Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الحكومة تفاقم معاناة مغاربة العالم


في كل صيف، عوض أن ينتشر شعور الارتياح والفرحة بقرب معانقة أرض الوطن، يحدث العكس، حيث يرتفع منسوب القلق عند مغاربة العالم جراء غلاء أسعار تذاكر الرحلات الجوية والبحرية.

وعبر مغاربة العالم عن غضبهم الشديد من غلاء التذاكر، مبرزين أنه لا يعقل أن تتجاوز أسعار التذاكر من بعض الدول كامريكا وكندا حاجز 2 مليون سنتيم، بدورها التذاكر في عواصم الاتحاد الأوروبي قفزت إلى مستويات قياسية، حيث وصلت تذكرة الطائرة في بعض الدول كألمانيا ثمن 800 يورو.

وفي الوقت الذي يختار فيه البعض عدم زيارة المغرب بسبب الغلاء، وضعف الميزانية التي يتوفر عليها والاكتفاء بالتوجه إلى بعض الدول كإسبانيا وتركيا، يبحث البعض عن بدائل أقل تكلفة بهدف زيارة الأهل والاحباب.

في هذا الصدد، تحمل العديد من المغتربين المغاربة في أوروبا، عناء عبور ميناء “مليلية” المحتلة، حيث اضطر الراغبين في الاحتفال بعيد الأضحى وقضاء عطلاتهم الصيفية في المغرب انتــظار ازيد من عشر ساعات بسبب إجراءات المراقبة الجديدة، والتي تتعلق بنظام التعرف على الوجه للتحكم في عملية الدخول والخروج.

استنكر العديد من المغاربة العائدون من ديار المهجر، بطء حركة المرور بالممر الحدودي الرابط بين مليلية المحتلة وبني انصار(الناظور)، حيث كلفهم ذلك ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة.

وفي هذا الصدد، قال محمد وهو مواطن مغربي مقيم في اسبانيا، لــ “النهار المغربية”، إنه استغرق ازيد 9 ساعات وهناك من استغرق 15 ساعة، من باب الباخرة إلى غاية الجمارك.

وعلاقة بالموضوع، قال ميمون الكرش، مقيم في ألمانيا، لصحيفة “النهار المغربية” إنه سيختار الطريق الصعب، حيث سيركب السيارة رفقة زوجته وأبنائه الأربعة، وسيشق طريق أوروبا لمدة ثلاثة أيام حتى يصل إسبانيا ويركب الباخرة في اتجاه ميناء الناظور.

وأضاف المتحدث للصحيفة، أنه كان يفكر مليا في العدول عن فكرة قضاء عطلة الصيف في المغرب، إلا أن الحنين إلى الوطن حال دون ذلك، مبرزا أنه بالضرورة يجب التدخل لتسهيل ولوج مغاربة العالم إلى أرض الوطن، وعدم النظر إليهم فقط كغنيمة يمكن الاتجار فيها.

وشدد ميمون الذي ينوي زيارة مدينة الناظور حيث تقيم أسرته، أن بعض أصدقائه قرروا عدم زيارة البلاد هذه السنة بسبب عدم تمكنهم من دفع 800 يورو لأجل التذاكر، مبرزا أنه وأمام هذا الغلاء الفاحش، قررت العديد من الأسر أن تسافر إلى إسبانيا وقضاء عطلة الصيف هناك.

وأمام هذه الوضع، وتخوف العديد من العائلات من سيناريو أن يتسبب هذا الغلاء في حرمان العديد من مغاربة العالم من زيارة الوطن والأهل والأحباب، طالبت العديد من الأصوات داخل البرلمان الحكومة بالتدخل من أجل حماية جيوب الجالية، خاصة أنهم يساهمون بشكل فعال في ضخ العملة الصعبة في خزينة الدولة.

فاطمة التامني، برلمانية عن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، قالت لصحيفة “النهار المغربية”، إن الجالية المغربية تضخ أرقاما هامة وكبيرة من العملة الصعبة في الاقتصاد الوطني.

وشددت المتحدثة، أن عملية دخول الجالية المغربية لا تصاحبها استعدادات وقوانين من شأنها أن تشجع على الاستثمار والسياحة.

وأكدت التامني، أن الجالية عند دخولها المغرب تواجه نفس مصير المغاربة من غلاء الأسعار وتردي مستوى المعيشة، الأمر الذي يحد من الترقي داخل المجتمع، وعدم المساهمة في خلق استثمارات داخل البلاد لخلق فرص الشغل والنهوض بالتنمية.

وانتقدت النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي بشدة غياب التصور الحكومي لهذه الفئة من المغاربة.

بدورها، صرحت النائبة البرلمانية ثورية عفيف عن المجموعة النيابية لفريق العدالة والتنمية، لــ “النهار المغربية”، أن الحكومة أعلنت منذ بداية ولايتها أنها حكومة اجتماعية إلا أنه العكس هو الذي تبين، كونها لا تفكر إلا في الأغنياء.

وتساءلت النائبة البرلمانية عن أثر المرسوم الذي تداولته الحكومة في المجلس الحكومي، من خلال تقديم دعم لــ “لارام” بقيمة  3.5 مليار درهم، مبرزة أن الحكومة تخصص الدعم كما هو الحال بالنسبة للأغنام إلا أن أثره غائب في الواقع.

وحذرت عفيف من خطر تضارب المصالح الذي أصبح العنوان الأكبر لسير حكومة عزيز أخنوش، قائلة “جل القطاعات طغى عليها خطر تضارب المصالح”.

وعلاقة بالموضوع، دعا نواب الفريق الحركي بمجلس النواب، وزارة النقل واللوجستيك إلى إطلاق مبادرات عملية لدعم مغاربة العالم، من خلال تسهيل إجراءات عودتهم إلى أرض الوطن لقضاء العطلة الصيفية.

واستحضر رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس، لقضايا الجالية المغربية.

ودعا السنتيسي وزير النقل إلى الكشف عن رؤية الوزارة لتوفير عروض النقل والتنقل لتخفيض أسعار تذاكر الطيران والبواخر والزيادة في عددها، ومراجعة أسعار النقل الداخلي وكراء السيارات لتأمين وصول أبناء الجالية إلى مقرات إقامتهم.

وتساءل البرلماني ذاته، عما إذا كانت الحكومة تملك تصورا لإحداث شركات أخرى للنقل البحري والجوي لتغطية الطلب الكبير والمتزايد على خدمات نقل الجالية المغربية، وذلك بغية التأثير على أسعارها حتى لا نبقى دائما تحت رحمة شركات الملاحة البحرية الأجنبية.

ويذكر أنه سبق وطالب جلالة الملك محمد السادس نصره الله، السلطات بضرورة للعمل على تسهيل عودة المغتربين إلى أرض الوطن بأسعار مناسبة ومعقولة، وجاء في بيان للديوان الملكي أن جلالة الملك أمر كل المتدخلين بمجال النقل الجوي خاصة شركة الخطوط الملكية المغربية ومختلف الفاعلين في النقل البحري بالحرص على اعتماد أسعار معقولة، وأيضا توفير العدد الكافي من الرحلات، لتمكين العائلات المغربية بالخارج من زيارة وطنها وصلة الرحم بأهلها وذويها، وطالب جلالة الملك من كل الفاعلين السياحيين سواء في مجال النقل أو الإقامة إلى اتخاذ التدابير اللازمة قصد استقبال أبناء الجالية المغربية المقيمين بالخارج في أحسن الظروف وبأثمان ملائمة.

 

Exit mobile version