اعترف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن إنتاج الحبوب انخفض في المغرب بنسبة 69 في المائة مقارنة مع الموسم الفلاحي الماضي، وأضاف الصديقي أن الموسم الماضي كان قياسيا على مستوى الإنتاج بـ103 ملايين قنطار، أما في الموسم الراهن فالمغرب أنتج 17.8 مليون قنطار من القمح اللين، و7.5 ملايين قنطار من القمح الصلب، و6.6 ملايين قنطار من الشعير.
وأوضح وزير الفلاحة في معرض جوابه على الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، الثلاثاء، أن الموسم الفلاحي الحالي مر في ظروف صعبة بسبب تداعيات الجائحة وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية، وأفاد المسؤول الحكومي بأن الوزارة تحركت من أجل تخفيف أعباء الموسم الفلاحي الحالي، متأسفا لفقدان 44 في المائة من معدل الأمطار المعتاد خلال 30 سنة الماضية، مستدركا بأن التساقطات الربيعية أعادت الأمل لبعض الزراعات.
و توقع المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية أن يرتفع إنتاج المغرب للغذاء بـ127 في المائة خلال عام 2050، مقارنة بما أنتجه المغرب من غذاء في عام 2010، سيرتفع الإنتاج أيضا بنسبة 61 في المائة خلال عام 2030، وفق توقعات خبراء المعهد كما أوردوها في “تقرير السياسة الغذائية العالمية لعام 2022 تغير المناخ وأنظمة الغذاء”.
و أكد التقرير أن المغرب يوجد على المسار الصحيح في الوفاء بالتزامات البرنامج الشامل للتنمية الزراعية في إفريقيا، إذ هناك 11 دولة فقط في إفريقيا تمكنت من إحراز تقدم في تنفيذ خطط البرنامج، الذي اعتمده الرؤساء الدول والحكومات الإفريقية في عام 2003 كإطار لسياسات التحول الزراعي، وتحقيق نمو اقتصادي على نطاق واسع، والحد من الفقر والأمن الغذائي والتغذية، و فيما يتعلق بالمؤشرات الفردية، أوضح المعهد أن 25 دولة فقط بما فيها المغرب، كانت على المسار الصحيح مرونة الأسر في مواجهة الصدمات المتعلقة بالمناخ، بينما يفتقر ، يفتقر 30 بلدًا إلى بيانات حول قدرة الأسر على التكيف مع المناخ ، ويفتقر 22 بلدًا إلى البيانات المتعلقة باستخدام ممارسات الإدارة المستدامة في الزراعة.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة، خرج “مبشرا” المغاربة بـ”موعد مع المجاعة”، بقوله من على منصة التواصل الحكومة، أن “مخزون المغرب من القمح يكفيه فقط لأربعة أشهر”، غبر آبه بهذا التصريح، كأنما يؤكد ما حذر منه انطونيو غوتريش من كن العالم على أبواب مجاعة نتيجة الحرب الأوكرانية الروسية، حيث اختار بايتاس الادلاء بتصريح يضرب الأمن الغذائي للمغاربة دونما أدنى احساس بالمسؤولية السياسية أمام المغاربة، ومدى تأثير هذا التصريح على الوضع الاجتماعي والأسواق المرتبطة بالصناعات الغذائية المعتمدة على القمح كمادة حيوية في انتاج الغذاء.
وعاد بايتاس ليؤكد أن الحكومة ستستمر في تقديم الدعم الخاص بالقمح اللين، رغم الارتفاعات الكبيرة التي تشهدها هذه المادة في السوق الدولية، ووقف بعض البلدان تصديرها، وقال مصطفى بايتاس الناطق الرسمي باسم الحكومة خلال الندوة الصحافية الأسبوعية إن الحكومة بذلت مجهودا في هذا الموضوع، لتحافظ على استقرار أسعار الخبز، وأشار بايتاس إلى أن الدعم الحكومي الموجه للقمح اللين ليصل إلى المطاحن بسعر 260 درهما للقنطار، عرف ارتفاعا كبيرا، فبعدما كان الدعم الحكومي في حدود 71 درهما في بداية العام، ارتفع اليوم ليقارب 200 درهم في كل قنطار.
