في خطوة استراتيجية تعكس طموحات المملكة في تطوير قدراتها الدفاعية والصناعية، بدأ المغرب في تنفيذ استثمارات ضخمة لتحديث أسطوله الجوي من مقاتلات F-16 من الجيل الأحدث.
هذه الصفقات، التي تُعد من بين الأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا تقتصر على التزود بالتجهيزات فقط، بل تشمل أيضًا شراكة صناعية نوعية تُدخل المغرب في قلب سلسلة الإنتاج العالمية لهذه الطائرات المتطورة.
وكشف مستند رسمي صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، نُشر في السجل الفيدرالي بتاريخ 29 أبريل، عن مشاركة المغرب المباشرة في عملية تصدير مكونات خاصة بهذه الطائرات، ما يعكس تحولًا لافتًا في موقع المملكة على خارطة الصناعات الدفاعية الدولية.
اللافت في الأمر أن الشركة الأمريكية العملاقة “لوكهيد مارتن”، المصنعة للمقاتلة F-16، تدرس حاليًا توسيع أنشطتها الصناعية في المغرب، في خطوة من شأنها أن تفتح آفاقًا واسعة أمام الصناعات الجوية والعسكرية المحلية، وتُعزز من موقع الرباط كشريك موثوق في الصناعات الدفاعية المتقدمة.
هذا التوجه يعكس رؤية استراتيجية للمغرب تهدف إلى تعزيز سيادته التكنولوجية والعسكرية، وتقوية النسيج الصناعي الوطني، خاصة في مجال الصناعات ذات القيمة المضافة العالية.
