Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الهاشتاغ يتطور وأخنوش يمارس سياسة النعامة

دخل “هاشتاغ” المطالبة بتخفيض أسعار المحروقات بالمغرب مرحلة حاسمة تزامنا مع الخرجة الإعلامية غير المحسوبة، التي كان وراءها رئيس مجلس النواب، الطالبي العلمي يصف فيها المنددين بالارتفاع الصاروخي للأسعار، بالمرضى.

للأسبوع الثالث يتصدر وسم “الغازوال #7 دراهم # ليصانص 8 دراهم #أخنوش إرْحَلْ” واجهة المنشورات على الفضاء الأزرق، من حيث “الطوندونس”، محققا نسبة متابعة كبيرة وانتشار محلي ودولي واسع، بلغ المليونين، غير أنه في هذا الأسبوع تعدى منطق الخوارزمية على الفيسبوك ليكتسي حلة التطور في منحى تصاعدي سلبي ضد حكومة أخنوش، سواء من حيث كم المنتفضين ضد غلاء الأسعار أو من حيث كيفية التعبير.

لم يحسب أخنوش رئيس الحكومة الذي اختفى عن الأنظار عواقب اعتباره الحملة مدعومة من الخارج وبحسابات فايسبوكية وهمية، وعواقب صمته المريب تجاه الحملة الشعبية التي تستهدفه كمسؤول أول عن ارتفاع الأسعار وعدم إيجاده حلا للأزمة الخانقة. كما لم يحسب الطالبي العلمي، ثالث رجل في تراتبية المسؤولية بالدولة، لا عواقب هذه الحملة ولا تداعيات تعليقه القدحي السالب في حق ثوار الفضاء الأزرق. لقد غاب عنهما أن الفضاء الأزرق كان وراء شرارة الربيع العربي بداية من تونس.

أقل ما جر عليه رئيسُ مجلس النواب توصيفه للمطالبين بخفض أسعار المحروقات بالمرضى، هو التحويل النوعي للحملة الشعبية من العالم الافتراضي المتوهج، إلى حملة شعبية عارمة على أرض الواقع، تستوجب توفر جرأة سياسية ورجاحة عقل لكبحها قبل فوات الأوان.

لأول مرة في العمر القصير لهذه الانتفاضة وضع سائقو سيارات الأجرة بأكادير والدار البيضاء لافتات ورقية تحمل شعار الحملة على الواجهات الخلفية لمَرْكباتهم، شأنهم شأن مواطنين في جل المدن وضعوا هذه اللافتات على الواجهات الخلفية لسياراتهم، ولا ندري كيف سيكون الحال، لا قدر الله، إن تعممت هذه الحملة في مرحلتها هذه وتطورت إلى احتقان شعبي جارف بالشوارع.

يدرك كل المغاربة، وخاصة المنتفضين الفايسبوكيين ضد أسعار المحروقات، ضُعْفَ المواجهة لدى أخنوش ومن معه في حزبه وفي الحكومة، بعدما سجلوا عليهم ضعفا بائنا في مواجهة الأزمة النوعية الخانقة، وهي في بداياتها، عندما رفع أخنوش رفقة زعماء الأحزاب المشكلة لأغلبية حكومته شعار “الله غالب”، لذلك لا يضع المنتفضون في أخنوش قيد أنملة من الثقة والقدرة والنية في الاستجابة إلى مطلب مشروع، لا يتعدى خفض الأسعار إلى المستوى الذي كانت عليه قبل الحرب الروسية الأوكرانية، أي قبل ارتفاع السعر الدولي لبرميل النفط، ولذلك يراهنون على رفع سقف هذه الانتفاضة إلى حين تحقيق الانخفاض في السعر.

مقابل إصرار المنتفضين، يلحّ أخنوش على نهج سياسة النعامة. ارتباكُه أمام موقف الشعب من تضارب مهمته كرئيس للحكومة ومصالحه كإمبراطور للمحروقات، جعله يفقد البوصلة ويسلمها إلى رئيس مجلس النواب، الذي افتقد بدوره الرصانة والحكمة المطلوبين في رجل سياسة يقود مؤسسة للتشريع والمراقبةِ، ما جعل منتفضين جددًا ضد غلاء المحروقات ينضافون إلى طوابير الثورة الفايسبوكية، منهم مثقفون وفنانون وأدباء أبدوا امتعاضهم من رئيس الحكومة وقياديين من حزبه، سبق ونعتوا المغاربة تارة بـ”المداويخ” وتارة بـ”ناقصي التربية”، وأخيرا بـ”المرضى”، كما جاء على لسان الطالبي العلمي الذي يترصده المواطنون، بشكل مسبق، بعدما وعدهم بدعم مالي شهري قيمته ألفان وخمسمائة درهم للفرد، وإلا رَموه بالحجر، إنْ عَجز عن الوفاء بذلك..

 

Exit mobile version