Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الزيارة التفقدية للفيفا.. خطوة حاسمة في سباق استضافة مونديال 2030

لا شك أن الزيارة التفقدية المرتقبة من قبل الفرق التقنية للاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” إلى المغرب وإسبانيا نهاية شهر شتنبر المقبل تحمل في طياتها أهمية بالغة في سباق استضافة كأس العالم 2030.

هذه الزيارة تمثل فرصة ذهبية أمام الدولتين لإثبات جديتهما واستعدادهما الكامل لاستضافة هذا الحدث الكروي الضخم، الذي يعد حلماً لكل دولة تسعى لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.

الزيارة المرتقبة تأتي في وقت حساس للغاية، حيث يتنافس الملف المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال مع ترشيحات أخرى، وعلى الرغم من أن ملف “يلا باموس” يعتبر الآن المرشح الأبرز، بفضل تقديمه لملف فني شامل ومتميز، إلا أن المنافسة لم تُحسم بعد. فكل خطوة وكل زيارة تقوم بها الفيفا تُعتبر بمثابة اختبار نهائي للقدرة التنظيمية والفنية للدول المتنافسة.

ومن الجدير بالذكر أن هذا الترشيح الثلاثي يحمل في طياته رسالة قوية عن التعاون العابر للحدود، فهو ليس مجرد عرض لاستضافة بطولة، بل هو تجسيد لشراكة استراتيجية بين دول تتقاسم تاريخاً وثقافةً مشتركة، وهذا التعاون يعكس رؤية مستقبلية تتجاوز حدود الرياضة لتشمل الأبعاد الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

لكن، في ظل هذا التفاؤل والحماس، يجب أن نكون واقعيين أيضاً. فالزيارة التقنية ليست مجرد بروتوكول، بل هي فرصة للفيفا لتقييم مدى جاهزية البنية التحتية والقدرات التنظيمية والاستعدادات اللوجستية.

فالفيفا ستفحص بعناية كل جانب من جوانب التحضير، من الملاعب إلى وسائل النقل والإقامة، بالإضافة إلى خطط الأمن والسلامة والخدمات للجماهير.

وبالتالي، فإن هذه الزيارة تمثل اختباراً حقيقياً لقدرة المغرب وإسبانيا والبرتغال على تقديم تجربة رياضية استثنائية. وكما هو معروف، فإن نجاح مثل هذه الأحداث لا يعتمد فقط على الخطط الموضوعة، بل على القدرة على التنفيذ الدقيق والفعال.

وبالنظر إلى المكانة التي يتمتع بها المغرب على الساحة الدولية، والتي تعززت بفضل السياسات الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، فإن النجاح في اجتياز هذا الاختبار سيكون بمثابة اعتراف عالمي بقدرة المغرب على المنافسة على أعلى المستويات.

فالمغرب لم يعد فقط مرشحاً لاستضافة كأس العالم، بل أصبح مثالاً للدولة التي تسعى بكل جدية وإصرار لتحقيق طموحاتها على الساحة الدولية.

ختاماً، يتطلع الجميع إلى نتائج هذه الزيارة وما ستسفر عنه من قرارات. فالأمل كبير، لكن العمل الجاد والمستمر هو الذي سيحدد في النهاية مصير هذا الترشيح. ونحن واثقون بأن المغرب، بشراكته مع إسبانيا والبرتغال، قادر على اجتياز هذا التحدي بنجاح وتحقيق حلم استضافة كأس العالم 2030.

Exit mobile version