Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الرؤية الاستباقية الملكية والتعبئة الوطنية لمكافحة “كورونا”

دخلت حالة الطوارئ الصحية في المغرب، مراحل جديدة في التدبير على وقع تطور الحالة الوبائية بالمملكة، وتسارع وثيرة حملات التلقيح ضد فيروس “كورونا”، بعدما نجحت الرؤية الاستباقية لجلالة الملك محمد السادس في التصدي للجائحة، عبر وضع خارطة طريق محكمة عبأت مصالح الصحة و مؤسسات الدولة لتجنب تدهور الوضعية الوبائية بالمغرب، واجتماعات مجالس وزارية استفسر خلالها جلاله عن الوضعية الصحية بالمغرب، كما وقف جلالته على اتفاقيات مع الصين لجلب اللقاح، سبقته تدابير قوية لكبح جماح الفيروس من خلال قرارات غلق الحدود وسن قوانين لحالة الطوارئ الصحية ومنح تعويضات مالية وخلق سلسلة دعم مالي للقطاعات المتضررة من الجائحة، والتأكيد على مجانية العلاج وصولا إلى محاصرة الفيروس عبر عمليات التلقيح المجانية.

وحمل الشريط الكرونولوجي لتطبيق حالة الطوارئ الصحية في المغرب، معطيات و ارقام كشفت خارطة طريق المغرب في التصدي للفيروس، حيث عرف تاريخ 27 يناير 2020، إعطاء جلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية لإعادة المائة مواطن مغربي، الذين يشكل الطلبة أغلبيتهم، الموجودين بإقليم ووهان الصيني، إلى أرض الوطن.

وفي 02 مارس 2020 ، تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد بالمغرب، و في 11 مارس 2020 عرف الإعلان عن إحداث لجنة اليقظة الاقتصادية لتتبع انعكاسات جائحة كورونا والإجراءات المواكبة، وفي 13 مارس 2020 – وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي تعلن تعليق الدراسة حضوريا ابتداء من 16 مارس إلى أجل غير مسمى.

وعرف تاريخ 15 مارس 2020 ، إعطاء جلالة الملك تعليماته السامية للحكومة قصد الإحداث الفوري لصندوق خاص بتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا، والذي فاقت اعتماداته 33 مليار درهم، حيث قرر المغرب ، إلى أجل غير مسمى، تعليق جميع الرحلات الدولية من وإلى ترابه.

وفي 16 مارس 2020 ، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي تطلق عملية التعليم عن بعد عبر المنصة الالكترونية والقناة الثقافية. 20 مارس 2020 ، و إعلان حالة الطوارئ الصحية ابتداء من الساعة السادسة مساء مع تقييد الحركة، كما تم تمديد حالة الطوارئ الصحية، عدة مرات، آخرها يوم 04 مارس 2021 إلى غاية 10 أبريل 2021.

وعرف تاريخ 21 مارس 2020 ، منع استعمال وسائل التنقل الخاصة والعمومية بين المدن، و الخطوط الملكية المغربية تعلق رحلاتها المحلية.

وشهد تاريخ 22 مارس 2020 ، إعطاء جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تعليماته السامية للجنرال دو كوردارمي عبد الفتاح الوراق المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، والجنرال دو كوردارمي محمد حرمو قائد الدرك الملكي، ومفتش مصلحة الصحة العسكرية للقوات المسلحة الملكية الجنرال دو بريغاد محمد العبار، بتكليف الطب العسكري بشكل مشترك مع نظيره المدني بالمهمة الحساسة لمكافحة وباء كوفيد19.

وعلى المستوى الاجتماعي، عرف تاريخ 26 مارس 2020، منح تعويض جزافي قدره 2000 درهم لفائدة الأجراء والمستخدمين المتوقفين مؤقتا عن العمل المصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

وتصادف حملات التلقيح الوطنية ووصول المغرب الى 4 ملايين ونصف تلقيح، مع شهر الذكرى الأولى لإكتشاف أول حالة مصابة بفيروس “كورونا” بالدار البيضاء قادمة من إيطاليا على متن رحلة جوية، حيث يستحضر المغاربة عام كامل من الوباء في المغرب مع ما عرفته البلاد من حالة للطوارئ وشهور من الإغلاق والتعايش مع مصطلحات جديدة في التباعد الإجتماعي و الجسدي والتعقيم، ومبادرات جلالة الملك في حماية المغاربة من خطر الوباء باتخاذ إجراءات إستباقية واحترازية جنبت المغرب الكثير من المخاطر الوبائية، ودخول مؤسسات الدولة في مرحلة مواجهة أزمة الوباء الإجتماعية والإقتصادية.

وعاش المغاربة عاما كاملا مع الوباء، حيث فرضت الجائحة ظروف حالة الطوارئ الصحية، وتغييرات كبيرة على المستوى الإجتماعي و الإقتصادي، خلقت نوعا جديدا من العيش، وأساليب جديدة في التنقل والعمل، فرضتها عدوى الفيروس، وحملت عادات التعقيم والتباعد ووضع الكمامة، وصلت الى حدود إعتماد الدولة قوانين تحرص على وضع الكمامة، وتحديد وسائل التعقيم في العمل و في وسائل النقل، كما دخل المغرب مرحلة من التعبئة في صرف الدولة لتعويضات مالية على مدى شهور الإغلاق لتجاوز مرحلة صعبة من تاريخ العالم والمغرب.

