Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الحرب العالمية الثّانية بداياتُها ومآلاتُها

محمد فارس
قال [هِتلر]: [إن الحرب أشْبه بقاعة مظلمة، لا تعْلم ماذا سيحدُث عندما تفتح بابها].. والحربُ العالمية الثانية هي التي اشتعل أُوارُها بيْن عامَيْ (1939 ــ 1945)، ويرجع السببُ في قيامها إلى ظهور (ألمانيا) و(روما)، الأوّل متمثّل بِـ[هتلر]، والثاني متمثّل بِـ[موسُوليني]، وقد عادت (ألمانيا) تهدّدُ مركَز الدولة الأولى في العالم، يعني (بريطانيا)، إذ وَصل [هتلر] إلى السلطة في (ألمانيا)، وأنشأ مصانع السلاح السرية تحت الأرض، بحيث لا يمكن كشفُها، فخرج بسِلاح متميِّز وجديد من الطائرات والأسلحة الخفيفة، والدبابات، ثم المدافع والقاذفات، وقد أعلن أن القوة الجوية التي لديه عُدّت مُساوية لسِلاح الجوّ البريطاني، وكان هذا في ربيع عام (1935)؛ وهكذا، ظهرت الآلة العسكرية الألمانية، وقوتها المنظمة، وقد فَرض [هتلر] التجنيد الإلزامي، وتهافتَ الشّبابُ على الخدمة العسكرية يَحْدُوهم الأملُ والحماسة.
اجتاح [هتلر] منطقة (الرايْن) التي كان الحلفاءُ قد رحلوا عنها قبل الموعد، وثارت ثائرةُ (فرنسا) التي كانت قوية بما يكفي لصدّ عُدوان [هتلر]، غير أنّها استسلمت لنصيحة (بريطانيا) بإلقاء اللّوم على (عصبة الأمم) التي دبّ فيها الوهنُ كما دبَّ الوهنُ اليوم في منظمة (الأمم المتّحدة)؛ وحاول [هتلر] طمأنة الرأي العام، وكان احتلالُه في (مارس) عام (1936) ثم في (مارس) عام (1938) لدولة [النامسا].. كان إصرارُ [هتلر] على نظرية (المجال الحَيوي)، حيث يريد ضمّ جميع الشعوب التّيُوتونية في (الرايْخ) وأن تُفتح لِـ(ألمانيا) أبوابُ [تشيكوسلوفاكيا] من جهة، ومداخلُ جنوب شرق [أوروبا] من جهة ثانية، وكان هذا الإصرارُ سببًا واضحًا على الصعيديْن السياسي والعسكري للتّوسّع.. استدعى [هتلر] عام (1938) المستشار النمساوي [شوشْنيغ] إلى مقره في [بِرتيشْغَادَن] حيث طالبه [هتلر] بإزالة التّحصينات الدفاعية النمساوية التي على الحدود قبل إثارة موضوع الحرب والسلام، وعندما ذكّره [شوشْنيغ] بأن هذا سيجرُّ إلى حرب كونية، أجابه [هتلر] بأنه لا يحسِب أيّ حساب لإنجلترّا ولا لفرنسا، ولا لإيطاليا التي تَفاهم معها..
أقيمت حكومة نازية في [النامسا] يترأسها النازي [سايس إينفارت]، تلا ذلك سُقوط [تشيكوسْلوفاكيا]، وذهب رئيسها [بِنيش] إلى (لندن)؛ بعْدها، في سنة (1939) اجتاح [هتلر] (بولونيا)، وفي صباح (14) من شهر (أكتوبر)، وردَ تقريرٌ يفيدُ أنّ غواصة ألمانية دخلت خِلسَة ميناء [سكَابَافْلو] وأغرقت البارجة البريطانية (رويال أُوك).. وقد أعلنت [بريطانيا] الحربَ على [ألمانيا] وكذلك [فرنسا]، وسُرعان ما تابعَ [هِتلر] احتلاله في عام (1940) لـ(الدّانمارك)، و(النّرويج)، و(هولاندا) في (مايو) ثمّ انقضَّ على شمال (فرنسا)، واكتسح بقواته ثُغورَ القنال الإنجليزي (بحر المانش)، وقضى على الحلفاء الذين انسحبوا من (دانكيرك)، ثم دخلت [إيطاليا] الحرب في (يونيو) واستَسلمت [فرنسا] في (22) من يونيو (1940)، ثم غزتْ [ألمانيا] (هنغاريا)، و(بلغاريا)، و(يوغوسلاڤيا) في أبريل من عام (1941)..
يقول المؤرّخون إن أكبر خطإ في القرن (20) هو هجومُ [هتلر] على [روسيا] عام (1941)، وهكذا، بدأت نهاية النّازية تلوحُ في الأفُق بعد حصار الجيش السادس الألماني في (ستَالينغراد) واستِسلام قائده (ڤون باولُوس)، وهزيمة الألمان في معركة (كورسَك)، واستسلام جيش (رومَل) في شمال إفريقيا، وغزو الحُلفاء لجزيرة (صقّلية) جنوب (إيطاليا).. قامت [روسيا] بهجوم مضاد من الشّرق، ونزلتْ قواتُ الحلفاء بقيادة [أيْزنهاور] في (نورماندي) في (6) يونيو 1944، غربي (فرنسا)، كما نزلتْ قوات أخرى في جنوبها، فجرى تحريرُ [فرنسا]، وكذلك الحالُ في [بلجيكا] وأطْبقت الكمَّاشةُ على [ألمانيا] النازية، لتنتهي صفحة مريعة من حرب حصدَتْ في [أمريكا] وحْدَها مئتيْن واثنيْن وتسعين ألفًا؛ وفي (بريطانيا) ودول الكُومْنويلت: (544.596)؛ وفي [روسيا]: (750.000)؛ وفي [فرنسا]: (210.000)؛ وفي ألمانيا: (850.000)؛ وفي [إيطاليا]: (300.000)؛ وفي [الصين]: (2.200.000)؛ وفي [اليابان]: (150.600)؛ والحصيلةُ مليار ونصف المليار من الضحايا، هذا مع ما يُضاف إلى خسائر [بولندا]،
و[تشيكوسلوفاكيا]، و[رومانيا] ودول البلطيق، و[هولاندا] و[بلجيكا]، و[النّرويج]، فضلاً عن ضحايا السّجون والمعتقلات النازية والغارات الجوّية من المدَنيين وضحايا القُنْبلتين الذّريتين التي تَقْرب من ربْع مليون.. بعد هذه الحرب، اختلفتِ المفاهيمُ السياسية، وأصبح الاستعمارُ العسكري مُحاربًا، وبدأ صراعٌ بِالتّحكُّم عن بُعْد ليستحيل إلى هدْم [الاتّحاد السّوڤياتي]، وإنْهاء الوضع الدولي إلى تفرُّد أمريكي بالعالم أواخر العقد العشرين ثم يا له من قرن!

Exit mobile version