خرج وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني المغربي، ليكشف بصراحة عن الظروف التي أثرت بشكل مباشر على أداء لاعبيه خلال المباراة الودية أمام المنتخب التونسي، والتي انتهت بفوز الأسود بهدفين نظيفين.
في ندوة صحفية تلت صافرة النهاية، بدا الركراكي هادئًا وهو يشرح خلفيات قراره غير المألوف بطلب تبليل أرضية الملعب قبل انطلاق المباراة. قال بصوته الواثق:
“أنا من طلبت تبليل أرضية الملعب. كان هناك عدد من اللاعبين يعانون من التهابات على مستوى الركبة والأوتار، والعشب كان صلبًا بعض الشيء بسبب حرارة مدينة فاس.”
المدرب بدا كمن يشرح درسًا في الواقعية؛ فحرارة الجو، وصلابة الأرضية، والظروف الجديدة للميدان كانت كلها عوامل فرضت نفسها. وكأن الركراكي أراد أن يختبر قدرة لاعبيه على التكيّف مع كل الظروف الممكنة.
“كنا نريد أن تتدحرج الكرة بسرعة. صحيح أن العشب جديد وهذه أول مباراة تُلعب عليه، لكن لا نريد الدخول في هذه التفاصيل. ما يهم الآن هو كيف نحضر للمباراة المقبلة أمام البنين”، أضاف الركراكي بنبرة تؤكد أن التفكير في القادم هو الأهم.
ولم يُخفِ الرجل رغبته في تعويد لاعبيه على مختلف السيناريوهات، قائلاً:
“من الجيد أن نخوض مباريات في مثل هذه الظروف. هكذا نتعلم التأقلم، ونعرف كيف نتعامل مع أي أرضية أو جو نواجهه.”
قد يراها البعض مباراة ودية عادية، لكن الركراكي يعلم أن التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق في كرة القدم. فكل مباراة فرصة للاختبار، وكل اختبار يترك درسًا، حتى لو كان العشب صلبًا والجو حارًا.
هكذا بدا الركراكي واثقًا، صريحًا، وراغبًا في تحويل كل الصعاب إلى دروس، وكل مباراة إلى فرصة لتقوية الأسود.