Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

القانون الدولي يخضع للون العيون الخالص

إدريس عدار
خلف كل حرب مسلحة تقع حروب خفية لا يستوعبها كثيرون. في الحرب الروسية الأوكرانية هناك حرب أخرى غير فرقعة “البارود”. لقد اكشتفنا أن القانون الدولي يخضع للون العيون. كي تحظى بتنفيذه لصالحك ينبغي أن تكون عيونك زرق. وأظهرت الحرب كمية العنصرية لدى العديد من المسؤولين في الغرب وكذلك الإعلاميين، الذين تعاملوا بحقارة كبيرة مع الموضوع. مراسل قناة دولية يقول على المباشر إن أوكرانيا بلد متحضر لا ينبغي أن تقع فيه الحرب فهو ليس مثل العراق وأفغانستان.
رئيس وزراء هنغاريا قال إننا سنستقبل جميع اللاجئين الأوكرانيين لأنهم متحضرون ومتعلمون وليسوا مثل اللاجئين من بلدان أخرى.
لون العيون هنا حاكم ومعيار للتضامن بل لفرض العقوبات وغيرها.
الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، الذي عاقب لاعبين تضامنوا مع فلسطين نهاية المقابلة وعاقب الفرق التي ينتمون إليها، مبررا ذلك بأنه لا ينبغي مزج السياسة بالرياضة، هو نفسه اليوم يفرض عقوبات على روسيا ويحرمها من المشاركة في مونديال قطر في حال إذا تأهلت، كما تم حرمان فرق روسية من المشاركة في المباريات الدولية. والتعليل: أن روسيا هاجمت أوكرانيا.
لكن الولايات المتحدة الأمريكية هاجمت العراق ودمرت بنياته التحتية ولم يتم التعامل معها بهذه الطريقة، وما زالت تقيم قواعد عسكرية خارج القانون الدولي في شمال سوريا، ولم يتم حرمانها من ذلك.
تركيا أردوغان تحتل مناطق شاسعة بالعراق وتقيم عشرات القواعد العسكرية بدعوى محاربة البي كا كا ولم يتم حرمانها من ذلك.
يتدخلون ويقيمون الدنيا عندما يكون الضحية صاحب عيون زرق. أما إذا كان ببشرة قمحية أو سوداء فهو لا يعني المنتظم الدولي وفي أقصى الحالات يعبر الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه.
عندما يكون الضحية أزرق العيون يبيحون له ما لا يبيحون لغيره. المقاومة في فلسطين لدى هؤلاء تعتبر منظمات إرهابية. لكن في أوكرانيا تعتبر مقاومة وينبغي تسليحها وبدؤوا في ذلك. أكثر من ذلك هناك دولا سنت قوانين للسماح لمواطنيها للالتحاق بساحات القتال.
الفرق كبير بين أن تكون أزرق العيون وأسود الشعر. حتى الصحافة العربية اهتمت بمواطن أوكراني يسلم بنتيه لمواطنة على الحدود مع بولونيا. وتقديم المشهد الإنساني المؤلم. قبلها بأيام قليلة كانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بتعذيب فتى فلسطيني مصاب بمتلازمة داون. لم تجد تلك الصورة طريقها للانتشار.
يمكن تسميته أيضا بحلف شمال الأطلسي لكرة القدم.
العيون الزرق أيضا لا تنفع إن اختلطت بثقافات غير أوروبية. نموذج ذلك الحرب في البوسنة والهرسك والتي عرفت مذابح لا حصر لها تحت أعين الغرب وحراسته ودعمه.
المعضلة اليوم أن الإعلام بما أنه وظيفي استطاع توجيه الرأي العام نحو تعاطف من هذا النوع حتى من غير أصحاب العيون الزرق. حتى الذين كانوا ضحايا القانون الدولي يدافعون عنه اليوم.

Exit mobile version