وأكد الوزير أن المغرب لديه آليات لتجديد وتعزيز المخزون الوطني من القمح، إذ يستورد من مجموعة من الأسواق المختلفة، والمخزون الوطني يصل اليوم إلى حوالي أربعة أشهر، واعتبر أن الدعم الحكومي الموجه لهذه المادة الأساسية والمهمة في النظام الغذائي المغربي، يأتي حفاظا على القدرة الشرائية للمغاربة.
و قالت منظمة “الفاو” إن نحو 25 مليون طن من شحنات الحبوب عالقة في أوكرانيا بسبب تحديات البنية التحتية وإغلاق موانئ البحر الأسود، فيما أشارت في تقريرها إلى وجود “أدلة غير مؤكدة” بنقل روسيا لآلاف الأطنان إلى أراضيها، و أفاد مسؤول في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، أن نحو 25 مليون طن من شحنات الحبوب عالقة في أوكرانيا وغير قادرة على مغادرة البلاد بسبب تحديات البنية التحتية وإغلاق موانئ البحر الأسود بما في ذلك ماريوبول، وقالت الفاو إن الحصار يُنظر إليه على أنه عامل وراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي سجلت مستوى قياسيا في مارس في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، قبل أن تتراجع قليلا في أبريل.
و حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من مجاعة عالمية تستمر لسنوات بسبب هجوم روسيا العسكري ضد أوكرانيا، وفق تغريدة المنظمة الدولية على “تويتر” الخميس، كما أصدرت منظمة الفاو نداء عاجلا للمساعدة.
و أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” نداء عاجلا بعد أن دفعت الجائحة مئات الملايين من الناس إلى الفقر، في ظل نقص الإمدادات الغذائية وقالت فاو”، إن الزراعة في العديد من البلدان معرضة للخطر كذلك نتيجة للحرب الروسية ـ الأوكرانية، داعية إلى اتخاذ إجراءات على نطاق واسع.
و دعا المسؤول الأممي إلى زيادة المساعدات الطارئة للزراعة. لجعل نظم الأغذية الزراعية أكثر كفاءة ومرونة واستدامة. وقال إنه يجب إعادة تصميم إنتاج الأغذية وتجهيزها في جميع أنحاء العالم لتصبح أكثر مرونة “لتجنب مستوى الضعف الذي نواجهه اليوم”، وترى الفاو أن الحرب في أوكرانيا فاقمت في زيادة أسعار الغذاء العالمية. إذ أن روسيا وأوكرانيا يعتبران مصدران مهمان في أسواق الحبوب العالمية كما أن روسيا هي واحدة من أكبر مصدري الأسمدة في العالم.
و حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من مجاعة عالمية تستمر لسنوات بسبب هجوم روسيا العسكري ضد أوكرانيا، وفق حساب المنظمة الدولية على “تويتر” ، وقال غوتيريش، خلال اجتماع وزاري حول الجوع بمقر الأمم المتحدة في نيويورك الأربعاء، إن الحرب أدت إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في الدول الفقيرة بسبب ارتفاع الأسعار، وتابع العالم قد يواجه نقص إمدادات الغذاء عالميا في الأشهر المقبلة، إذا لم يتم إعادة الصادرات الأوكرانية إلى مستويات ما قبل الحرب المتواصلة منذ 24 فبراير الماضي. وأوضح أن هذا الصراع “يهدد بدفع عشرات الملايين من الناس إلى حافة انعدام الأمن الغذائي، وما يترتب عليه من سوء التغذية وجوع جماعي، بل ومجاعة”.
النقص يضرب 83 مليون قنطار من الحبوب
