Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

“العش” أو”راس لافوكا”..المهم هو التألق..

محمد عفري
ليس من السهل أن تتوفق في مهمة أنيطت بك في آخر الدقائق، إلا إذا كنت متمكنا رصينا وذا ثقة في النفس..
تبدو الأمور عادية أن يقوم أحدهم مكانك، في مهمتك، هنيهة وينجح؛ لأنه فقط طبق تعليماتك بالحرف وكفى؛ لكنها غير عادية، إذا كان هذا الذي عوّضك؛ على درجة عليا من الدقة في تنفيذ الأوامر ..
عادة ما يحتفظ كبار الضباط في بنك احتياطاتهم، بالأشاوس من الرجال إلى الدقائق الحاسمة في الحرب لتنفيد أدق الخطط من أجل النصر، وعادة ما يخوض الضباط الحرب بأريحية؛ وهم متأكدون من النصر، لأن بجانبهم ضباط صف؛ ملهمون، مخلصون ومدققون في التنفيذ بمعية جنود اوفياء في تطبيق الأوامر بطبيعة..
ذلك ما تم بالكمال، ودلك ما قام به رشيد بنمحمود في قيادة “كتيبة” الركراكي إلى الفوز وتصدر المجموعة، والمدرب الرئيس”، غائب بالكره بحكم فجائي أصدرته لجنة الانضباط والاخلاقيات بالاتحاد الافريقي لكرة القدم، قبيل ساعات فقط من مباراة المغرب- زامبيا..
لدلك، ومهما كان، سيحسب لرشيد بنمحمود، مساعد مدرب المنتخب الوطني، الانتصار بالطريقة المشوقة والنتيجة الصغيرة الدي حققه الأسود في ثالث جولات المجموعة السادسة من منافسات كأس إفريقيا للأمم “كان 2023″التي تستضيفها كوت ديفوار إلى الحادي عشر من فبراير الوشيك.
ستدخل هاته النتيجة التي بوأت منتخب الأسود ترتيب هده المجموعة بسبع نقط، ولاقته مع منتخب جنوب فريقيا ثاني ترتيب المجموعة الخامسة الثلثاء المقبل، في سجل هدا المدرب الكبير الدي يعرفه “عامية” المغاربة أنه مدربا مساعدا وكفى، يساعد الركراكي، فقط، في إحماء اللاعبين، أو يغيرهم إن تغيروا أو يقف إلى جانب من أصيب منهم وينصت معهم إلى نصائح المدرب الأول، و يطبق و إياهم تعليماته بحذافيرها، كانه “عبد” والركراكي “سيد”. كلا..
مساعدة المدرب، لا تُسقط أبدا عن المدرب المساعد صفة مدرب، هو الأخر، لأنه بدوره، لا بد و ان يكون جمع بين الحسنين، على الأقل، أي ممارسة كرة القدم على أعلى مستوى، في الفرق والمنتخبات الوطنية، ثم النهل من معارفها وعلمها عبر برامج التكوين والتأهيل والتخصص، على يد كبار المدربين والمؤطرين، ثم الحصول على شهادات التأهيل التي تفتح له باب العمل والتألق..
رشيد بنمحمود الدي يعرفه القلة من المغاربة بلقب ” العش” الدي لازمه منذ طفولته في ” السوق التحتي”، مسقط راسه، بالمدينة القديمة للرباط، مرورا بحي حي الاوداية التاريخي، السياحي، ورافقه إلى سلا مع فريقها الجمعية وفريق القرض الفلاحي، ثم “السبورتينغ” وإلى فرق عدة بالاحتراف بدولة الإمارات، هو المدرب الدي وقف في دكة احتياط المنتخب المغربي ضد زامبيا مساء اول أمس الأربعاء، هو الدي تحمل مسؤولية تطبيق التعليمات للمدرب الركراكي، هو الدي ظل لأكثر من تسعين دقيقة من تلك الدكة يسير ويوجه وينصح و يؤاخذ و يعاتب ويمدح و يحفز. بالفعل والقول كان حضور تعليمات المدرب الأول الركراكي أو “راس لا فوكا”، كما يحلو له إطلاقها عليه، حضورا لافتا، لكن لا بد من التأكيد على أن لمسة “العش” هي الأخرى، كانت حاضرة وملموسة مؤثرة على الجانب النفسي والتكتيكي للاعبين، حيث نجح في بثها حماسا في نفوس اللاعبين، لتكون النتيجة واحدة هي الانتصار وتصدر المجموعة. بمعنى أخر، إن غاب الركراكي عن الدكة حضر بنمحمود ونجحت المهمة، ودلك هو المبتغى..
الانتصار على زامبيا في ثالث الجولات وتصدر المجموعة السادسة فخر للمغاربة وفخر لرشيد بنمحمود الدي نتصوره مدربا رئيسيا في المستقبل القريب، إد لا يعقل أن يظل حبيس مسؤولية المساعد، وهو في أوج العطاء..

Exit mobile version