وحمل العام مبادرات قوية لجلالة الملك محمد السادس، في تجسيد واضح للملكية الإنسانية والمسؤولة تجاه المغاربة، بالإعلان عن إجراءات غلق الحدود لمنع إنتقال العدوى الى البلاد، وصرف تعويضات مالية للعائلات و الأفراد للعيش وسد حاجياتهم والحرص على توفير التطبيب لجميع المغاربة، والإهتمام بالمصابين بالفيروس وتجنيد القوات المسلحة الملكية للمساهمة في العناية بمرضى “كورونا”، قبل أن يتجه جلالة الملك الى جلب اللقاحات من الصين و الإشراف على عقد إتفاقيات مع دولة الصين مكنت المغرب من الحصول الى اللقاح من الدول الأوائل في العالم، و التعاقد مع شركات اخرى من قبيل “أسترازينيكا” لتوفير اللقاح المجاني للمغاربة.
ومنح جلالة الملك محمد السادس جرعات من الأمل و الطمأنينة، لإنهاء مرحلة الوباء بالمغرب، بالإشراف الفعلي على إعطاء الإنطلاقة الرسمية للحملة الوطنية للتلقيح، وتقديم القدوة الحسنة والمثال في المسؤولية و القيادة بإستقبال أول لقاح بالمغرب، حيث أبا جلالة الملك إلا أن يكون أول المتلقين للقاح ضد فيروس “كورونا”، وإطلاق شارة الأمل والنداء للإنخراط في عمليات التلقيح ضد الوباء، حيث أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، الخميس بالقصر الملكي بفاس، على إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19 .
وتلقى جلالة الملك،حفظه الله، الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لكوفيد 19 ، في بادرة تجسد روح المسؤولية والقيادة الحكيمة لجلالة الملك، بعغدمات اصدر جلالته تعليمات الملكية السامية، لتكون حملة التلقيح مجانية لجميع المواطنين، وذلك لتحقيق المناعة لجميع مكونات الشعب المغربي (30 مليون، على أن يتم تقليح حوالي 80 في المائة من السكان)، تقليص ثم القضاء على حالات الإصابة والوفيات الناتجة عن الوباء، واحتواء تفشي الفيروس، في أفق عودة تدريجية لحياة عادية، حيث سيتم هذه الحملة الوطنية بطريقة تدريجية، وعلى أشطر، ويستفيد منها جميع المواطنين المغاربة و المقيمين ، الذين تفوق أعمارهم 17 سنة.

وإنطلقت عمليات التلقيح في صفوف الأطباء و الممرضين والأطر الصحية بمختلف مراكز التلقيح بالمملكة، مباشرة بعد تلقي جلالة الملك لأول جرعة من اللقاح، لتأمين الصفوف الأمامية من الوباء، وتمكين الأطر الصحية من القيام من واجبها الإنساني في توفير الحماية و العناية اللازمة للمرضى، كما سارعت العناصر الامنية لتلقي اللقاح في جو يسوده المسؤولية والاحساس بالواجب الوطني.
وكان جلالة الملك محمد السادس، حريصا في توجيهاته السامية على إطلاق عملية مكثفة للتلقيح ضد فيروس “كوفيد-19″ ، وذلك تجسيدا للمقاربة الملكية الاستباقية المعتمدة منذ ظهور الفيروس، حيث جاءت التعليمات الملكية، على إثر الرأي الصادر عن اللجنة الوطنية العلمية، والذي يشير إلى أن حملة التلقيح تشكل ردا حقيقيا من أجل وضع حد للمرحلة الحادة من الجائحة.
وحرص جلالة الملك، على إطاء جلالته، توجيهاته للسلطات المختصة للسهر على الإعداد والسير الجيدين لهذه العملية الوطنية واسعة النطاق، سواء على المستوى الصحي أو اللوجيستيكي أو التقني، كما تم تسليط الضوء بالخصوص على الولوجية للقاح، في إطار اجتماعي وتضامني وتوفيره بكميات كافية، وكذا على اللوجيستيك الطبي للنقل، والتخزين وإدارة اللقاح على كافة التراب الوطني ووضع نظام ناجع للتسجيل القبلي للمستفيدين.
ودعا جلالة الملك إلى تعبئة جميع المصالح والوزارات المعنية، ولا سيما العاملين بقطاع الصحة، والإدارة الترابية والقوات الأمنية، وكذا الدعم الضروري للقوات المسلحة الملكية، وفقا للمهام المنوطة بها من طرف صاحب الجلالة القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، في إطار محاربة كوفيد -19.

وتمكنت المملكة من احتلال مرتبة متقدمة في التزود باللقاح ضد كوفيد-19، بفضل المبادرة والانخراط الشخصي لصاحب الجلالة اللذان مكنا من المشاركة الناجحة لبلدنا في هذا الإطار، في التجارب السريرية”.
واستقبل المغاربة، التعليمات الملكية بإطلاق عملية مكثفة للتلقيح ضد “كورونا”، بإبتهاج كبير، وعمت مشاهد السرور والفرح مواقع التواصل الإجتماعي، وارتفعت الإشادات بالمجهود الملكي، في توفير اللقاح للمغاربة، وتعمل المملكة المغربية على اقتناء كمية من اللقاحات لفائدة 33 مليون نسمة ” 66 مليون جرعة من اللقاح”.

Exit mobile version