يستمر المغرب في سعيه لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في مجال صناعة السيارات، حيث تم مؤخراً التوقيع على اتفاقيتين لإقامة مشروعين صناعيين لصناعة بطاريات السيارات تابعتين لشركتين صينيتين، هما شركة “هايليانغ” وشركة “شينزوم”.
تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروعين، اللذين سيقامان في مدينة محمد السادس “طنجة تيك”، حوالي 910 مليون دولار أمريكي بدءاً من السنة الجارية. يمتد مشروع “هايليانغ” على مساحة إجمالية قدرها 30 هكتاراً، بحجم استثمار يبلغ 450 مليون دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يخلق 1800 فرصة عمل.
أما مشروع شركة “شينزوم”، فيمتد على مساحة قدرها 20 هكتاراً، باستثمار يصل إلى 460 مليون دولار ابتداءً من سنة 2024، ومن المتوقع أن يوفر 2000 فرصة عمل.
حضر توقيع الاتفاقيتين شخصيات بارزة، على رأسها عثمان بنجلون، رئيس شركة تهيئة طنجة تيك، وفؤاد البريني، رئيس مجموعة طنجة المتوسط، وعمر مورو، رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، و”كاو جيانغو” رئيس شركة “هايليانغ”، و”بي تاو” رئيس شركة “شينزوم”.
وفي حديثه عن أهمية هذه الاستثمارات وانعكاسها على الاقتصاد الوطني، أوضح المحلل الاقتصادي عمر الكتاني أن الصين رائدة في مجال صناعة البطاريات وخاصة المعتمدة على التكنولوجيا المتطورة.
واعتبر الكتاني أن اختيار المستثمرين للمغرب كان اختياراً موفقاً، موضحاً أن هذه الاستثمارات ستساهم في تعزيز الاستثمارات السابقة في مجال صناعة السيارات الكهربائية.
وأشار الكتاني إلى أن صناعة السيارات الكهربائية بحاجة إلى تكنولوجيا متطورة في مجال صناعة البطاريات، بالإضافة إلى صناعة الرقائق.
وأبرز أن المغرب يعمل على جلب الاستثمارات في هذين المجالين، متوقعاً أن تستثمر شركة إنجليزية في مجال صناعة الرقائق بينما تستثمر الشركات الصينية في مجال صناعة البطاريات، مما يعزز مكانة المغرب كشريك تكنولوجي متقدم.
وأكد الكتاني أن المغرب يتوجه نحو السوق الإفريقية التي تنمو بشكل متزايد، مما يجذب اهتمام الشركات الراغبة في دخول السوق الإفريقية عن طريق المغرب.
وشدد على أن هذه الاستثمارات الاستراتيجية ستنعكس إيجاباً على مكانة المغرب داخل القارة الإفريقية، وتمنحه قوة تفاوضية مع الجانب الأوروبي.
وأضاف المحلل أن الموقع الجغرافي للمغرب يجعله جسراً بين ثلاثة أسواق عالمية: إفريقيا وأوروبا وأمريكا، مما يعزز مكانة المملكة كمحور للتوجه نحو إفريقيا.
وأوضح أن قبول تفويض جزء من التكنولوجيا العالية للمغرب يأتي مقابل الانفتاح على السوق الإفريقية.
واعتبر الكتاني أن هذه الاستثمارات ستساهم في إحياء القطاع الصناعي الذي كان يعتمد بعد الاستقلال على صناعة الفوسفاط والنسيج، مشيراً إلى أن الانفتاح على التكنولوجيا العليا سيزيد من توسيع نطاق اشتغال المغرب، خاصة في سوق السيارات التي تضم نحو 5000 شركة أوروبية تعمل في هذا المجال.
وفي ختام حديثه، شدد الكتاني على أن الصين تهيمن على 80% من صناعة البطاريات، وتهتم بالاستثمار في المغرب ليصبح قطباً من أقطاب إنتاج البطاريات، مما يعزز مكانة المملكة في السوق العالمية لصناعة السيارات الكهربائية.