في خطوة جديدة تعكس تمادي النظام الجزائري في مواقفه العدائية تجاه الوحدة الترابية للمملكة، أصدرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية بياناً رسمياً بتاريخ 9 أبريل 2025، هاجمت فيه مجدداً الموقف الأمريكي الداعم لمخطط الحكم الذاتي المغربي، معتبرة هذا الخيار “ضمن السيادة المغربية”، وهو ما ترفضه الجزائر بشكل متكرر رغم تأييد المنتظم الدولي له.
البيان، الذي جاء رداً على تأكيد الموقف الأمريكي عبر وثيقة رسمية موجهة للأمم المتحدة، يعكس استمرار الجزائر في تبني خطاب تقليدي ومتجاوز، يُنكر على سكان الأقاليم الجنوبية حقهم في اختيار مصيرهم ضمن مقترح الحكم الذاتي، الذي يشهد دعماً متزايداً من قبل القوى الكبرى.
وتسعى الجزائر من خلال هذا التصعيد، إلى إحياء أطروحات متجاوزة تتناقض مع مواقف الأمم المتحدة والقرارات الدولية، خاصة في وقت يُجمع فيه المنتظم الدولي على أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة المغربية تشكل أرضية جدية وواقعية لحل النزاع الإقليمي المفتعل.
المغرب، الذي يواصل ترسيخ سيادته على أقاليمه الجنوبية من خلال مشاريع تنموية كبرى واعترافات دولية متزايدة، يرى في مواقف الجزائر المتكررة محاولة يائسة للتشويش على مسار سياسي واضح، انخرطت فيه الأمم المتحدة وشركاء المغرب الدوليون، بعيداً عن منطق الابتزاز الإيديولوجي الذي تُصر عليه الجزائر.
ويؤكد مراقبون أن هذا البيان يعكس إصرار الجزائر على خلط الأوراق في وقت يُنتظر فيه من دول الجوار المساهمة في إرساء الأمن والاستقرار الإقليميين، بدل تغذية النزاعات وخدمة أجندات عفى عنها الزمن.
