Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الحكومة “تحرق” الضوء الأحمر

أراد المُشرّع من الجلسة البرلمانية العامة التي يتحدث فيها رئيس الحكومة إما عن السياسات العامة لحكومته أو تقديم حصيلتها، أن تكون موعدا زمنيا لمساءلة الحكومة فيما يتعلق بالسياسات العامة، بعيدا عما هو قطاعي، الذي حدد له المشرع زمنيا أسبوعيا، لم ينجو أيضا من مقصلة التأجيل دون سبب قانوني الاثنين الماضي، لكن هذا الموعد تحول إلى مكان للمبارزة المنبرية، وكأن رئيس الحكومة في حاجة إلى منصة يمرر من خلالها رسائله.
الغريب أن المنابر التي يستغلها رئيس الحكومة كلها مدفوعة الأجر من جيوب دافعي الضرائب، مثل البرلمان والإعلام العمومي، حيث جاء إلى تلفيزيونات القطب العمومي ليخاطب المغاربة دون أن تكون لهم فرصة للرد عليه.
في البرلمان كان يخاطب النواب والمستشارين في جلسة عمومية وكأنه في مهرجان انتخابي، وما ينبغي له أن يقول غير الحقيقة حتى في الدعاية الانتخابية. قال أخنوش مخاطبا النخبة السياسية: ما تحقق خلال نصف ولاية الحكومة فاق كل التوقعات والانتظارات.
قبل الانتخابات صدق كثير من المواطنين الوعود الفلكية للحزب الذي سيفوز فيما بعد بالانتخابات، وعندما فاز، ظهر إلى الوجود إكراه التحالفات، وقدم التحالف الحكومي وعودا لا تقل عن سابقاتها فكلية، وبعد مرور فترة من الزمن تبين ألا شيء تحقق ولا شيء سوف يتحقق، واستمر حبل الوعود على غاربه دون فرامل.
يقال في كثير من المواضع والموارد: الحال تغني عن المقال. حال المغاربة والمغرب اليوم تغني عن كل الخطب الرنانة التي يمكن أن يلقيها أي واحد، بل حتى خطب البكاء، التي يمارسها بعض “المعارضجية” لم تعد تجدي نفعا أمام هول الأزمة التي يعيشها المواطن اليوم، الذي يشعر بالتحول نحو الأسوأ من خلال ولوجه اليومي إلى السوق وقضاء المصالح.
دعنا من الواقع وننظر إلى الأرقام. ارتفاع أرقام البطالة بشكل مخيف. فقدان الشغل حدث ولا حرج. إغلاق مئات المقاولات إن لم نقل الآلاف نتيجة التدبير الحكومي. أزمة في التعليم استمرت أربعة أشهر ونيف وضيعنا خلالها سنوات ضوئية من الزمن المدرسي. أزمة في الطب وفي كليات والصيدلة. لكن الرقم الذي ينبغي أن يمنع النوم عن الجميع هو أن الحكومة، التي فاقت منجزاتها المتوقع، أوصلت المغرب إلى مديونية رهيبة.
اليوم 71 في المائة من الناتج الداخلي الخام هو حجم الديون التي على المغرب. في المعايير الدولية هناك نسب، تكون فيها الأضواء مختلفة. هناك الأخضر والليموني، وهناك الضوء الأحمر. عندما تصل النسبة إلى 64 في المائة يشعل الضوء الأحمر، الذي يعني في السير ممنوع المرور، وهو يعني في الديون أيضا ممنوع المرور إلى مرحلة استدانة أخرى.
حكومة تتباهى بالمنجزات وقد خرقت الضوء الأحمر أو حرقته وخالفت القانون وهناك من يسجل على ذمتها غرامات ويمكن أن يسحب منها رخصة القيادة ورئيسها يتباهى بالمنجزات.

Exit mobile version