Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المعرض الدولي للكتاب يكرم الروائي إدريس الشرايبي

أعلن القائمون على المعرض الدولي للنشر والكتاب، في دورته الثلاثين المرتقبة ما بين 18 و27 مايو المقبل، عن تخصيص تكريم خاص للكاتب والروائي المغربي إدريس الشرايبي، أحد أبرز الأصوات الأدبية المغربية التي اختارت التعبير باللغة الفرنسية، في خطوة تندرج ضمن توجه ثقافي يعيد الاعتبار لرموز الكتابة المغربية متعددة اللغات.

ويأتي هذا التكريم بعد أكثر من 17 عاماً على رحيل الشرايبي (1926 – 2007)، في اعتراف بأثره الأدبي البارز، محلياً ودولياً، حيث ظلت أعماله الروائية موضع اهتمام نقدي متواصل، لما تنطوي عليه من عمق ثقافي وتفكيك اجتماعي لمجموعة من المواضعات والعلاقات التقليدية في المجتمع المغربي.

وبرز الشرايبي في المشهد الأدبي الفرنكفوني منذ خمسينات القرن الماضي، مع صدور روايته الشهيرة «الماضي البسيط» (1954)، التي أحدثت آنذاك جدلاً واسعاً بالنظر إلى جرأتها في مساءلة السلطة الأبوية، وتسليط الضوء على صراع الأجيال والقيم في مجتمع محافظ، وهو ما مهّد لتحول نوعي في كتابة الرواية المغاربية بالفرنسية.

ومن بين أبرز أعماله الأخرى، «الحضارة أمي» التي تمثل بُعداً تأملياً عميقاً في العلاقة مع الآخر الأوروبي، وفي موقع المرأة داخل المجتمع، بالإضافة إلى قضايا الاستعمار وما بعده، وهي مواضيع شكّلت القاعدة الأساس لمشروعه الأدبي والفكري.

ويصف نقّاد أدب الشرايبي بأنه «كتابة لا تكتفي بالتصوير، بل تنخرط في مساءلة الواقع وتفكيكه»، من خلال شخصيات تنطلق من التجربة الذاتية، لتلامس قضايا جماعية أوسع، تتعلق بالهوية والانتماء والحداثة. وقد ظلت رواياته، حتى بعد وفاته، موضوعاً لأطروحات جامعية ودراسات نقدية في المغرب وخارجه.

ويُنظر إلى تكريمه في سياق المعرض، بحسب عدد من المهتمين، كخطوة تحمل دلالات متعددة، ليس فقط لتثمين إرث كاتب رائد، بل أيضاً للاعتراف بإسهام الكتابة المغربية بالفرنسية، كجزء من المشهد الأدبي الوطني، في تلوينه وتعدديته.

ومن المتوقع أن يُنظم ضمن البرنامج الثقافي للدورة المقبلة، لقاء خاص حول الشرايبي، يضم نقاداً وأكاديميين ومترجمين اشتغلوا على أعماله، إلى جانب إعادة طباعة مختارات من رواياته في طبعات جديدة موجهة للأجيال الصاعدة.

Exit mobile version