Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المنصوري والكفة الراجحة لقيادة البام

يلتئم مناضلو حزب الأصالة والمعاصرة في مؤتمرهم الوطني العادي، الذي يحمل صفة الاستثنائية من حيث تطلعات أغلب مناضليه إلى تغيير القيادة، والتحول من قيادة “تكثر الكلام” إلى قيادة “تكثر الفعل”، وقد يقود سفينة الحزب قيادة جديدة بأكملها وربما الإبقاء على أسماء لا تحوم حول شائبة، لكن مع اختيار قائد جديد للحزب يتجاوز العثرات، التي جعلت حزبا يكمل في غشت المقبل سنته السادسة عشرة يتعاقب عليه ستة أمناء عامين بمعدل سنتين ونصف وهو أمر غريب، مما يطرح بروفايلا مختلفا للقائد.
تتجه الأنظار نحو فاطمة الزهراء المنصوري لتقود سفينة البام في المرحلة المقبلة، لاعتبارات عديدة، ولعل أولها ما أبانت عنه من صرامة مرفوقة بليونة السياسي المحنك الذي يدبر الخلافات والاختلافات بسلاسة خلال رئاستها لبرلمان الأصالة والمعاصرة، والمجلس الوطني هو أعلى هيئة تقريرية بين المؤتمرين، استطاعت بقيادتها لبرلمان الحزب تدبير التوترات بحيث أعطت الحق في محاسبة القيادة دون الإساءة إلى أحد.
وثانيا فإنها الوحيدة التي أوضحت توفرها على مشروع لقيادة الحزب مبني على “محاربة الفساد” كعنوان أبرز، أي تصفية الحزب من الشوائب التي علقت به خلال مرحلة التكوين ومرحلة الالتحاق، حتى يتحول من حزب “الترقي الاجتماعي” إلى حزب المشروع السياسي النضالي ذي الخلفية الواضحة.
لابد من قائد لحزب الأصالة والمعاصرة يكون متوفرا على تصور لمفهوم الحزب على خلفية التطلع للمعاصرة بجذور الأصالة التي لا يمكن التفريط فيها، على عكس الأمين العام الحالي، الذي أعلن توجهه ضمن “الحداثة المتطرفة”.
عرفت القيادات التي تعاقبت على حزب الأصالة والمعاصرة هنّات هنا أو هناك، في الحد الأدنى كان القائد في البام منخرطا في هذا التوجه أو ذاك أو هذا التيار أو ذاك منحازا بشكل من الأشكال، ويعول على فاطمة الزهراء المنصوري أن تحسم موقفها من وجود الفاسدين في لوائح الحزب وأن تجمع الشتات بعد التصفية وهي مهمة صعبة للغاية.
لقد راكمت تجربة كبيرة في التسيير والتدبير، فبالإضافة إلى كونها محامية فقد شغلت مناصب مسؤولية كبيرة، وتعلمت التدبير من خلال تسيير مجلس واحدة من أهم الجهات بالمغرب، أي جهة مراكش وذلك لفترتين الأولى من 2009 إلى 2015، والثانية ما زالت مستمرة، ناهيك عن تسييرها لوزارة مهمة جدا هي وزارة السكنى والتعمير، وهي وزارة سايرت مشاريع ضخمة احتاجت إلى وزير أو وزيرة من القوة بمكان وهو ما أبانت عنه المنصوري خلال تسييرها للوزارة المذكورة.
يقال: من كثُر كلامه كثر سقطه. ولعل الميزة التي تتميز بها هي أنها سيدة لا تتكلم إلا حين يكون الكلام ضرورة، بخلاف الأمين العام الحالي، الذي عرف بخرجاته المتعددة التي تمتد من “مول التقاشر” إلى “من يحكم العالم اليوم” وتطاوله على ملف الأساتذة الذي لا يعنيه ناهيك عن “ولدي باه قرّاه في كندا”، وبالتالي ظهر كزعيم بدون أفق.
لكل ما ذكرنا تبدو فاطمة الزهراء المنصوري من بين الأسماء المطروحة لتكون بديلا لوهبي هي الأرجح كفة.

Exit mobile version