Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الذكاء الاقتصادي والثقافي.. حوار مع رئيس الجامعة المفتوحة بالداخلة إدريس الكراوي

خص رئيس الجامعة المفتوحة بالداخلة، إدريس الكراوي، وكالة المغرب العربي للأنباء بحوار على هامش مشاركته في الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، ضمنه رؤية خبير حول العلاقة بين الذكاء الاقتصادي والذكاء الثقافي، وتأثير هذا الأخير على عالم المقاولة والأعمال، وأثره على نجاح استراتيجيات التوسع الدولي للمقاولات المغربية في إفريقيا.

1 – كيف يمكنكم شرح العلاقة بين الذكاء الاقتصادي والذكاء الثقافي؟

الذكاء الاقتصادي هو أولا منظومة بيئية تقوم على البحث وجمع وتنظيم وتحليل المعلومات المفيدة لأغراض استراتيجية وعملية لبلوغ هدف تسعى إليه منظمة معينة (مالية أو غير مالية)، أو جماعة ترابية، أو جامعة، أو مركز للبحث، أو منظمة سوسيوـمهنية، أو أي إطار حكومي وغير حكومي آخر ، سواء كان خاصا أو عموميا على المستوى المحلي أو القاري أو الدولي لتحقيق هدف محدد في خارطة طريق أو مخطط عمله.

لذلك، فإن هذه المعلومة مفيدة اليوم ليس فقط للمقاولات. بل إن مجالات كالرياضة والثقافة والاستشراف وأي مجال آخر من مجالات النشاط البشري بدأت في الاهتمام بممارسات الذكاء الاقتصادي.

اليوم، بدأ المجال الثقافي، باعتباره رافعة للتنمية وأفقا للاستثمار ، يهتم بالممارسات الجيدة للذكاء الاقتصادي، بهدف مواكبة النهوض بالصناعات الثقافية والإبداعية ومواكبة ديناميكية الاستثمار في كافة المجالات ذات الصلة بالثقافة سواء الفنون والتراث، والموسيقى، والمسرح، والسينما، والصناعة التقليدية، وغيرها من الأبعاد المرتبطة بتلبية الاحتياجات الثقافية، بما فيها البعد الروحي والثقافي (مثل تدبير أماكن العبادة وتسيير الأنشطة الاقتصادية خلال الأعياد الدينية وشهر رمضان الخ).

تعلمون أن هذه مراحل الحياة في المجتمع التي تتقاطع ثقافيا مع الأبعاد الحضارية للمجتمع. وبالتالي، تتميز بأنماط محددة من إشباع الحاجات التي تتطلب من الدولة ولكن أيضا من جانب المقاولات والمستهلكين ممارسات الذكاء الاقتصادي للوصول إلى هدف تلبية الانتظارات ومساعي كافة الفاعلين، وهو ما يمكن تسميته بسوق “المقدس”. وبهذا المعنى توجد صلة بين الذكاء الاقتصادي والذكاء الثقافي.

وعلى سبيل المثال، كان المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي قد كشف أن ثروة المغرب ما بين 1999 و2013 تحققت بفضل المساهمة الكبيرة لرأسمال اللامادي بنسبة تفوق 76,2 في المائة.

لهذا، فإن مستقبل النموذج التنموي الجديد يمر أيضا وسيمر بالضرورة على قدرة بلدنا على تثمين أفضل لرأس ماله اللامادي وضمنه رأس المال الثقافي. من هنا تأتي أهمية الذكاء الثقافي كمقاربة وأداة وآلية من شأنها تحسين استخدام رأسمال اللامادي لدينا، ورسم المسالك لتحسين جودة الاستثمارات في المجال الثقافي في كافة أبعاده.

يعد المعرض الدولي للنشر والكتاب تعبيرا دقيقا عما يمكن القيام به بالذكاء الثقافي لتثمين أفضل للكتاب والفنون بشكل عام والأنشطة الإبداعية الأخرى. إننا في قلب مسألة أساسية، خلق الثروة، والنهوض بالتشغيل، مع الحفاظ على الابعاد الحضارية والثقافية التي تصنع هوية بلد ما على غرار المغرب.

Exit mobile version