Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

العَيطة علِيك آ أخنوش!!

محمد عفري

نادى المنادي، بين دقيقة وحين، وكانت الاستجابة سريعة، وقيل يا سياسة أَخْرِجي السيد عزيز بن أوالحاج من ” تقية” التقنراط وأدخِلِيه في جبة الحزب، رئيسًا لأسراب الحمائم بعد ما نتفت الزلات ريش مزوار في 2016. نادى المنادي، مرة ثانية، بعد خمس سنوات وقيل مساء الأربعاء ثامن شتنبر 2021، يا انتخابات ابلعي كل الألوان والأطياف، وقضي الأمر، واستوت على الصناديق، “أخنوش ووليداتو حتى “جوقة ” ماغلباتو”..
وكانت العَيْطة عْلِيك آأخنوش..
وكأني بها “العيطة” التي كانت قبل 20 سنة ونيف، حينما أفرزت الظرفيةُ قبل صناديق الانتخابات حكومة التناوب، ونودي على الراحل المغوار السّي عبد الرحمان اليوسفي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، في زمن شخَّص فيه الراحلُ الحسن الثاني المغرب بالمهدد بالسكتة القلبية، وشتان بين المرحلتين وبين “العيطتين” وبين الرجلين.
وكم كانت غبطة المغاربة قاطبة كبيرة على “عيطة” المرحوم اليوسفي آنذاك، لتشكيل حكومته في ظرفية كان الوطن والمواطنون يضعون فيهما (اليوسفي وحكومته) كبير الثقة والآمال لقيادة البلاد إلى تحول ديمقراطي لا رجعة منه وإلى ازدهار اجتماعي عبر إقلاع اقتصادي وفكري وثقافي وحقوقي لا مناص منه.
أذكر أن الفنانة الراحلة ثريا جبران جسدت باسم كل الشعب المغربي هذه الآمال، وهي تقف في 2001 على ركح قاعة ثريا السقاط بحي البطحاء، بجماعة المعاريف تعرض العرض الأول لمسرحيتها “العيطة عليك” التي تمثل جزءًا من سيرة الفنان بوشعيب البيضاوي وفن العيطة. كنت جد محظوظ أن أحضر رفقة الأستاذ أحمد صبري شافاه الله، وزملاء وأصدقاء من عالم الثقافة والإعلام والفن هذا العرض الذي ألفه الزميل والأخ الأستاذ محمد بهجاجي وأخرجه المحترم الاستاذ عبد الواحد عوزري وأبدعا فيه رفقة الراحلة “الثريا” وآخرين، وكان بحضور عبد الرحمان اليوسفي الوزير الأول رحمه الله، والعديد من المسؤولين في الحزب والحكومة. كنت شاهدا على الخروج النوعي الجميل والمعبر، عن النص، لثريا جبران، حين تقدمت خلال مشهد مؤديةً مونولوغًا، ولا أروع، “العيطة عليك آاليوسفي”. كان الجواب سريعا من القاعة التي اهتزت تصفيقا وصفيرا وآهات وزغاريد تعبر عن آمال كل الشعب في اليوسفي، رحمه الله والمراحيم من حكومته تلك.
لسنا في حاجة إلى بعث ثريا جبران تغمدها الله لتقولها، لكننا مجبرون على تكرارها “العيطة عليك آعزيز أخنوش..” والآمال معقودة عليك..
“العيطة عليك”، والحكومة في طور التشكيل على يديك وبمفاوضاتك، وأنت الذي ظللت محط شبهات تهم حالة التنافي بين الصفة الحكومية ومسؤولية “العمدة” في أكادير والاستثمار الخاص، قبل أن تتخلى عنه (يوما بعد الفوز)، بل محط اتهام بالتلاعب بملف الدعم الحكومي لقطاع المحروقات، اتهام لا يحتاج إلى أدلة، وإلا كيف يمكن تفسير تمسك سياسيين ونواب ومدونين وصحافيين بصك هذا الاتهام، بل كيف يمكن تفسير قنوات دولية سارعت إلى إدراج الشبهة غداة فوز “الزعيم” وحزب ذات الزعيم في خانة بورتري الفائز..
“العيطة عليك”، وأنت المستهدف بقرار المقاطعة الذي أعلنه المغاربة عبر الأنترنيت في ربيع 2018 وشددوا عليه في أبريل من ذات السنة، احتجاجا على ارتفاع الأسعار، والمغرب الأخضر على مسؤوليتك، كما هي شركات البنزين، وامتعاضا من شركات الحليب والماء المعدني وغيرها..
” العيطة عليك” وأنت الذي أغدقت على المواطنين بالشعارات الفضفاضة والمغرّرة، تارة أنك أنت وحزبك، دون غيركما “أغاراس”، أي (معقول)، وتارة بـ”تستاهل أحسن”، أي (تستحقون الأفضل)، بل أنت الذي أطلقت وحزبك العنان للوعود “الجياشة” المسيلة للعاب المغاربة، كما هو الشأن بالنسبة للتغطية الاجتماعية والواجب الشهري للمحتاجين والفقراء، وغيرها من الوعود التي لو تم تطبيق النزر القليل منها، لانتقل المغرب بسرعة رقمية، إلى مغرب مزدهر في التشغيل والصحة والتعليم والاستثمار، وكم يؤسفني أنك لم تَهْتَدِ إلى ذات الوعود وأنت أقوى الوزراء وأغناهم في تجاربك الوزارية السابقة، كـ”تقنقراط” تارة وكـ”محزب” تارة أخرى..
“العيطة عليك آأخنوش” والمغرب والمغاربة ينتظرون، بفارغ الصبر، إطلاق سراح قانون “من أين لك هذا” و”أين الثروة”، أي قانون الإثراء غير المشروع الذي تم تجميده، قرابة خمس سنوات، في ثلاجة البرلمان على عهد حكومتين متتاليتين، دون المصادقة عليه.
لتكون أفضل ممن سبقوك، نتوسم فيك خيرا أخنوش، أن تعجّل بخروج هذا القانون الذي سيساهم جهرا في محاربة الفساد، حيث يطبَّق على 110 آلاف من الموظفين ممن يخضعون للتصريح الضريبي، وعلى مئات كبار الأثرياء الذين يكدسون الثروات دون التزام ضريبي. أما إذا ظل التلكؤ في إخراج هذا القانون إلى الواقع فسنفهم جدا لماذا تم فصل ثروتك وتسييرها عن تحمل مسؤولية رئاسة الحكومة.

Exit mobile version