لم تكن مهمة إقناع لامين يامال، الموهبة الصاعدة في برشلونة، سهلة بالنسبة لوليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي. فالنجم الشاب، الذي سرق الأضواء بأدائه الملفت مع “لاروخا”، قرر بحسم أن يمثّل إسبانيا، رغم أصوله المغربية التي كان يعوّل عليها المغاربة لحسم اختياره.
في حديث صريح خلال مشاركته ببرنامج “التشيرينجيتو” الإسباني، كشف الركراكي كواليس التواصل مع يامال، مشيرًا إلى أنه عرض عليه مشروع المنتخب الوطني المغربي بكل وضوح، قائلاً: “تحدثت معه وقدمت له رؤية المنتخب المغربي، خاصة مع اقتراب كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030… لكن بعد يومين، عاد إليّ بموقف حاسم”.
الرد لم يكن مفاجئًا للركراكي، لكنه حمل قدراً من الاحترام، حيث قال يامال: “أشعر أنني إسباني، لقد لعبت مع المنتخب الإسباني منذ كنت صغيرًا”. وأكد مدرب “أسود الأطلس” أنه احترم قراره، واعتبر صدقه ورقيه في التعامل أمرًا يُحسب له، مضيفًا: “تمنيت له النجاح، لأنه كان نزيهًا معي من البداية”.
هذا التصريح يسلّط الضوء على واقع جديد يواجه المنتخبات ذات الجاليات الكبيرة في أوروبا، حيث لا يكفي الانتماء العرقي أو العاطفي لجذب اللاعبين مزدوجي الجنسية، بل تتداخل عوامل الهوية، التنشئة، وحتى الطموحات الرياضية.
لامين يامال، الذي لم يتجاوز عمره 17 عامًا، كتب اسمه ضمن قائمة أبرز النجوم الشباب في أوروبا، بعدما خاض 19 مباراة مع منتخب إسبانيا سجل خلالها 4 أهداف، وقدم 9 تمريرات حاسمة، وكان أحد مفاتيح التتويج بلقب كأس أمم أوروبا الأخيرة.
وبينما كان يامال يُبدع في ملاعب القارة العجوز، كانت أسماء مغربية أخرى تلمع في سماء المنتخب الوطني، مثل نصير مزراوي، أشرف حكيمي، براهيم دياز، وسفيان رحيمي، الذين يمثلون الجيل الجديد الطامح لكتابة صفحة مشرقة في تاريخ الكرة المغربية.
الركراكي، الذي تحدث بطلاقة باللغة الإسبانية خلال البرنامج، أظهر مرة أخرى قدرته على التواصل مع لاعبيه بلغاتهم الأم، وهي ميزة اكتسبها منذ أيامه في راسينغ سانتاندير بين 2004 و2007، ويُوظفها اليوم في قيادة مشروع مغربي طموح يتجه بثقة نحو مستقبل كروي واعد.