Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المغاربة ومونديال قطر…استغلال النصر

نصر المنتخب المغربي جماعي ولا يجوز استغلاله من طرف أي شخص مهما كان. وتواضعا من المدرب وليد الركراكي قال إن النصر صنعه اللاعبون وحدهم ولا يمكن لأحد أن يدعي ذلك وحتى “الكوتش”، “راني غير تنقول ليهم وتيديرو”. نعرف أن المدرب عنصر أساسي في المباراة، لكن هو أراد أن يبعد أي استغلال لفوز المنتخب الوطني.
“راس لافوكا” شتيمة أطلقها خصوم وليد الركراكي في البطولة الوطنية. ومن قوة ضبطه لقواعد التواصل “أطلقها على نفسه” لما تولى تدريب المنتخب الوطني حتى لا تؤثر على اللاعبين. لكن لا نفهم كيف يدخل أخنوش على الخط وهو في البرلمان، يجيب ممثلي الأمة عن أزمة الماء، ليتحدث “عن بركة لافوكا” مازجا بين “راس لافوكا”، الذي لم يستغل بلاده بل أوصلنا إلى ما لم نحلم به، وأدخل الفرح والسرور على المغاربة، حتى أصبح العالم، كل العالم يعرف المغرب، وبين لافوكا التي تستنزف الفرشة المائية.
لما نتحدث عن المنتخب الوطني نتحدث عن تضحيات وعن بطولات أيضا. شباب يصنعون مجد بلدهم ومجدهم الشخصي لكنهم لم يأكلوا المال العام بالسحت، بل هم اليوم يساهمون في كتابة مرحلة جديدة إن تم الإمساك باللحظة وإحسان التعامل معها. تضحيات جسام من قبل لاعبين شاركوا وهم يعانون، بينما بعض السياسيين يريدون استغلال اللحظة لتحقيق مجد شخصي في نصر لم يساهموا فيه، بل منهم من كان ضد الناخب المغربي أصلا.
لكن يمكن استغلال النصر للجماعة ككل. للجماعة المغربية أي هذه الأمة العظيمة، التي أصبح ذكرها في العالم وبكل لغات العالم، التي نعرف والتي لا نعرف.
حق بعض اللاعبين في تحسين وضعهم الكروي من خلال الانتقال إلى فرق أكبر عالمية، وهم صانعو النصر. لكن من أراد أن يستغل هذا النصر فعليه أن يفكر في أمة كاملة.
يمكن استثماره سياسيا وجيوسياسيا وديبلوماسيا من خلال الصورة التي رسمها المغاربة عن أنفسهم كشعب منفتح على الثقافات والأعراف وتمسكهم بهويتهم في الوقت ذاته والعديد من الرسائل التي حملتها سلوكاتهم، كما يمكن استغلال ذلك اقتصاديا في توجهات عالمية، وأهم شيء يمكن استثمار الموضوع في ميدان السياحة بشكل كبير.
لسنا من أدعياء امتلاك الحقيقة، ولهذا طرحنا عناوين كبرى على المعنيين بالأمر وضع قواعدها وتنفيذها، فالمغرب اليوم في منعطف كبير، وهذه الدهشة التي صنعها المنتخب الوطني ليست بسيطة، والدهشة صعبة، بل عنوان كل بداية والمغرب اليوم في بداية جديدة، ينبغي إبعاد “الاستغلاليين” عنها.
اللحظات التاريخية تحتاج إلى الرجال أما “الرعاوين” فليس هذا وقتهم، فالزمن لمن يريد أن ينهض بالبلاد ما دامت الفرصة مواتية، وهي لا تتكرر مرات عديدة وقد لا تتكرر مرة أخرى.

Exit mobile version