Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

“الضغط السياسي” يُخرج المغرب من كأس العرب

أجمع متتبعون على أن “الضغط السياسي” الذي رافق مباراة المغرب و الجزائر في كأس العرب “فيفا”، عجل بخروج المنتخب المغربي الرديف من الكأس العربية، وكشفت المعطيات التي حامت حول المباراة على أن الشحن “السياسي” و الإعلامي للمباراة الكروية تسبب في فقدان لاعبي المنتخب للتركيز المطلوب، كما ساهم النزول المفاجئ لفوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم و الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، في إرباك لاعبي المنتخب و تحميل المباراة ما لا تحتمل، من خلال حضوره للحصة التدريبية الأخيرة للمنتخب والتوجه لهم بخطاب وسط الملعب ينبه فيه الى ضرورة الفوز، وإصراره على مرافقة المنتخب في الحافلة المتوجهة لملعب المباراة ضد المنتخب الجزائري، الأمر الذي أكده الحسين عموتة مدرب المنتخب المغربي الرديف، بالقول أن ” تركيز اللاعبين كان مشتتا في جميع الخطوط”، قائلا ” أظن أنهم كانوا يركزون مع أشياء أخرى بعيدا عن رقعة الميدان بسبب حجم المباراة وقيمتها”، موضحا “عانينا من مشاكل عديدة كالتسرع وسوء التمركز، وهذا من المحتمل أن يكون بسبب الضغط النفسي”.
وأكد اللاعب بدر بانون في اشارة الى الضغط السياسي للمباراة ” قائلا ” لم ننهزم بسبب العامل الذهني، رفاقي لهم من الخبرة ما يكفي لخوض مواجهات كبيرة كلقاء الجزائر وتسييرها بشكل جيد، وأظن أن الخبرة لم تكن السبب وراء الهزيمة بل غياب التركيز، كما استغرب عموتة من فقدان اللاعبين للتركيز مؤكدا ان الضغط النفسي كان عاملا وراء التسرع في اللعب و غياب التركيز”.

و انهزم المنتخب المغربي الرديف لكرة القدم أمام المنتخب الجزائري بالضربات الترجيحية ، في اللقاء الذي جمعهما مساء السبت على أرضية ملعب الثمامة بالدوحة، برسم دور ربع نهاية كأس العرب العاشرة المقامة حاليا بقطر،
وبلغ المنتخب الوطني دور الربع، بعدما أنهى دور المجموعات في صدارة ترتيب المجموعة الثالثة بالعلامة الكاملة (تسع نقط) ، متقدما على منتخب الأردن بست نقاط، ومرت المباراة ، التي شهدت حضورا جماهيريا مغربيا مكثفا قدر بحوالي عشرة آلاف متفرج، في بدايتها بفترة جس النبض لم تتعدى الثواني، تفادى خلالها الجانبين المغربي والجزائري أي مغامرة أو اندفاع قد تأتي بنتيجة عكسية، بيد أن هذه هذه المرحلة لم تدم طويلا ،حيث بادرت العناصر الوطنية إلى بناء عملية هجومية سريعة أحبطها الدفاع الجزائري، الذي رد بالمثل لكن دون أن يشكل ذلك خطورة على مرمى الحارس الزنيتي، ومع مرور الدقائق وأمام الضغط الذي بدأ يمارسه الفريق الجزائري على خط دفاع نظيره المغربي، الذي بدى عليه بعض الإرتباك مع البداية ، والذي ربما فرضه ضغط الديربي المغاربي على عادته، طغت التمريرات الخاطئة على خط وسط ميدان الأسود كان يستغلها الجزائريون لبناء مرتدات هجومية أصبحت مع مرور الوقت تشكل تهديدا حقيقيا على مرمى الزنيتي.
وكان المنتخب الجزائري قاب قوسين أو أدنى من افتتاح حصة التسجيل بعد مرور دقيقتين فقط عن بداية الشوط الثاني، بعد ثنائية حطت الكرة على إثرها أمام ياسين الإبراهيمي الذي انتهت قذفته في يد الحارس الزنيتي، ولم تتوقفت هجمات أصدقاء الحارس مبولحي عند هذا الحد بل كادت إحداها أن تسفر عن هدف في الدقيقة 49، فيما استمرت العناصر الوطنية في ارتكاب أخطاء الصد والرد، وضد مجريات اللعب، أعلن الحكم البرازيلي ويلتون سامبايو عن ضربة جزاء بعد عرقلة محمد الشيبي للاعب بلايلي ، نفذها ياسين الإبراهيمي بنجاح في الدقيقة 62، لكن لم تمر سوى دقيقتين عن الهدف الجزائري حتى أعاد محمد الناهيري الأمور إلى نصابها من جديد بعد تلقيه كرة مركزة من رجل عبد الإله الحافيظي إثر ضربة خطأ حرة أسكنها شباك الحارس مبولحي (د 64).
وألهب الهدف حماس الجماهير المغربية ،التي أضفى عليها الحضور النسوي نكهة خاصة، بعدما بدأ الشك يدب في نفوسها بعد فترة الفراغ التي مر منها الفريق الوطني في الشوط الأول، وحركت مزاميرها وطبولها ولوحت بأعلامها مؤازة للأسود طمعا في تسجيل هدف الإمتياز.
وراحت المباراة إلى الشوطين الإضافين بعد فشل المنتخبين المغربي والجزائري في حسم اللقاء في وقته الأصلي الذي انتهى بالتعادل 1-1، مع تفوق واضح للعناصر الجزائرية طوال الربع ساعة الأخير، رغم محاولات العناصر الوطنية الجادة للعودة إلى الإمساك بزمام الأمور.
وكانت عبارة المغرب والجزائر”خاوة”، العبارة التي تتردد على شفاه غالبية المشجعين الذين حجوا إلى ملعب الثمامة بالعاصمة القطرية الدوحة الذي يستعد لاستضافة مباراة الديربي المغاربي بين المنتخبين المغربي والجزائري، مساء اليوم السبت، برسم ربع نهاية كاس العرب لكرة القدم (قطر2021، ولا يتردد أي مشجع تصادفه في باحة الملعب أو إحدى مرافقه ،لحظة واحدة، في الترحيب بك، لاسيما عندما يتيقن بأنه أمام مغربي يحذوه نفس الشغف بهذا العرس الرياضي المغاربي الكبير، مودعا إياك ب”دايما خاوة”.
ويولي غالبية الجزائريين الذين تلتقي بهم كما المغاربة، اهتماما كبيرا لهذه المباراة الحماسية والحاسمة بالنسبة إليهم حتى أنه وبعد وقت وجيز من الشروع في الحديث، الذي يتسم بالجدية، يستعملون أرقى العبارات حول هذا الديربي الذي طال انتظاره، وبملعب الثمامة تلفت نظرك في مكان مجهز بكراسي بيضاء، بعدما حددت اللجنة المنظمة القطرية الكراسي الحمراء للمشجعين المغاربة والخضراء منها لنظرائهم الجزائريين، “في حياد تام للون والنوايا” العلمان المغربي والجزائري جنبا إلى جنب في عناق لمن يحملانهما ، تعبيرا بل إصرارا على جعل مباراة اليوم محددة في إطارها الرياضي وتحت شعار “خاوة” والفوز لمن يستحق.

Exit mobile version