعي أم لا وسواء كانوا من أصحاب بطاقة راميد أم لا، وتم جمع حوالي 34 مليار درهم قصد معالجة الآثار الجانبية لحالة الطوارئ التي عطلت الحياة.
القرار الملكي الشجاع وصفته كبرى الصحف العالمية بأنه قرار غير مسبوق وكتبت بالبنط العريض “ملك المغرب يحب شعبه أكثر من الاقتصاد”، وفعلا تم ذلك، وبعد التحكم في الوضعية تم رفع الإغلاق تدريجيا، مع مراعاة الوضعية الاجتماعية والاقتصادية.
وعندما تم الحديث عن اللقاح اتصل جلالة الملك بالرئيس الصيني وتمكن المغرب من حيازة السبق في نيل اللقاح الصيني، بل تمكن المغرب من حيازة حصرية توزيعه في إفريقيا، وتم الإعلان عن قرب الشروع في التلقيح، قبيل انصرام السنة الحالية، وتم ذلك بحضور كبار قادة الدولة المغربية بما يدل على الحزم والعزم القوي في حملة التلقيح، التي من المفروض أن تكون اختيارية، لكن غالبية المغاربة يعلنون رغبتهم في جرعات التلقيح لمواجهة الفيروس.
واليوم تكتمل فضائل جلالة الملك بإعطاء التعليمات السامية للحكومة قصد منح اللقاح مجانا لجميع المغاربة دون تمييز بينهم مهما كانت مستوياتهم الاجتماعية، وهذا إقرار العدالة بمفهومها الشاسع لا كما يفهمه “بياعو الوهم”، وتنطلق العدالة من تكافؤ الفرص في نيل ما هو أساسي، ولا يبدو اليوم هناك ما هو أهم وأشمل وأحسن من جرعة لقاح ضد فيروس كورونا، الذي يفتك بالناس يوميا.
جلالة الملك يريد أن يكون الشعب محميا بشكل كبير ومن أكبر أنواع الحماية الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا، التي تعتبر اليوم في كل بلدان العالم هي الوسيلة الوحيدة للحد من الفيروس وفي غياب العلاج يبقى اللقاح أفضل وسيلة للمواجهة مع الجائحة.

Exit mobile version