في خطوة تعكس الدينامية الجديدة التي تشهدها العلاقات المغربية الفرنسية، احتضنت مدينة مراكش، اليوم الأربعاء، لقاءً رفيع المستوى بين وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، نعيمة ابن يحيى، ونظيرتها الفرنسية المنتدبة المكلفة بالمساواة بين النساء والرجال ومكافحة التمييز، أورور بيرجي، خصص لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
اللقاء، الذي جرى بحضور مسؤولين من الوزارتين وأعضاء من الوفد الفرنسي، شكّل فرصة لمناقشة قضايا محورية، في مقدّمتها مكافحة العنف ضد النساء وتطوير برامج التكوين الاجتماعي، بما يتماشى مع الالتزامات الدولية للبلدين.
وفي تصريح للصحافة عقب الاجتماع، أكدت الوزيرة نعيمة ابن يحيى أن اللقاء يندرج في سياق توطيد العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس، مشيرة إلى الزخم الجديد الذي منحته زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأضافت أن هذا اللقاء يأتي تثمينا لما تم الاتفاق عليه خلال الدورة 69 للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة، والتي عقدت في نيويورك شهر مارس الماضي، مؤكدة أن المرحلة المقبلة ستشهد تفعيل مبادرات عملية في مجال المساواة بين الجنسين والتكافؤ الاجتماعي.
من جانبها، أعربت الوزيرة الفرنسية أورور بيرجي عن ارتياحها لمستوى النقاش والتفاهم بين الجانبين، مبرزة أن اللقاء يعكس “الرغبة المشتركة في بناء تعاون استثنائي ومتين، لا يقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية، بل يشمل كذلك البعد الإنساني والاجتماعي”.
وأشارت بيرجي إلى أن الاجتماع ناقش ملفات حساسة، من ضمنها دعم حقوق المرأة ومواجهة مختلف أشكال التمييز والعنف، معتبرة أن التعاون مع المغرب في هذا المجال يحمل بعداً استراتيجياً تتقاسمه العاصمتان.
وقد تُوّج اللقاء بتوقيع إعلان نوايا بين الوزارتين، يهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات التكوين، ومكافحة العنف ضد النساء، وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في المجال الاجتماعي.