Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الحكومة أمام رهان تفعيل صندوق الكوارث

أتت الحرائق المندلعة بشمال المغرب، على أزيد من 6600 هكتار، ارتفعت معها المطالب بالتدخل العاجل لتعويض الساكنة المتضررة وتفعيل صندوق الكوارث والتنزيل السليم لضريبة التضامن التي تستخلصها الحكومة من جيوب المغاربة، حيث طالبت هيئات فيدرالية اليسار والجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتعويض الخسائر الفادحة التي تكبدها السكان بهذه المناطق.
وشددت فاطمة التامني النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار، في سؤال كتابي موجه إلى وزير الداخلية على ضرورة القيام بعمليات استعجالية من أجل تعويض ساكنة المناطق المتضررة جراء الأضرار التي لحقتها بسبب الحرائق، وإلى جانب المساحات الشاسعة من الغابات التي أتت عليها النيران، توقفت التامني على حجم الأراضي الفلاحية التي احترقت، وإتلاف الكثير من المحاصيل الزراعية، ونفوق نسبة مهمة من المواشي والدواجن.
وقالت التامني إن الحرائق تسببت في تشريد العديد من الفلاحين وسكان المناطق القروية الذين تضرروا نتيجة احتراق منازلهم وما احتوته من أفرشة وتجهيزات مختلفة، كما كانت وراء إتلاف معداتهم المهنية وغيرها من وسائل التخزين والتنقل.
و نبهت الفيدرالية إلى أن الحرائق لا تزال تشكل تهديدا للساكنة المجاورة لها رغم المجهود المبذول، ما يقتضي توفير مزيد من الموارد البشرية واللوجستيكية.
وفي ذات الصدد قالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالقصر الكبير إن النيران المشتعلة بقبيلتي بني يسف وآل سريف، أدت إلى فقدان الساكنة لمحاصيلها الزراعية وماشيتها ومساكنها، وأجبرت حوالي 1350 أسرة على مغادرة دواويرها المنكوبة واللجوء لأماكن آمنة”.
وطالب فرع الجمعية الحقوقية الحكومة بتحمل مسؤوليتها تجاه المنكوبين واتخاد قرارات كبرى من شأنها التسريع في إعادة إعمار المنطقة وتعويض المتضررين.
و دعت الجمعية إلى تفعيل دور صندوق الكوارث الطبيعية وتعويض الضحايا بما يتناسب مع حجم الخسائر التي تكبدوها وإحداث مشاريع تنموية حقيقة تفعيلا للتضامن الوطني، وطالب فرع الجمعية بتسريع وتيرة التدخل سواء على مستوى إطفاء الحرائق أو على مستوى إجلاء الساكنة لتفادي أية خسائر محتملة في الأرواح.
و يشهد المغرب 6 حرائق غابات هي الأكبر من نوعها في تاريخ البلا، اندلعت في وقت متزامن بمناطق العرائش ووزان وتطوان وتازة شمال المغرب، وتواصل فرق الإطفاء المغربية إخماد الحرائق الأكبر في تاريخ المغرب، مستعينة بعناصر الجيش والدرك إضافة إلى الوقاية المدنية.
وأعلنت السلطات، الأحد، إجلاء 1156 أسرة، إضافة إلى نحو 225 شخصا، وإسعاف 420 آخرين جراء حرائق الغابات المستمرة، وبعد مرور ستة أيام على اندلاع هذه الحراءق، قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد الصديقي،ليوم الاثنين، بزيارة ميدانية تفقدية إلى مجموعة من المناطق المتضررة من حرائق الغابات بالجماعتين الترابيتين سوق القلة وبوجديان بإقليم العرائش.
وكانت هذه أول زيارة لمسؤول حكومي إلى المناطق المتضررة، بعدما تصاعدت حدة النقد لعدم اكتراث الحكومة بما يعانيه سكان المناطق المتضررة، وأكد الصديقي أن زيارته الميدانية للمواقع التي كانت الأكثر تضررا من الحرائق التي عرفها إقليم العرائش، مكنت من الاطلاع على ارض الواقع على حالة سكان هذه المناطق وعلى الأضرار الناجمة عن الحرائق، لاسيما ما يخص الجانب الغابوي والمنظومة البيئية للمنطقة.
وأبرز الصديقي أن إحصاء الأضرار وتشخيص الوضع متواصل من قبل لجنة محلية تضم كل المتدخلين والمعنيين والتي ستضع قريبا تقريرا بعد الاحتواء النهائي للحرائق الغابوية، مبرزا أن هذا التشخيص سيشكل الأساس الذي سيمكن الحكومة من تنزيل برنامج يضم شقا عاجلا لمواكبة الساكنة، خصوصا القرى المتضررة، وشقا يشمل مشاريع مندمجة لإعادة هيكلة المنظومة المحلية، سواء الجانب الغابوي أو الأشجار المثمرة أو الإنتاج الفلاحي والحيواني، وشدد على أن الحكومة ستسرع في تنزيل هذا البرنامج لمواكبة وإغاثة الساكنة المتضررة.
و أعلن فؤاد العسالي رئيس المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية بالوكالة الوطنية للمياه والغابات . أن “الحرائق المندلعة في البلاد هي الأكبر من نوعها، وأنه تمت السيطرة على 50 بالمئة منها”.
وقال العسالي، في تصريح لقناة “M24” التابعة للوكالة الرسمية، إن “المساحة المتضررة من هذا الحريق الذي يعتبر الأكبر من نوعه على الصعيد الوطني، بلغت حوالي 4600 هكتار”، وأضاف أن “الجهود مكنت من تحويط الحريق نحو 50 في المئة، والجهود متواصلة لإتمام احتواء النيران في أقرب وقت”.
ولفت المسؤول المغربي إلى أن “مختلف فرق التدخل تقوم بجهود جبارة جداً برياً وجوياً لاحتواء الحريق في مناطق سوق القلة وبوجديان وتطفت “. وتابع: “أكثر من 1200 عنصر يعملون برياً لاحتواء النيران”.
وقالت وزارة الداخلية في بيان، إنه تم في محافظة تازة، توفير 12 صهريجا وطائرتين متخصصتين في إخماد النيران من نوع “كانادير”، و12 سيارة نقل وإسعاف.
وأضافت أنه خلال 48 ساعة جرى في العرائش تنفيذ 34 طلعة إطفائية جوية لصب المياه بواسطة طائرات متخصصة في إخماد النيران من نوع “كنادير” و”توربو تراش”.

وتأججت الحرائق في المغرب بسبب الحرارة المرتفعة التي تقترب من 40 درجة وتتجاوزها في بعض المناطق، وجراء الرياح الشرقية القوية، ولا تزال الأسباب المباشرة لحرائق غابات المغرب مجهولة، لكن العامل البشري غير مستبعد.
ويعرف المغرب منذ أيام، موجة صيفية تجاوزت الحرارة فيها 45 درجة مئوية، بالتزامن مع جفاف استثنائي تعرفه المملكة وإجهاد مائي غير مسبوق، وتقول السلطات إن “أغلب نقاط الحرائق هي نتيجة لعمل الإنسان، إما تهوراً أو عمداً”.

Exit mobile version