أيقظت قضية مقتل الطفلة “نعيمة“، قصة غفل عنها الكثيرون، وأعادت إلى الواجهة قصة بسببها أزهقت أرواح كثيرة، هي قصة البحث عن “الكنز المدفون”، كنوز مدفونة تحت الأرض “منسية”، أرهقت الكثيرين في البحث عنها وأسالت لعاب العديد من هواتها.
ومن المعلوم أن المنقبون عن الكنوز “التح-أرضية” أو عصابات الكنوز، عهدوا اللجوء لطرق عدة تسهل عملية البحث، لعل أبرزها استغلال أطفال بمواصفات جسدية معينة، خاصة شكل العين وراحة اليد، والذين يعرفون باسم “الزوهريين”.
ويزعم العديد منهم أنهم يحصلون على معلومات بشأن وجود “الكنز المدفون”، بفضل تواصل مع أحد المشعوذين الذي يقوم بإرشادهم إلى مكان الكنز “المزعوم”، وذلك بالاستناد إلى وصفات وجلسات وطلاسم سحرية قادته إلى مكان الكنز، وفق الموقوفين.
وأشار عدد من الباحثين في هذا السياق أن ظاهرة البحث عن الكنوز “ارتبطت في المغرب باعتقادات غيبية يكشف عنها ساحر أو مشعوذ للراغبين في الثراء السهل، إما بطلاسم سحرية أو بوعود اقتسام الثروة المدفونة، أو بتعقب آثار عائلات ثرية عريقة، خاصة اليهود الذين غادروا البلاد، أو مخلفات أمم ودول سابقة حكمت المملكة، وغالبا ما يتم مزج كل هذا بضرورة إحضار طفل “زوهري” تتم الاستعانة به أو بدمائه لتسهيل العثور على الكنوز بعد الإفراج عنها من طرف حراسها من الجن، بحسب معتقدات هؤلاء المشعوذين وعصابات الكنوز”.
ولعل الطمع كان أبرز الأسباب التي دفعت عصابات الكنوز للقيام بجرائمهم، إذ لم تردعهم قط ضمائرهم في قتل أرواح أطفال أبرياء لإيجاد الكنز المدفون، ويتعين أن يكون الطفل الذي يُستخدم في استخراج الكنوز المدفونة “زوهريا”، ومن علاماته الرئيسية خط طولي غير متعرج يقسم اللسان، وأيضا خط عرضي في يد الطفل، وحَوَل خفيف بالعين، ما يجعل الطفل ينعت بالزوهري، ومن ثم لا يعترض الجن المكلفون بحراسة الكنوز طريق هذا الزوهري.
ويتعيّن وضع تميمة في كف الطفل الزهري، ثم يمشي مترجلاً إلى مكان وجود الكنز، فيسقط الطفل في مكان معين، فيكون الكنز في المكان الذي سقط الطفل فيه.
قصص مستمرة وستستمر، وإن لم نجد حلولا جذرية فأرواح كثيرة ستزهق وأطفال كُثر ستخطف، قد يعود البعض منهم لأحضان العائلة إلا أننا سنفقد الكثير بسبب كنز “ملعون”.
أميمة وديع
شاهد أيضا :