نجح المغرب في تحقيق قفزة نوعية على مستوى القارة الإفريقية، حيث حلّ في المرتبة السادسة على صعيد مؤشر جودة الخدمات العمومية لسنة 2024، بحسب تقرير حديث صادر عن البنك الإفريقي للتنمية.
المؤشر، الذي يحمل اسم “مؤشر إيصال الخدمات العمومية” (PSDI)، هو الأول من نوعه الذي يقيّم قدرة الدول الإفريقية على توفير خدمات أساسية بشكل فعال ومنصف لمواطنيها، وذلك بالاعتماد على بيانات واقعية وآراء المواطنين في مختلف البلدان.
وبنتيجة إجمالية بلغت 55.22 نقطة من أصل 100، تجاوز المغرب المعدل القاري البالغ 45.39، كما تفوّق على متوسط الأداء في منطقة شمال إفريقيا (50.55 نقطة). هذا التقدم وضع المملكة ضمن نادي الدول العشر الأولى إفريقيًا من حيث جودة تقديم الخدمات العامة.
وسجّل المغرب أداءً لافتًا في مجال الإدماج الاجتماعي، بنسبة بلغت 63.30 نقطة، ما يدل على توسّع نطاق الاستفادة من الخدمات العامة بين مختلف شرائح المجتمع. كما أحرز 57.50 نقطة في التنمية الصناعية، في مؤشر على تصاعد القدرات الإنتاجية الوطنية وتنامي جهود التصنيع.
أما في مجال تعميم الكهرباء، فحقق المغرب 55.87 نقطة، مستفيدًا من برنامج وطني ضخم دام أكثر من عقدين لتوصيل الكهرباء إلى العالم القروي، مما أسفر عن بلوغ نسبة تغطية تقارب 98% على الصعيد الوطني.
ولم يغفل التقرير الإشارة إلى الطفرة النوعية في مجال الطاقات المتجددة، خصوصًا الشمسية، التي جعلت المغرب يُصنف اليوم ضمن الدول الرائدة قاريا في هذا المجال، في وقت تُظهر فيه استطلاعات الرأي تزايدًا في معدلات رضا المواطنين عن أداء المرافق العمومية، وهو ما يُترجم – وفق التقرير – فعالية الاستثمارات الحكومية على المدى البعيد.
وختم التقرير بالإشادة بتجربة المغرب التي وصفها بـ”المُلهمة”، مؤكدًا أن النتائج الحالية ليست ثمرة قرارات ظرفية، بل حصيلة رؤية تنموية واضحة ترتكز على العدالة الاجتماعية وتطوير البنى التحتية، في ظل تنافس إفريقي متزايد على تحسين حياة المواطنين عبر خدمات عمومية فعالة ومستدامة.