Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

السينما الإفريقية بين ضعف التمويل الداخلي ورهان الاستقلالية عن الخارج

إذا لم تقم بإنتاج صور عن ذاتك وبنظرتك، فإن الآخرين سيتكفلون بذلك، ولكن تبعا لنظرتهم، ووفقا لمصالحهم”، بهذه العبارة المنسوبة إلى الفاعل السينمائي الراحل نور الدين الصايل، أطل المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة في الشاشة الكبيرة للمركب الثقافي للمدينة على زواره في حفل افتتاح دورته ال22، في ما يبدو أنه تلخيص للرسالة التي يراهن عليها، والمتمثلة أساسا في خدمة إفريقيا وقضاياها من بوابة الفن السابع.

ولعل من أبرز المعيقات التي تعترض الإنتاج السينمائي الإفريقي، مشكل التمويل الذي يحول دون تقديم إفريقيا إلى العالم بعيون مبدعيها دون الاضطرار إلى الاستفادة من تمويلات من خارج القارة بما يجعلها تابعة للجهات القائمة عليها ومتأثرة بخلفياتهم الأيديولوجية والسياسية أيضا.

سؤال تمويل الإنتاج السينمائي الإفريقي وعلاقته بالاستقلالية عن صناديق الدعم الأجنبية من خارج القارة حضر بقوة في فعاليات هذه الدورة المنظمة من 28 ماي إلى 4 يونيو المقبل، حيث تعددت الأصوات الداعية إلى أن لا يرتهن السينمائيون الأفارقة لتوجهات الجهات المانحة، فيكيفوا سيناريوهات أفلامهم بالشكل الذي يراعي توجهاتها ويضمن استفادتهم من دعمها.

رئيس مؤسسة مهرجان خريبكة السينمائي، السيد الحبيب المالكي، لفت بشكل صريح إلى هذه القضية في كلمته خلال افتتاح هذه الدورة، وهو يتحدث عن قدرة السينما على إثراء الثقافة الإفريقية وتقديمها إلى العالم من خلال، وبواسطة، المبدعين الأفارقة من حيث السيناريو والإخراج والإنتاج، لتساهم بالتالي في التطوير السياسي وتعزيز المشاركة في الشأن العام.

واعتبر السيد المالكي في هذا الصدد أن سؤال التمويل والإمكانيات والاحتضان للأعمال السينمائية سيكون مطروحا “خاصة إذا نحن توخينا إنتاجا سينمائيا حرا ومستقلا، برسائل متوجهة إلى المستقبل، وقادرة على مواجهة الهيمنة الثقافية الأجنبية”.

وفي ما يبدو أنها فكرة يتفق معها العديد من الفاعلين السينمائيين بالقارة، قال المخرج والناقد السينمائي، عبد الإله الجوهري، إن المبدعين الأفارقة يجدون فعلا الكثير من العنت لتمويل إنتاج أفلامهم على مستوى دولهم، ولذلك يلجؤون إلى الصناديق الغربية التي، وبحسب قوله، “لا يمكن أن تمول فيلما إفريقيا دون إملاء شروط”.

واعتبر الجوهري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المطلوب اليوم هو دعم إنتاج أفلام محلية أصيلة تمكن السينمائيين الأفارقة من إعطاء الصورة الحقيقية للقارة في أعمالهم، “عوض تقديم أفلام مصنوعة برؤية غربية”، معتبرا أن الأفلام الأصيلة هي التي يمكن أن تقود إلى العالمية.

الفكرة التي يتبناها الجوهري، طرحتها أيضا المخرجة المغربية، مريم أيت بلحوسين، التي اعتبرت في مداخلة في إطار الندوة الرئيسية للمهرجان حول موضوع “تمويل الإنتاج السينمائي في إفريقيا”، أن الاعتماد على دعم الصناديق الدولية لإنتاج أعمال سينمائية تعترضه إشكالية رئيسية تتمثل في ارتباط أغلب عمليات الدعم بالخلفيات الأيديولوجية للجهة الداعمة، وهو ما يطرح سؤال استقلالية صاحب العمل السينمائي عن توجهات الجهة الداعمة.

بدوره، يتشاطر الناقد السينمائي ورئيس الملتقيات السينمائية الدولية لدكار بالسنغال، كاسي ماغيي، هذه الفكرة

Exit mobile version