Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

التنمية السلاح الفتاك ضد البوليساريو

صدق من قال إن المغرب حوّل الرمال إلى عمران وبناء. وهذا لا ينفي وجود حواضر قديمة وممتدة في التاريخ، فكل الكتابات التي عنيت بالصحراء تتحدث عن حواضر في الساقية الحمراء وواد نون وغيرها قبل الوصل إلى مراكش، لكن الطبيعة العمرانية العصرية هي غرضنا في هذا الحيز، فمنذ أن تم الجلاء الإسباني عن الأراضي المغربية الصحراوية شرع المغرب في الاستثمار في المجال سواء تعلق الأمر بتنمية الإنسان أو تنمية الأرض، ووفر كل البنيات اللازمة للعيش، بل وفر بنية الاستقرار، من تطبيب وتعليم وغيرها.
ناقش رئيس الحكومة مساء أمس بالبرلمان “التنمية في الأقاليم الجنوبية”، ولا يعنينا نحن التفاصيل والأرقام ولكن يعنينا العنوان، فالتنمية في الأقاليم الجنوبية للمملكة بدأت منذ أول يوم دخلت الإدارة المغربية هذه الأماكن مستبدلة الإدارة الإسبانية، غير أن هذه المجهودات سيتم تتويجها بمشروع ضخم وكبير، إذ تم يوم 6 نونبر 2015 توقيع مشروع تنمية الأقاليم الجنوبية أمام جلالة الملك محمد السادس.
هناك حرب أخرى غير الحرب عبر السلاح والبارود كما يقال، وهي حرب جهنمية يقودها خصوم وحدة التراب الوطني، وينتصرون فيها أحيانا لأنه لا أخلاق ولا خلاق لهم بتاتا، وهي الحرب على مستوى المفردات، حيث يستعملون الإشاعات وتغليط الرأي العام المحلي والإقليمي، وينشرون الأكاذيب يوميا، وفي الأيام الأخيرة واصلوا نشر الأخبار الزائفة ومن يقرأ بياناتهم العسكرية يعتقد أن مليشيات البوليساريو قريبة من تحرير مدينة العيون، ولمزيد من التضليل أطلقوا أسماء العيون والداخلة والسمارة على أحياء في المخيمات، حتى يخلطوا بينها وبين المدن المغربية.
ومن أضاليلهم وألاعيبهم الحديث عن الأوضاع الاجتماعية في الأقاليم الجنوبية، ومن يقرأ ما يكتبون يظن أن هذه المدن تعيش المجاعة، بينما هي أفضل حالا من كثير من المدن، وهناك اهتمام كبير بتنميتها، ومدينة الداخلة اليوم هي جوهرة المحيط الأطلسي، وأصبحت تستقطب أنظار المستثمرين من العالم، وتعرف إنشاء أكبر ميناء في الأطلسي على غرار طنجي ميد المبني على البحر الأبيض المتوسط، وسيكون قاعدة للتجارة الدولية والنقل البحري يربط بين العديد من الدول من إفريقيا إلى أمريكا اللاتينية ناهيك عن تحولها إلى منطقة سياحية.
لقد كانت التنمية هي الجواب الشافي عن إدعاءات خصوم وحدتنا الترابية، وهي عنوان حقيقي لتقرير المصير، وما ينبغي طرحه اليوم هو تقرير المصير للمواطنين المغاربة المحتجزين بمخيمات تندوف، الذي ينبغي أن يعطوا الفرصة لتحديد وجهتهم، ولا نعتقد أن من يسكن محتجزا في الخيام ينتظر المساعدات الإنسانية التي تسرقها قيادة المرتزقة، سيقرر مصير من يسكن في المدن العامرة والحواضر الكبيرة من قبيل الداخلة والعيون، حيث الاستثمارات الضخمة والمشاريع الكبرى، التي تم تأهيلها بالطريق السريع على إمتداد 1500 كيلومتر منها ألف ناجزة من تيزنيت إلى الداخلة والبقية في الطريق.
لا يوجد سلاح فتاك يكرهه الأعداء أكثر من التنمية، كلما تطورت التنمية في الأقاليم الجنوبية كلما مات الخصوم.

Exit mobile version