Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الـمُوبِقات السَّبع لِحُكومة أخنوش

محمد فارس

نبدأ بسؤال مهمّ وهو: هل لنا حكومة في هذا البلد؟ الجواب: كلاّ! لكن ما هي الحكومة؟ للْحكومة معْنيان: المعنى المشخّص، والمعنى المجرّد، وإليكَ تفصيلَ ذلك.. الحكومةُ بالمعنى المشخّص، هي الهيئةُ المؤلّفةُ من الأفراد الذين يقومون بتدبير شؤون الدولة: كرئيس الحكومة، والوزراء، وسائر الموظفين، وتسمّى هذه الهيئة بالسّلطة التنفيذية، وهي شخصٌ معنوي له سلطة الأمر والنّهي.. والحكومةُ بالمعنى المجرّد، هي الحكم، والسياسة، كما في قولنا: الأصلُ في الحكومة تحقيقُ مطالب الشّعب، ورعاية مصالح المواطنين، وحفْظ حقوقهم، والحرص على أمنِهم أو كما يقول [جون لوك]: الحكومة هي الحارسُ الليلي لحقوق ومصالحِ المواطنين.. وهنا نعود لنسأل: هل لنا حكومة تقوم بهذا العمل؟ هل لمسْنا أثرًا في حماية مصالح وحقوق المواطنين؟ هل رأيناها تتّخذُ قرارات صارمة تجاه فضائحَ أزكَمت الأنوفَ وتحدّثتْ بشأنها الأُلوفُ في الدّاخل والخارج؟ الجواب: أبدًا، لم يحدُثْ!
ماذا فعلتْ هذه الحكومة عندما تفجّرت فضيحة دبلوماسيين في دولة [كولومبيا] وسُرقت منهم وثائق مهمّة وسرّية من طرف بائعات الهوى؟ هؤلاء الذين يخدُمون مصالحَ الوطن في الخارج، لو كانوا خدّام البلاد حقّا وصدقًا، لـمَا رأيتَ دولاً تعترف اليوم بمغربية الصحراء، وغدًا تستقبل ممثّلين انفصاليين، وتعترف بهم؛ لو كان لنا دبلوماسيون حقيقيون، ووطنيون صادقون لما حصل ذلك في كذا دولة، ولكن فضيحة [كولومبيا] أظهرتْ لنا وبالدّليل نوعية الأشخاص المتواجدين بسفاراتِنا وقنصلياتِنا بالخارج، يكلّفوننا المليارات بلا جدوى، لكن ماذا فعلتِ الحكومة؟ لا شيء! ثم ماذا؟ بعد أيام قليلة على فضيحة [كولومبيا]، تفجّرت فضيحةٌ أخرى استغلّها الخصومُ للنّيل منّا وهي فضيحة الاغتصابات والتّحرشات الجنسية في سفارة أجنبية وكان ضحاياها نساء مغربيات، وهو ما يذكّر بما حصلَ في سجن [أبوغريب] في (العراق) خلال الاحتلال الأمريكي لهذا البلد؛ فماذا فعلتْ حكومة [أخنوش]؟ لا شيء! والأمر يتعلّق بعرضنا وشرفنا وكرامتنا..
قد يتساءل القارئ الكريم قائلا: هل هناك المزيد من الموبقات؟ الجواب: نعم! بعد هذه الفضيحة الشعْواء، اقتُرفت جريمة نكراء، حيث تمّ إخراجُ سكّان [أولاد العياشي] من بيوتهم ظلمًا وعدوانًا، وصاروا يبيتون في العراء همْ وأطفالهم بعدما كانوا آمنين في منازلهم.. بعد هذه (الموبقة)، تلتْها (موبقة) أخرى تتمثّل في محاولة مصادرة الأراضي القبلية في الصّحراء، ممّا أثار غضب السّكان هناك، ونحن نكافحُ والحالةُ هذه، من أجل وحْدتنا التّرابية، وخصومُنا يستَخدِمون هذه (الموبقات) ضدّنا عبر وسائل الإعلام، وفي المحافل الدولية.. ثمّ ماذا؟ حاول المغتصبون الاستيلاء على (95) هكتارًا في ناحية [مولاي بوسلهام]، ممّا أثار غضب السكان هناك، وهو ما يذكّر بقضية [النّجاعي] في (سوق الثلاثاء الغرب) أواسطَ الستينيات، فسالت دماء هناك، والسّؤال هو: ماذا فعلتِ الحكومة تجاهَ هذه المظالم التي طالتِ الأرض، والعرض، والشرف؟ الجواب: لا شيء!
بعد هذه (الموبقات) الخمس، أتتِ (الموبقة) السادسة، وتمثّلت في مهرجان [الرّاب] الدّاعر لمغنٍّ فاجر، وخلال هذا المهرجان الذي سمَّوه [بولڤار]، عرف رذائلَ شتّى من حشيش، وعُرْي، وكلام فاسِق، وخدْش للحياء العام، أُنفِقَت عليه من (بيت مال المسلمين) [08] ملايير، احتَشد حول هذا [الرّابور] الفاسق، جمهورٌ من الفاسقين، وعبدة الشيطان، والمثْليين، والمجرمين، وكافة التافهين، وكأنّ المغاربةَ كانوا بحاجة إلى هذا الفسق، وهذا التّبذير المفرِط.. وأخيرًا جاءت (الموبقة) السابعة التي دلَّلت على أنّ [المغرب] لا حكومةَ له على الإطلاق، بل حكومة شكْلية، وهذه (الموبقة) السّابعة هي من أخطر الموبقات، كيف ذلك؟ قامت شركة (طوطال إينيرجي) الفرنسية، بإفراغ خزّانات الوقود ببلادنا، ونقل الوقود من [المغرب] إلى [فرنسا] لحلّ مشْكلة المحروقات هناك، فما حركَت الحكومة ساكنًا، ولا أصدَرت بيانا في الموضوع، ولا هي قامت بدورِها كحُكومة في هذا البلد، لماذا؟ لأنّها ليست حكومة، بل زُمْرة من التجار، والباعة، والسماسرة؛ فهؤلاء ليسوا بسياسيين، ولا هم بوطنيين، ولن يتورّعوا في بيْع البلد بِرُمّته، فهم الآن يبيعونه بالتّقسيط، وسوف يأتي يوم ليبيعوا [المغربَ] بالجملة، فهؤلاء يمثّلون خطرًا على البشر، والحجر، وعلى الأخلاق والقيم، والدين؛ فهم يسيرون بالبلاد نحو الهاوية، فمن ينقذُ هذا البلد المنكوب؟!

Exit mobile version