Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الضغوط النفسية للانتقال من الطفولة إلى البلوغ

سناء البوعزاوي
لا شك أن كل أم لها ابنة في مرحلة البلوغ أو تستعد للدخول لها ، تحتار عن الكيفية المناسبة أو الطريقة الصحيحةلتفاتحها في الموضوع ، أو تشرح لها ما ينتظرها دون ترهيب أو تنفير و لا تضخيم للأمر ، بل الطريقة المثلى التي سنوضحها في مقالنا هذا ، هي جعلها مناسبة سعيدة ، تكون خلالها البنت متأهبة نفسيا و فكريا ، و جسميا لإستقبال هذا الحدث الجديد في حياتها ، و هذا التغيير الملموس في الشكل و الأحاسيس سواء بالنسبة للذكر أو الأنثى !
وسنحاول هاته المرة التركيز أكثر على شريحة الفتيات ، و المشاعر التي تصاحب هاته النقلة النوعية من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ.
بادئذي بدءيجب على كل أم أن تتحرى الوقت المناسبو تعرف متى تفاتح ابنتها في هذا الموضوع الحساس نوعا ما ، لكي تكون برعمتها في سن يستوعب ماذا ستقول الأم ، و يكون العقل ناضجا بعض الشيء لفهم و استساغة الكلام ، لهذا فالخبراء و المتخصصين في علم النفس ، يحددون سن التاسعة من العمر ، للبوح و الخوض في الموضوع ،و يضيفون أن الطريقة التي ستستقبل بها الأسرة هذا الحدث ، سيبقى راسخا في ذهن و نفسية الطفلة-الشابة فمهم جدا أن تصنع لها ذكرى طيبة تحس من خلالها الأمان و الدعم النفسي وأن تلمس فرحتهم بوصولها لفترة البلوغ وذلك بإهدائها بعض الهدايا البسيطة التي ستخرجها من الخجل إلى الإحتواء .
من جانب آخر ، هنالك بعض الأمهات يخطئن في تمرير المعلومة ، بل و في بعض الأحيان يبالغن في وصف تلك الفترة ، مما يصيب الفتاة باضطهاد نفسي ، و رفض تام لإستقبال هاته المرحلة الحتمية ، فتصبح المشاعر مختلطة بالخوف و الإحراج ، و القلق ، ناهيك عن بعض الأمهات اللاتي لا يتكلمن البثة مع بناتهم عن هذا الجانب ، تناسيا منهن أو خجلا من التطرق للموضوع ككل ، فتصدم الطفلة بواقع لم يحدثها أحد من قبل عنه ، بل و تشعر بالإستياء ، أو تحس باقتراف ذنب ! لأن الموضوع ككل هو مرهب و مرعب و مفزع ، إذا لم توضع له أرضية و تهيئة نفسية من قبل .
أول خطوة في اصطحاب فلذة كبدك للدخول في هاته المرحة هي تعزيز الإحساس بالإنتماء الإجتماعي ، و يتأتى ذلك بطمأنتها ، وإخبارها أن مرحلة البلوغ أمر طبيعي جدا، و سوف يحدث لكل بنت في سنها من صديقاتها و زميلاتها في المدرسة ، فهاته الخطوة ستهدئ من روعها و خوفها ، و إحساسها بالإغتراب .
ثانيا من المهم جدا التحدث عن أعراض الدورة الشهرية، و الألم”الخفيف” الذي قد تصادفه ، مسرعة إلى التوضيح أن هناك حلول ناجعة للتخفيف منه كاحتساء المشروبات الساخنة ، أو ممارسة الرياضات الخفيفة للزيادة في تنشيط الدورة الدموية،
ثالثا؛ من الضروري أن تؤكد الأم على النظافة الشخصية للبنت وتعلمها الكيفية السليمة لذلك، و ضرورة التوفر على لوازمها داخل و خارج البيت على طول مدة الحيض ، وأن هاذا الأمر لا يترك المجال لأحد أن يكتشف هذا الأمر ! فتبقى البنت محتفظة على خصوصيتها بشكل طبيعي دون أي إحراج.
رابعا ، وهذا الشق مهم جد ، تتغافل عنه الكثيرات، من الفتيات و الأمهات ، ألا وهو التغذية الصحية المناسبة لهاته الفترة ، فكما يعلم الجميع أن الجسم يفقد كمية كبيرة جدا من الدم ، و من المهم بل من الضروري تعويضه من خلال تناول غذاء صحي وغني بالحديد والذي يتواجد خصوصا في اللحوم الحمراء والخضراوات ذات اللون الأخضر بالخصوص.
ويرى الباحثون في نتائج دراستهم دليلا قاطعاعلى ضرورة تجنب المشروبات السكرية، وعدم تجاهل تداعياتها على الصحة وتأثيرها على بدء سن البلوغ؛ حيث أن استهلاك المشروبات المحلّاة،من الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى بلوغ الفتيات في سن أبكر…فتتفاجأ الأم بأن ابنتها صارت بالغة وبدأت عندها الدورة الشهرية، رغم أن عمر الفتاة لا يتجاوز 10 سنوات. حيث بدأ سن البلوغ لدى الفتيات بالانخفاض منذ مائة عام بشكل مطرد. وفيما كان سن البلوغ لدى الفتيات في القرن التاسع عشر يتراوح بين سن 12 و18 عاما، أصبح الآن أبكر بشكل مطرد!
و ختامافمن المهم جداً أن نتحدث عن هذا الأمر بفرح حقيقي، و نجيب عن جميع الأسئلة التي تطرحها بكل شفافية و وضوح، و دون خجل أو إحراج، لأنه شئنا أم أبينا،فالبنت ستلقى إجابة على أسئلتها المطروحة لكن ربما بطريقة غير صحيحة، و من الشخص الغلط ، ومن الواجب أيضا أن نستقبل الحدث أول مرة على أنه حدث جميل في حياة الفتاة، وليس على أنه مأساة عصيبة، فكما أخذنا بيد فلذة كبدنا و هي طفلة صفيرة لتخطو أولى خطواتها ، فمن الضروري أن نساعدها على تخطي أولى خطاها للدخول في عالم البلوغ ، و لنصنع لها ذكرى طيبة لهذا الحدث الجديد في حياتها لتظل ذكرى جميلة في أرشيف حياتها المستقبلية تبدأ بها حياة متوازنة كأنثى و كسيدة مستقبل ناجحة و متوازنة .

Exit mobile version