Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الكنيسة التوحيدية في اليابان تواجه احتمال حل ها بقرار قضائي

وضعت الكنيسة التوحيدية في اليابان تحت المجهر منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، لكنها تواجه مسار قضائيا قد يفضي إلى قرار بحل ها خلال الشهر الجاري.
وأكدت السلطات في طوكيو في أكتوبر 2023 أنها تسعى إلى حل هذه الحركة الدينية النافذة التي أنشأها سون ميونغ مون في كوريا الجنوبية خلال الخمسينات، وتكن ى باسم “مونيز” نسبة لمؤسسها الراحل.
وتتهم هذه الكنيسة بالضغط على أتباعها لتقديم تبرعات كثيرا ما تستنزف كل قدراتهم المالية، وتحمل المسؤولية عن تجاهلهم لأولادهم، رغم نفيها ارتكاب أي مخالفات.
وأفادت وسائل إعلام يابانية بأن الكنيسة قد تصبح غير قانونية بموجب قرار قضائي مرتقب قد يصدر خلال مارس. وسيضع القرار حدا لإعفائها من الضرائب ويعتبرها كيانا مضر ا.
اغتيل رئيس الوزراء السابق شينزو آبي في العام 2022 على يد رجل قيل في حينه إنه مستاء من الكنيسة التوحيدية.
وأظهرت التحقيقات بعد الاغتيال، وجود روابط وثيقة بين هذه الحركة وكثر من أعضاء الحزب المحافظ الحاكم، ما دفع أربعة وزراء الى تقديم استقالتهم.
وأشار المحامي كاتسومي آبي الى أنه حتى في حال تم حل الكنيسة، يمكن لها أن تواصل تنظيم شعائرها.
أضاف “لكن سمعتها ستتضرر، وعدد أتباعها سيتراجع”، بحسب المحامي الذي يمث ل عددا من الأتباع السابقين الذين يسعون للحصول على تعويضات بعدما قد موا للكنيسة تبرعات ضخمة.
وبحسب التقديرات، قد م الأتباع لكنيستهم مئات ملايين الدولارات على مدى السنوات. ومنذ العام 2023، طالب نحو 200 شخص بتعويضات تصل الى 5,7 مليارات ين (38,5 مليون دولار)، بحسب كاتسومي آبي ومحامين آخرين.
وأوضح آبي “لا أعتقد أن مؤسسة أخرى ألحقت هذا القدر من الضرر” بالمجتمع الياباني.
في حال صدور القرار القضائي، ستكون الكنيسة التوحيدية ثالث حركة دينية يؤمر بحل ها في اليابان.
وتأسست الكنيسة التوحيدية، واسمها الرسمي “الاتحاد العائلي للسلام العالمي والتوحيد”، في العام 1954. وذاع صيتها عالميا خلال السبعينات والثمانينات، واشتهرت بإقامة حفلات زفاف جماعية في ملاعب رياضية.
وتحدثت شخصيات عالمية في مناسبات مرتبطة بالكنيسة أو مجموعات تابعة لها، مثل الرئيس الأميركي حاليا دونالد ترامب، وشينزو آبي نفسه في العام 2021، علما بأن رئيس الوزراء الياباني السابق لم يكن من أتباع هذه الكنيسة أو مرتبطا بأي من مجموعاتها.
والمشتبه بقتل آبي هو تيتسويا ياماغامي الذي تردد أن والدته تبرعت للكنيسة بمبلغ إجمالي بلغ مئة مليون ين (مليون دولار). ويواجه ياماغامي الموقوف عقوبة الإعدام بحال إدانته.
وقضى شقيق ياماغامي انتحارا، بينما حاول هو الانتحار مرات عدة.
وروى أحد أقاربهما عن تلقي اتصالات استغاثة من ياماغامي عندما كانت والدته تترك أولادها بمفردهم من دون طعام لحضور نشاطات الكنيسة.
وعقب مقتل شينزو آبي، تعهدت الكنيسة بمنع التبرعات “المبالغ بها” من أتباعها.
لطالما كانت اليابان مركزا ماليا للكنيسة التوحيدية التي تحض أتباعها على ضرورة التكفير عن احتلال كوريا خلال الحرب، وبيع مقتنيات باهظة لينالوا العفو عن خطاياهم.
وخلال اجتماع مؤخرا مع محامين، أكد شخص كان أهله من أتباع الكنيسة أن العائلة عجزت أحيانا عن دفع رسوم الدراسة أو توفير لوازم الاستحمام.
وأكد أنه أوصي بعدم التفاعل مع غير الأعضاء “الشيطانيين” وشعر بـ”الوحدة والانعزال”، لافتا إلى أن شقيقه انتحر العام الماضي بعدما عانى مشكلات في الصحة الذهنية.
ويمكن لإجراءات حل الكنيسة أن تمتد لعام في حال قامت باستئناف القرار.
وحذر محامون من أن الكنيسة التوحيدية قد تنقل أصولها المالية الى مكان آخر. وأوضح كاتسومي آبي “هم يرسلون كل عام عشرات المليارات من الين إلى مقرهم في كوريا الجنوبية”.
ويطالب هو وعدد من زملائه المحامين بتشديد القيود القانونية للسماح بإعادة هذه الأموال إلى الضحايا.
وحذر من “علامة استفهام كبيرة بشأن عدد السنوات التي ستستغرقها عملية تصفية أصول الشركة… وما إذا كانت ستجري بسلاسة”.

Exit mobile version