الدار البيضاء – (تقرير خاص)
تعيش مدينة الدار البيضاء، القلب النابض للنقل الحضري بالمغرب، على وقع صراع محتدم بين سائقي سيارات الأجرة التقليدية ومشغلي تطبيقات النقل الذكي، في ظل غياب إطار تنظيمي حاسم يوازن بين الحق في الابتكار وضرورة حماية مهنة الطاكسي.
السائقون التقليديون، الذين يشكلون شريان النقل اليومي لآلاف المواطنين، يشتكون من منافسة غير عادلة فرضها دخول تطبيقات نقل تشتغل غالبًا خارج الأطر القانونية. يقول محمد مرزوك، كاتب عام لإحدى نقابات الطاكسيات:
“نحن لسنا ضد التقدم، ولكننا ضد الفوضى. نطالب بتنظيم القطاع، لأننا نشتغل بقوانين صارمة بينما الآخرون خارج الرقابة.”
ارتفاع أسعار الوقود وقطع الغيار، إلى جانب انخفاض الإقبال على الطاكسيات، جعل وضعية الكثير من السائقين مقلقة اقتصاديًا ونفسيًا. وفي المقابل، يرى مستعملو التطبيقات أنها توفر خدمات سريعة، بأسعار مقبولة، وغالبًا بتجربة أفضل.
من جهته، يحذر المجتمع المدني من غياب التأمين والسلامة في بعض هذه التطبيقات غير المرخصة، داعيًا إلى تقنينها بدل حظرها، ووضع آليات رقابية صارمة تحمي الركاب والسائقين على حد سواء.
الحكومة، من جانبها، أعلنت نيتها إجراء دراسات مستقبلية لإصلاح القطاع. إلا أن الفاعلين يرون أن الوقت يمر بسرعة، وأن الصمت قد يؤدي إلى مزيد من التوترات الاجتماعية والميدانية بين الطرفين.
ويخلص العديد من المهنيين إلى ضرورة دمج التكنولوجيا في قطاع الطاكسي عبر تطوير تطبيقات رسمية، وتدريب السائقين، ووضع حد أدنى من التنافسية العادلة، ما يسمح بتعايش النموذجين في إطار قانوني يحفظ حقوق الجميع.
إعداد: رضا إد القاضي
المدينة: الدار البيضاء
التاريخ: 07 ماي 2024