صادق مجلس الحكومة، على مشروع مرسوم يقضي بتمديد مدة سريان حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني لمدة شهر إضافي، حيث إختار رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، حسابه الرسمي على موقع “تويتر”، لنشر قرار التمديد ، بعدما انتقل إجمالي الإصابات بالمملكة وفق آخر إحصائيات وزارة الصحة، إلى 75 ألف و721 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس الماضي.
و إنتفضت أحزاب المعارضة في وجه الحكومة، وشنت أحزاب الإستقلال والتقدم والإشتراكية هجوما لاذعا على التدبير الحكومي لجائحة “كورونا”، واصفين حكومة سعد الدين العثماني بـ”المستقيلة من مسؤولياتها” منبهين لوضع الحكومة “المأزوم” فيما وصف التقدم والإشتراكية قرارات الحكومة بـ”بلاغات آخر ساعة”.
وصف حزب الإستقلال الواقع الحكومي بـ”المأزوم”، و استنكر الحزب ما أسماه بـ”استقالة الحكومة من مسؤولياتها تجاه البلاد وتجاه المواطنات والمواطنين واستسلامها للأمر الواقع في ظل تفاقم الوضعية الوبائية”، حيث اتهمت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، الحكومة بـ”الاستهتار الكبير” بالمواطنين والمجسد حسبها في ” القرارات الحكومية الأخيرة المتعلقة بالصحة والدخول المدرسي، وعودة تقييد التنقل”، حيث اعتبر الحزب، أن قرارات الحكومة “أفقدتها ما تبقى من المصداقية ومن ثقة المواطنين”، وأن بعض “القطاعات الوزارية المعدودة تحاول إنقاذ الوضع بإصدار قرارات لتدبير الطوارئ وإطفاء الحرائق”.
و ثمن الاستقلال مبادرة جلالة الملك محمد السادس، بوضع المغرب في خضم الجهود الدولية لمكافحة جائحة كورونا، من خلال تعزيز التعاون العملي مع الصين في هذا المجال، والمساهمة في جهود البحث عن لقاح لعلاج الوباء، باتفاق مع الجانب الصيني في تجاربه السريرية”، معتبرا أن المبادرة، ستمكن المغرب من التموقع الجيد وسط اقتصاد عالمي جديد في طور التشكل، والاستفادة من إعادة توزيع العمل على الصعيد الدولي.
من جهته شدد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، على أنه ينبغي على الحكومة أن تتعامل بنضج مع المغاربة وعدم مفاجأتهم بقرارات دون تحضيرهم نفسيا وجعلهم شركاء باستخدام جميع قنوات التواصل، داعيا الحكومة الى التفكير في صندوق “كورونا”، والتفكير في الفئات المعوزة واقتناء الأدوات الالكترونية في حدود الممكن للتعليم عن بعد.
ووجه الأمين العام للتقدم والاشتراكية نداء للحكومة من أجل تقوية الحضور السياسي والقدرة على التأطير والتفسير، وتجاوز بلاغات آخر ساعة لأنها تفاجئ المواطنين ولا يعرفون كيف يتعاملون معها، معتبرا أن” الإصابات بمدينة الدار البيضاء، في تزايد منذ بداية غشت، مشيرا إلى أن الوضع كان يحتاج إلى توعية الناس بشكل تدريجي بدل إلقاء قرارات مباغتة”، وأكد بنعبد الله، أن ” ما حدث في الدار البيضاء يمكن أن يحدث في مدن أخرى، وهو ما يقتضي عدم اللجوء إلى بلاغات آخر لحظة، فلا بد من تحذير الرأي العام وتجهيزه، وإعلامه بأنه مع تزايد الأعداد ستغلق المدارس أو المقاهي أو سيتم سن إجراءات في وسائل النقل، وعند الاقتراب من هذا الوضع يتم إشعار المواطن وتهييئه، وهو ما يحدث في البلدان الأخرى.
ودعا الأمين العام لحزب الكتاب الحكومة إلى الحضور السياسي القوي والانسجام بين مكوناتها، وحضور رئاسة الحكومة وتحمل مسؤوليتها، وأن يتم إشراك الرأي العام بكل الوسائل المتاحة، وإشراك مختلف الفاعلين، فنحن أمام أزمة حقيقية، ويمكن للأمر أن يتفاقم بما يحمله من انعكاسات اقتصادية واجتماعية.
وكان وزير الصحة خالد أيت طالب ،أعلن عن تعبئة دعم لوجيستيكي “مهم جدا ” لفائدة مدينة الدار البيضاء ، التي تواجه تصاعدا جديدا في انتشار بؤر الإصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد -19″، موضحا عقب جلسة عمل تقنية شارك فيها، مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي ، وسعيد أحميدوش والي جهة الدار البيضاء سطات وعامل عمالة الدار البيضاء، أن مدينة الدار البيضاء القلب النابض للمغرب اجتماعيا واقتصاديا وتجاريا، ستستفيد من دعم مهم جدا في المجال اللوجستيكي ، والموارد البشرية مع الرفع من الطاقة الإيوائية لمصالح الإنعاش”.
وأوضح الوزير على ” أنها إجراءات وتدابير استباقية ستمكننا على الأرجح من مواجهة حالة العودة المحتملة للوضع الوبائي “، حيث أشار أيت الطالب، إلى أن الدار البيضاء شهدت مؤخرا ارتفاعا كبيرا في الحالات المؤكدة التي استدعت المرور إلى السرعة القصوى لمكافحة كوفيد -19 ، مضيفا، أن الإجراءات الصارمة التي تم وضعها ستجعل من الممكن تقييم الوضع خلال الـ 14 يوما القادمة بهدف إخراج المدينة من هذا المنحى.
وأفاد الوزير أن “الوضع متحكم فيه وقابل للسيطرة ، لكن من الواجب علينا وضع كافة التدابير والاجراءات اللازمة لمواجهة الارتفاع المفاجئ في عدد الحالات الخطيرة”، مشيرا الى أنه سيشرع في تنفيذ العمل التقني الذي يسمح للمرضى غير المصابين بالفيروس كوفيد المستجد بالحصول على العلاج، مبرزا في ذات الوقت أن الدار البيضاء تتوفر على أطر طبية وشبه طبية مهمة.
واستعرض ايت الطالب جملة من المؤشرات المقلقة حول الوضعية الوبائية بالدار البيضاء التي تشهد 42 في المائة من الحالات المسجلة يوميا و40 في المائة من الحالات الحرجة و38 في المائة من الوفيات المسجلة على الصعيد الوطني.
المعارضة تصف الوضع الحكومي بـ”المأزوم”
